الأقباط متحدون - لقاء البطاركة الروم والبطاركة الاقباط
  • ١٣:٣٩
  • الخميس , ١٧ نوفمبر ٢٠١٦
English version

لقاء البطاركة الروم والبطاركة الاقباط

البروتوبرسفيتيروس أثناسيوس حنين

مساحة رأي

٢١: ٠٩ ص +03:00 EEST

الخميس ١٧ نوفمبر ٢٠١٦

البطاركة الاقباط - ارشيفية
البطاركة الاقباط - ارشيفية

 بين الواقع والرجاء
لقاء صاحب السيادة خرستوذولوس رئيس اساقفة اليونان السابق  بقداسة البابا شنودة الثالث بطريرك الاقباط السابق عام  2002
لقاء صاحب الغبطة ثيؤدوروس الثانى بابا وبطريرك الاسكندرية وسائر افريقيا بقداسة البابا تاؤضروس بابا وبطريرك الأقباط  2015
 

بقلم الأب الدكتور  أثناسيوس حنين
لب وجوهر رسالة الميلاد هى دخول الله فى التاريخ البشرى "...لما جاء ملءالزمان  ..." غلاطية 4 :4 ملء الزمان ليس من أجل الله بل من أجلنا ومن أجل خلاصنا  ’ أى هو ملئنا ’ ذلك  لأن حسب لاهوتنا المؤسس على الكتاب المقدس  الله هو الملء كله وحسب الرسول بولس الذى يؤكد خبرة قبل أن يقدم خبرا أو وبشكل أدق ينسكب حبرا من خبرة ويقول "بسبب من هذا أحنى ركبتى لدى أبى ربنا يسوع المسيح ا’ الذى منه تسمى كل عشيرة فى السماوات وعلى الارض . لكى يعطيكم بحسب غنى مجده ’ أن تتأيدوا بالقوة"ذيناميس " بروحه فى الانسان الباطن ’ ليحل المسيح بالايمان فى قلوبكم . وأنتم متأصلون ومتأسسون فى المحبة ’ حتى تستطيعون أن تدركوا مع جميع القديسين ’ ما هو الغنى والطول والعرض والعمق والعلو ’ وتعرفو محبة المسيح الفائقة المعرفة ’ لكى تمتلئوا "بليروما" الى كل ملء الله والقادر أن يفعل كل شئ أكثر جدا مما نطلب أو نفتكر ’ بحسب القوة التى تعمل فينا ’ له المجد فى المسيح يسوع الى جميع أجيال دهر الدهور أمين " الرسالة الى أفسس 3 : 14 – 21 هنا يذهب علماء الكتاب المقدس أن النص البولسى هو فى أعماقه وأصله صلاة وخبرة الليتورجية عاشتها الجماعة المسيحية الاولى واستلمناها بشهادات الأباء ووثائق المجامع واختبارات المؤمنين الصادقة .

 

  ’ فان  الله  لا يحتاج الى ملء بل هو ملءالذى يملاء الكل فى الكل والى جانب الملء اللاهوتى والملء التدبيرى  هناك البعد الليتورجى والافخارستى للملء لأن هذا الملء لا يحل فى فراغ  . هذا الملء  يظهر فى الليتورجية الرومية للذهبى الفم يوحنا ’ اذ بعد أن يتحد المؤمنون بالمسيح فى الافخارستيا ’ يعلن الكاهن مصليا ووجه نحو أيقونة السيد " يا من تبارك الذين يباركونك وتقدس المتوكلين عليك خلص شعبك وبارك ميراثك ’ قدس الذين يحبون جمال بيتك ....."  بعد أن صارت القداسة فعلا ليتورجيا ’ يدخل الكاهن الى المذبح ويصلى  منتصبا أمام بيت لحم قائلا " يا من أنت هو كمال الناموس أملاء قلوبنا فرحا وسعادة ورضا (الملاحظ أن الكلمتان "كمال " و "ملء " هما كلمة واحدة فى اليونانية بليروما بليروسون...". الله يعمل فى التاريخ بعلامات مملوئة فرحا ورضا ولقد عاتب السيد من هم خبراء فى معاينة أمور كثيرة دنيوية وعابرة وفانية ووقتية وبرما صادمة ولا يقدرون أن يميزوا "علامات الزمان" الباقية والواعدة والمبشرة .

 


اذن ملء الزمان هو ملء الفرح والرضى والحبور والسرور . هذا الفرح والحبور والسرور والملء رأيته بأم رأسى فى وجه غبطة بطريرك الروم ثيؤدوروس وهو يستقبل قداسة بطريرك الاقباط تأوضروس .فبالرغم من انقطاع الشركة الليتورجية بين الكنيسة الرومية والكنيسة القبطية منذ عقود طويلة  ’ الا أن بطريرك الروم فى مصر وسائر أفريقيا  كير يوس كيريوس ثيؤدوروس أصر ’ على حسب ما يسمح له سر  التدبير أى تدبير الحب الايكونوميا والأغابى ’  نقول أصر على استقبال بطريرك الاقباط تاؤضروس بالملابس الكهنوتية الليتورجية وبعد القداس مباشرة وذلك تيمنا بالميلاد الجديد وعلى الرجاء ان  يأتى ملء زمان ميلاد الكنيستين لكى ما يشتركوا فى ملء الفرح الافخارستى القائم على ما انعقدت عليه النفوس من لاهوت خلال مسيرة القرون الطوال منذ نعومة أظفار المسيحية الى مشارف القرن الواحد والعشرين . عاينت الفرح القلبى على الوجوه والتأثر الشديد بلقاء الأخوة الذى فرق بينهم رئيس سلطان هذا الزمان الردئ .

 


لاشك أن هناك فارق شاسع بين أن تقرأ عن الأحداث الكبرى فى ثنايا كتب التاريخ ’ وبين أن تعيش وتعايش الحدث . لهذا يرى المؤرخون الثقاة أنه لمن الاسهل بمكان أن تكون موضوعيا فى الكتابة عن حدث  قرأته  من أن تكون موضوعيا فى الكتابة عن حدث عاينته بأمك رأسك . كم وكم اذا كان الحدث هو اللقاء بين أقطاب كبار ورموز عظيمة .


لقاء سيادة رئيس اساقفة اليونان خرستوذولوس بقداسة البابا  شنودة الثالث  بطريرك الاقباط                                        
ذات صباح يوم جميل من أيام أثينا عام  2002 ’ رن هاتفى وجائنى صوت الاستاذ أرستيديس بانوتيس استاذ التاريخ الكنسى ومستشار رئيس اساقفة أثينا وسائر اليونان ليبشرنى بأمنية له قديمة وهى أن يلتقى رئيس اساقفة اليونان بقداسة بطريرك الأقباط ’ ذلك  أثناء زيارته الرسمية الى مصر فى زيارة سلامية لبطريركية الروم فى مصر حسب التقليد الارثوذكسى   . ولم يكتفى بهذا الخبر ’ بل زف لى البشرة الكبرى والبركة العظيمة والمسئولية الرهيبة ’ وهى أننى سوف أقوم بترجمة خطاب رئيس اساقفة اليونان والذى سوف يلقيه فى لقائه بقداسة البابا شنودة الثالث .  ذهبت الى رئاسة الاساقفة فى أثينا واستلمت نسخة من الخطاب وبدأت فى الاستعداد لهذه اللحظة التاريخية . وصل الوفد اليونانى الى القاهرة ونزل فى ضيافة صاحب الغبطة  البطريرك طيب الذكر  بيتروس بطريرك الروم الارثوذكس فى مصر وسائر افريقيا وجاء يوم زيارتهم للمقر البابوى بالانبا رويس وحضر رئيس اساقفة اليونان ويصحبه البطريرك بيتروس والوفد المرافق من مطارنة وسكرتارية وصحافيين  واستقبلهم قداسة البابا شنودة بحرارة وفرح  ومعه على ما أتذكر نيافة الانبا بيشوى والانبا صرابيون وبعض اللاهوتيين الاقباط الذين درسوا فى اليونان . كان لقاء حار وودود وواعد . قمت بالترجمة وقد قمنا بنشر خطاب رئيس اساقفة اليونان فى مجلة الكنيسة المصرية باليونان .

 

قرأ رئيس الاساقفة اليونانى نصا مكتوبا وقد تم اعداده بعناية وحذق لاهوتى كبير ليتناسب مع لحظة تاريخية ولقاء كبيرة وشهادات تاريخية . قال رئيس اساقفة اليونان من ضمن ما قال ’ أن اليونانيين يؤمنون أن من يتعلم لغتهم هو قريب لهم ومن عائلتهم وذلك حسب الفيلسوف اليونانى سقراط ’ وأثنى على ارسال طلاب لاهوت اقباط لليونان لتعلم أصول اللغة اليونانية  والاباء واشاد بتاريخ الكنيسة القبطية العريق ورهبنتها ونساكها وجهاداتها ومدح فى الجالية القبطية فى اثينا وما لها من حضور طيب وفعال وحب .

 

وتمنى تحقيق الوحدة بين الكنيستين ولكن على أساس العقيدة الصحيحة والمجامع المسكونية السبع وقاعدة الحق وأبدى سعادته لوجود حوار لاهوتى رفيع المستوى بين الكنيستين . كان قداسة البابا شنودة قد ارتجل كلمة عفوية رحب فيها بالضيف الكبير وأكد رغبة الكنيسة القبطية فى تحقيق الوحدة مع كنيسة الروم . وكرر قداسة البابا شنودة العبارة التقليدية التى تقول بأن الخلاف بين الكنيستين هو خلاف لفظى وأن عقودا طويلة من سنين الفرقة والاتقسام  لم تفصل الاخوة عن الجذور الواحدة للايمان الواحد ومع أن الابحاث اللاهوتية الرصينة اثبتت أن الخلاف  موضوعى وخرستولوجى وهناك من يرى فى اليونان وروسيا وقبرص من ضرورة بداء الحوار من البداية أى من نقطة الصفر على اسس أكثر تقنية لاهوتية بعد أن زادت مساحة المودات والثقة وأنهدم أو كاد الحائط النفسى المتوسط . وتبادل الضيفان الهدايا وأذكر أنه من ضمن نتائج هذا اللقاء أنه تم التعجيل باجرأأت بناء كنيسة قبطية فى اليونان فى منطقى مينيذى بتدخل شخصى من رئيس اساقفة اليونان كيريوس كيريوس خرستوذولوس لدى وزارة التربية والتعليم قسم الأديان والعقائد الاخرى . ولقد تدخل رئيس الاساقفة اليونانى لدى وزارة الداخلية اليونانية لتسهيل اجرأأت تجديد اقامة الكاهن القبطى وأسرته ولم يفوته أن يثنى على جهود الكاهن القبطى فى اليونان على دعم العلاقات بين الكنيسة والدولة  المصرية و الكنيسة والدولة اليونانية .

 


كان لابد من مرور أعوام وتتابع الأحداث فقد غادرنا البطريرك بيتروس فى حادث طائرة مأساوى فوق الجبل المقدس ’ كما انتقل رئيس الاسافقة اليونانى خرستوذولوس بعض اصابته بمرض عضال وأيضا غادرنا البابا شنودة بعد صراع طويل مع المرض وصبر كبير . حتى نصل الى لحظة أخرى فاصلة وحاسمة وناصعة فى العلاقات بين مصر واليونان بصفة عامة وبين  بطريرك القبط  وبطريرك الروم .


لقاء غبطة بطريرك الروم فى مصر ثيؤدوروس  بقداسة بطريرك الاقباط تاؤضروس    عام   2016                               
أتيت الى المحروسة لأقدم لصاحب الغبطة البطريرك ثيؤدوروس بابا وبطريرك الروم الارثوذكس فى مصر وسائر افريقيا  تحيات ومحبات ومودات أخيه فى الخدمة الرسولية سيادة المطران سييرافيم مطران ميناء بيرية العظيم والذى يبدى اهتماما خاصا  بالعمل الرعوى والرسولى الذى يقوم به الكرسى الاسكندرى فى مصر وفى افريقيا . أقام غبطة البطريرك ثيؤدوروس قداس عيد ميلاد المسيح (خريستويينا) فى كاتدرائية القديس نيقولاؤس بالحمزاوى بمنطقة الدراسة  وحضر القداس سيادة مندوب رئيس جمهورية مصر عبد الفتاح السيسى ومندوب رئيس الوزراء ووزير الداخلية ومحافظ القاهرة واللواء حكمدار القاهرة ومندوبين عن الاحزاب والقنصل اليونانى بالقاهرة والقنصل القبرصى بالقاهرة وكبار وجهاء الطائفة الارثوذكسية من اليونانيين والمصريين فى مصر . شارك فى الخدمة مع غبطة البطريرك أصحاب السيادة المطارنة نيقوديموس ونيفون  والارشمندريت دمسكينوس من سوريا .

 

قام البطريرك بمباركة الحضور وشكر المسئولين ثم قام بالاعلان عن أن قداسة البابا بطريرك الاقباط تأؤضروس سوف يأتى بعد قليل للتهنئة بالعيد وطلب من الجميع الانتظار وعدم الانصراف للمشاركة فى استقبال قداسة البطريرك القبطى تأوضروس  .وبعد ها بدأت فرقة الكشافة الرومية بملابسها الرسمية فى عزف موسيقى استقبال البطاركة ’ ووصلت سيارة البابا تاؤضروس ودخل قداسته الى الكاتدرائية وخرج اليه البابا ثيؤدوروس بملابس القداس الليتورجية الرسمية والتقى البطريركان فى عناق محبة صادق وحار وموثر ايذانا بفتح صفحة جديدة فى العلاقات بين الكنيستين  وربما لم يحدث  مثل هذا لقاء من عقود ’ كان بجانب البطريرك ثيؤدوروس صاحب السيادة نيقوديموس ونيفون والارشمندريت دمسكينوس الذى قام بالترجمة من اليونانية الى العربية ومن العربية الى اليونانية وكاتب هذه السطور وحشد من الروم اليونانيين والمصريين وحضر مع قداسة البابا تاؤضروس نيافة الانبا  أرميا والانبا دانيال والقمص سرجيوس والدكتور جرجس صالح والدكتور صموئيل . 

 


بادر غبطة بطريرك الروم بالحديث مرحبا بالضيف الكبير ومذكرا بالروابط الاخوية التى تربط بينهما  واحد دلائل هذه الروابط أنهما يحملان نفس الاسم (ثيؤدوروس هو نفس تأؤضروس) وأثنى على علاقات المودة بين الكنيستين ثم قام البابا تاؤضروس بالحديث شاكرا محبة البابا ثيؤدوروس ومذكرا أيضا  بانهما يحملان نفس الاسم ثيؤدوروس أى عطية الله .

 


قام البابا ثيؤدوروس بدعوة البطريرك تأؤضروس بالجلوس على الكرسى البطريركى تكريما له فرفض قداسته وكأنه يقول أنه ينتظر نعمة الله ليجلسا جنبا الى جنب بعد أن ينعم الرب على الكنيستين بالكتشاف وحدتهم فى المسيح الواحد وعلى الكرسى الواحد . قام المصورون بالتقاط الصور التذكارية ورجال االصحافة بتسجيل الكلمات  ثم قام البطريرك ثيؤدوروس بشرح ايقونة فريدة تصور تاريخ البشارة الارثوذكسية والارسالية فى القارة الافريقية ويتصدر الايقونة القديس مار مرقس مبشر افريقيا وحول القديس مرقص ايقونات صغيرة لباقة من الأباء ممن بشروا فى افريقيا وعبر عن سعادته بخصوص  البشارة فى افريقيا وجائت لحظة تقديم الهدايا فقام بطريرك الروم بتقديم عصا رعاية من الابنوس الاسود ورأسها  مذهبة وقال انها العصا او العكاز الخاص به والذى يحمله كلما قام بجولة رعائية فى افريقيا وكأنه يقول ان حقل الخدمة واسع ويسع للجميع والحصاد كثير فى القارة السوداء والحاجة الى فعلة ذو قلوب بيضاء .

 

وقدم البابا تأؤدروس صليبا قبطيا   كما قدم كتابا يحوى اسماء وعناوين المطارنة الاقباط والكنائس فى مصر والمهجر وهنا قال له البطريرك ثيؤدوروس من انه حينما ستصدر (الدبيتخا) الارثوذكسية اى الكتاب الذى يحوى اسماء وعناوين جميع البطريكيات و المطرانيات والكنائس الارثوذكسية فى العالم لعام 2016’ سوف يقوم بارساله الى قداسته . قام صاحب الغبطة بابا وبطريرك الروم الارثوذكس فى مصر وسائر أفريقيا بتوديع قداسة البابا تأوضروس بمثل ما سبق واستقبله من حرارة ومودة وحب  وعلى أنغام عزف الموسيقى الكشفية لشبيبة الروم فى مصر . ندعو الله أن يجعل من غبطة وقداسة الثيودوران ثيؤدوروس الروم وتأوضروس القبط عطيتا الله لمصر ’ مصر التى تئن وتتمخض متوقعة الحرية والعتق والنهضة والرفاهية وخاصة أن الثيؤدوران يتمتعان بالحب الشخصى والثقة من سيادة الرئيس بد الفتاح السيسى الذى يعول عليهما فى دفع حركة التجديد الدينى واللاهوتى والثقافى  فى مصر  لتعود مصر وتصير منارة الفكر وقلعة الثقافة ومحجة الساجدين بالروح والحق ’ مصر التى التقى فى صحرائها  اللوغوس اليونانى بالتصوف القبطى ’ فى لقاء اثناسيوس اللاهوتى اليونانى الثقافة وانطونيوس المصرى والقبطى النشأة والثقافة . لقد قررت العناية الالهية ’ فى ذاك الزمان ’ أن تأخذ التراث الهيللينى والتر اث المصرى لكى  تداعبهم وتصالحهم  فى البرية " كما يقول النبى فى القديم وهنا يظهر مغزى البعثات القبطية الى اليونان والتى يشجعها غبطة بطريرك الروم ويساهم فى نجاحها بقصد حفر الابار اللاهوتية القديمة  والتى ردمتها سنين الاضطهاد والتهميش لشعب مصر العظيم .

 

يبدوا أن طريق الوحدة لابد أن يمر بصحراء النسك العقلى والتجرد الوجودى  والاعلانات اللاهوتية وفوق كل ذلك ضرورة أعادة حفر ابار اللاهوت والعقيدة التى ردمتها الأيام والاهمال والذات والكبرياء وحرمت شعب مصر العظيم من ينابيعها وبركاتها ولعل هذا هو المعنى الكبير وراء  لقاء البطريركان  المتواضعان . فمن مصر دعى الله ابنه ولوغوسه والى مصر دعى الله رسله ولاهوتيه وبطاركته واساقفته وكهنته ’ فمبارك شعب مصر بصلوات صاحبى القداسة ثيؤدوروس وتأوضروس والى أعوام عديدة .