الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم..«فائق» و«أبوالفضل» يدخلان بورسعيد بملابس صيد للانضمام للمقاومة
  • ١٩:١٧
  • الخميس , ١٧ نوفمبر ٢٠١٦
English version

فى مثل هذا اليوم..«فائق» و«أبوالفضل» يدخلان بورسعيد بملابس صيد للانضمام للمقاومة

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٣٧: ٠٨ ص +02:00 EET

الخميس ١٧ نوفمبر ٢٠١٦

فائق و أبوالفضل
فائق و أبوالفضل

فى مثل هذا اليوم 16نوفمبر 1956م..


سامح جميل
أرتدى محمد فائق، رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان حالياً، وعبدالفتاح أبوالفضل، نائب رئيس جهاز المخابرات فيما بعد، ملابس الصيد، ومعهما ضابط اللاسلكى فرج محمد تمهيداً لدخولهم بورسعيد، كان «فائق» و«أبوالفضل» فى جهاز المخابرات المصرية وضمن قيادة الفدائيين فى الإسماعيلية أثناء العدوان الثلاثى «فرنسا، بريطانيا، إسرائيل» ضد مصر الذى بدأ يوم 29 أكتوبر1956 ووفقاً لـ«أبوالفضل» فى كتابه «كنت نائباً لرئيس المخابرات» عن «دار الشروق - القاهرة»: «تقرر أن تتوجه نصف القيادة الرئيسية للفدائيين من الإسماعيلية إلى داخل بورسعيد، بعد أن راوغ العدو فى ميعاد انسحابه».


كان دخول بورسعيد يعنى الانضمام للمقاومة ضد قوات العدوان فى المدينة الموجودة منذ إنزالها فى بداية نوفمبر 1956، وتسلل الضباط الثلاثة متنكرين، ويروى أبوالفضل فى مذكراته: «وصلنا إلى المطرية تمهيداً لدخول بورسعيد فى «مثل هذا اليوم 16 نوفمبر 1956» متسللين، وأبحرنا من المطرية «بحيرة المنزلة» بملابس الصيادين على مركب صيد يقودها الريس عبدالمنعم فى اتجاه بورسعيد، وعندما أوشك المركب على الوصول إلى مشارف المدينة لاحظنا على مرمى البصر وجود بعض نقاط الحراسة البريطانية على الشاطئ، ولم يكن قد تم اكتشافها من قبل، فأجرى الريس عبدالمنعم مناورة بمركبته وأمر رجاله بالتظاهر بالصيد، بينما طلب منا نحن الثلاثة النزول إلى قاع المركب، وكان يستخدم كمخزن لكثير من أجولة السكر والدقيق ومواد التموين وبعض أقفاص السمك».


دار المركب ولف كثيراً فى البحيرة وتظاهر الريس عبدالمنعم، بالبحث عن السمك والصيد حتى تمكن من الخروج من وسط الأعشاب مرة واحدة، ومباشرة إلى موقع على شاطئ بورسعيد بعيداً عن نقاط التفتيش البريطانية على بحيرة المنزلة، وخرج الثلاثة من قاع المركب واشتركوا مع باقى الركاب فى تفريغ حمولة البضائع».


كانت هناك عربة كارو يتم جرها باليد فى انتظار الثلاثة، ووضع فيها الريس عبدالمنعم أقفاص السمك، وحسب أبوالفضل: «سرنا مع صاحب العربة إلى مكان معين متفق عليه، أما جهاز اللاسلكى فكان مقسما إلى أربعة أجزاء ملفوفة فى الخيش، وموزعة داخل أربعة أجولة من السكر، وتولى الريس عبدالمنعم مسؤولية توصيلها إلى قيادة المقاومة داخل بورسعيد، وأخيرا رسى المركب على البر فى القابوطى، وتركنا الريس وسرنا خلف عربة اليد كما يفعل أصحاب البضائع الأخرى، ورويدا رويدا ابتعدنا عن شاطئ البحيرة بعيدا عن نقط المراقبة البريطانية حتى دخلنا شوارع المدينة الضيقة، وبعد مدة توقف بنا صاحب العربة أمام مطعم فول وطعمية، ونادى على صاحب المطعم الحج محمد شلاطة، وكان رجلا مهيبا كبير السن عليه سمات الصلاح والتقوى، وصعدنا إلى منزله نأخذ قسطا من الراحة وتناولنا وجبة إفطار شهية من الفول والطعمية».


يواصل أبوالفضل: «كان ضابط اللاسلكى فرج محمد قلقا على جهازه وفجأة دخل علينا الغرفة الزميل سمير غانم، ضابط مخابرات فى قيادة المقاومة، فبدلنا ملابس الصيادين بملابس عادية أحضرها سمير، وذهبنا معه إلى مركز قيادته بمكتبة محمود العدنى، وكان من أفراد المقاومة بالحى الأفرنجى، وهناك وجدنا أجزاء الجهاز الأربعة ملفوفة بأوراق جرائد وجاهزة للتوصيل إلى أحد المنازل ليتم تركيبه وتشغيله من هناك، وفى صمت دخل علينا يحيى الشاعر «18 عاما» فأخذ إحدى اللفافات الأربع وخرج بها فوضعها على دراجة وانطلق، وعلى التوالى حضر ثلاثة شبان آخرون من إخوانه وزملائه فكرروا نفس ما فعله زميلهم «الشاعر»، وانزعج صاحب الجهاز فطمأنته بأن الجهاز سيتم تجميعه فى منزل «الشاعر» وأخذنا نضحك».


توجه الجميع إلى منزل «الشاعر»، واستقبلتهم والدته السيدة أمينة محمد الغريب بترحاب وبشاشة وأمومة محببة لنفس، ويؤكد «أبوالفضل» على عظمة هذه السيدة الفاضلة بشجاعتها وأبنائها الثلاثة فى أعمال المقاومة، وأنها أفرغت جزءا من دولاب ملابسها لإخفاء الجهاز داخله، وفى الوقت نفسه جمع ضابط اللاسلكى أجزاء الجهاز داخل الدولاب وصعد إلى سطح المنزل، ثم قام بتشغيله حتى تم الاتصال بالقاهرة والإسماعيلية.


لم يغادر «فرج» وجهازه هذا المنزل حتى انسحب العدوان من بورسعيد، وأقام «فائق» و«أبوالفضل» فى شقة ضابط البوليس سامى خضير «المحافظ فيما بعد» المكلف من المحافظة للاتصال بالمقاومة، واستخرج الاثنان بطاقات شخصية، فانتحل «أبوالفضل» اسم «محمد غريب خليل» وفائق اسم مدرس بالمدرسة الثانوية ببورسعيد وهاجر مع أسرته إلى القاهرة...!!