جودة عبدالخالق: ''تعويم الجنيه'' يهدم الاستثمارات.. وقرارات الحكومة في صالح الأغنياء - (حوار)

وأضاف جودة في حواره لمصراوي، إن الساخطين من الشعب جراء تلك القرارات كثيرون: "فاللحظة التي يدرك فيها الشارع أن قدرته على التحمل انتهت سيدير ظهره للحكومة".

وجاء نص الحوار:

يبدو الاقتصاد المصري متخبط، وقد يبدو من زاوية ثانية أن الذين يقررون يعلمون ماذا يفعلون، وهذه قرارات سياسية تعبر عن انحيازات اجتماعية.

"أنا لا أوافق على القرارات الاقتصادية الأخيرة لأني عندي مواقف ورؤى مختلفة".

هذه القرارات تعبير عن مصالح قوى الثورة المضادة، التي تنتصر من بعد ثورة يناير.. فالقرارات تأخذ من جيوب الفقراء إلى جيوب الأغنياء، ويكتوي البسطاء بنار الأسعار".

اللجنة الاقتصادية بالحزب أعدت مجموعة من البدائل، منها: محاربة الفساد فعلًا لا قولًا، وضبط الواردات بغير طريق تعويم الجنيه، وضبط معاملات البورصة ووضع ضوابط على حركة رؤوس الأموال من و إلى الخارج.

للإطلاع على باقي البدائل أضغط هنا

أنا لا أوافقك عليه وحزب التجمع أيضًا، فهي ضريبة القيمة المضافة وليس ضريبة تصاعدية على الدخل.

هي ضريبة مبيعات بشكل أشمل وأعمق، بالتالي تُترجم في أسعار السلع، أنا الضريبة التصاعدية لا تترجم في زيادة أسعار السلع لأنها تأتي من دخول الشرائح العليا بالمجتمع، لا تحمل على سعر السلع. فضريبة المبيعات لا مفر من أنها ترفع السعر، ويقع العبء على أقل الفئات قدرة، فلا بد أن تختار وسيلة لسد عجز الموازنة لا يكون لها آثار تضخمية ولا تضع العبء على محدودي الدخل.

البديل ليس محصور بين القيمة المضافة والضريبة التصاعدية بل هناك ضريبة على الأرباح الرأسمالية في البورصة، وتم إلغاؤها في اليوم التالي.

اعتقد تم إلغاؤها بسبب انحيازات اجتماعية وسياسية، فنحن كحزب لنا انحيازات للفقراء وطبقات محدودي الدخل، فنحن ضد الضرائب الغير مباشرة الفقراء، وضد القيمة المضافة.

وضريبة الأرباح الرأسمالية تسمى في أمريكا بضريبة الدخول الغير مكتسبة وتصل لـ90%، باعتبارها حق المجتمع.

هذا حقه، فهذه القرارات تصب في مصلحته ومصلحة الفئات المماثلة له؛ وبالتالي هم أسعد الناس.

"الناس شايفة الإجراءات وغير راضية وترى هؤلاء من يمدحون فيها، فلن يصدقوهم وسيفقدون الثقة فيهم".

لو هناك قوى منظمة وقوية تعبأ -الفئات الرافضة للقرارات الأخيرة، والمقدر عددهم بعشرات الملايين؛ "كان هيبقى في كلام تاني خالص"، لكن المادحون في القرارات مسيطرون على الإعلام واتخاذ القرار ويعينون الوزراء.

لن تستمر الأمور على هذا النحو إلى ما لا نهاية، لأن هذه الإجراءات تخلق ضحايا يزدادون عددًا، ومعاناة الضحايا الحاليين تزداد كل يوم، وسيأتي وقت وسيكون الكلمة الأولى لحكمة "القشة التي قسمت ظهر البعير".

طبعا، وقلت هذا الكلام أكثر من مرة.. بعيدًا عن دعوات 11/11.

أتمنى أن لا تفهم الحكومة فشل دعوات التظاهر في 11/11 خطأ، ويكون عندها ذكاء سياسي، وفشل التظاهر لا يعبر عن حالة الرضاء المجتمعي وهذا غير صحيح.

الساخطون مجتمعيًا يشكون فيمن نوايا دعوا لـ 11/11.. وقالوا ديه مش بتاعتي.. ومعنى ذلك قالوا: "أنا سأعبر عن سخطي في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة، متى الوقت المناسب؟. لا أحد يعلم ولا يستطيع أحد أن يتنبأ.. من كان يتوقع حدوث ثورة يناير؟.. ونجاح مجموعة كلنا خالد سعيد".

"كل الثورات في العالم تتم على مراحل وموجات، مثل موجة 25 يناير و30 يونيه والبقية تأتي". 

موازين القوى دفعت بمجموعة الإجراءات المتخذة، وسيخلق رد فعل على مستوى الشارع، اللحظة اللي الشارع يدرك فيها أن قدرته على التحمل انتهت؛ سيستدير.

لن استطيع الرد الآن.