الأقباط متحدون - نجل المستشارالخازندار فى أول حوار صحفى بعد 68 عاما من اغتيال والده :الإخوان قتلوا أبى وحسن البنا كان يعلم والدليل فتحى رضوان
  • ٢٢:٤٤
  • الخميس , ١٧ نوفمبر ٢٠١٦
English version

نجل المستشارالخازندار فى أول حوار صحفى بعد 68 عاما من اغتيال والده :الإخوان قتلوا أبى وحسن البنا كان يعلم والدليل فتحى رضوان

أخبار مصرية | الاهرام

١٣: ١١ ص +02:00 EET

الخميس ١٧ نوفمبر ٢٠١٦

أرشيفية
أرشيفية

 «فى السابعة والنصف صباح يوم 22 مارس 1948 شهدت ضاحية حلوان بمدينة القاهرة جريمة مروعة وهى إغتيال المستشار أحمد الخازندار رئيس محكمة جنايات مصر قبيل ركوبه القطار متجها إلى مقر عمله بوسط القاهرة من قبل اثنين من أعضاء التنظيم السرى لجماعة الإخوان المسلمين وهى الحادثة الأولى التى يتعرض فيه عضو هيئة قضائية للإعتداء.

كان الخازندار ينظر عددا من القضايا قام فيها الإخوان بإرتكاب أعمال عنف وتفجير وهى القضية التى عرفت بأسم قنابل الاسكندرية والتى حكم فيها بالسجن على عدد من أفراد الجماعة.

السفير حسين الخازندار مساعد أول وزير الخارجية الأسبق، نجل المستشارالشهيد أحمد الخازندار والذى كان عمره 12 عاما وقت الجريمة يتحدث لأول مرة بعد 68 عاما فى إنفراد للأهرام كأول صحيفة مصرية وعربية يخصها بهذا الحوارعن تفاصيل إغتيال والده والرد على ما ساقه الإخوان دفاعا عن جريمتهم وهل كان حسن البنا يعلم بالجريمة وما قاله لفتحى رضوان وعن وصف الخازندار للقوات البريطانية بأنها قوات حليفة وما فعله دفاع الاخوان من أجل إنقاذ القتلة من حكم الإعدام والقرار المؤسف لمجلس قيادة الثورة بالعفو عنهم بعد ذلك وعن عدم اتصال الاخوان بهم أو الاعتذار عن الجريمة «

من هو أحمد الخازندار ؟

ولد المستشار أحمد الخازندار فى 1890 وتخرج فى 1912 من مدرسة الحقوق والتحق بالنيابة العامة فى 1913 متدرجا فى وظائف النيابة العامة حتى اصبح رئيس نيابة الاستنئاف ثم مستشارا بها حتى وصل إلى رئيس محكمة جنايات مصر، كما عمل فى اسيوط والقاهرة والأسكندرية كان عمره 58 عاما عندما تم إغتياله ويعتبر احد ابرز رجال القضاء ويضرب به المثل فى النزاهة والتمكن من أدواته القانونية فلم يحدث فى تاريخه القضائى أن تعرض حكم أصدره للنقض كما انه لم يكن يقبل ان يتدخل احد فى عمله ففى فى بداية الثلاثينات عندما تظاهر الشباب ضد الغاء دستور 1923 وتم القاء القبض على بعضهم حاولت الحكومة الضغط عليه لإصدار احكام ضدهم بالحبس ولكنه أصدر قراره بإخلاء سبيلهم معلنا رفضه للضغوط ومستعدا للاستقالة.

كيف وقع الاغتيال ؟

فى الساعة السابعة والنصف صباح يوم 22 مارس 1948 كان عمرى 12 عاما كنت أنا وأخوتى نتناول أفطارنا قبل الذهاب إلى المدرسة صافحنا والدى مودعا بعدها بثلاث دقائق سمعنا أصوات أطلاق رصاص فصاحت امى منزعجة «شوفوا فى ايه «خرجنا انا واخوتى لنجد أبى ملقى على الارض ينزف وجرى اخوتى مع الناس والجيران الذين كانوا يطاردون القتلة أما أنا فعدت إلى والدتى

كيف كانت ؟

كانت حزينة ومنزعجة لكنها متماسكة فقد كانت صاحبة شخصية قوية.

وأنت ؟

ما الذى يشعر به أو يفعله طفل عمره 12 عاماً يرى والده ينزف كان قبلها بدقائق يصافحه ويودعه مثل اى اب يودع اولاده قبيل الذهاب الى مدرستهم إحساس فى منتهى القسوة لا يوصف.

على الجانب الاخر تصادف وقت الحادث على بعد حوالى 100 متر أن نجارا كان لحظتها يقوم بفتح محل عمله فركب دراجته إلى قسم شرطة حلوان والتى تصادف وقتها تبادل النوبتيجات كانت هناك عربة محملة بالجنود فأخذها الضابط النوبيتجى الذى تلقى البلاغ وسارع فى اقتفاء أثر القتلة الذين اتجهوا ناحية الصحراء والناس تطاردهم وخلالها القوا قنبلة لكنها لم تنفجر وتم القبض عليهم وانتشر أخبار الجريمة فى القاهرة والتى هزت لهولها أرجاء مصر ووصل النائب العام إلى مكان الحادث ليشرف على التحقيقات بنفسه كما وصل كبار رجال الدولة وعلى رأسهم المرحوم محمود فهمى النقراشى رئيس الوزراء فى ذلك الوقت والصحفيون.

ماذا قال النقراشى لكم ؟

قدم العزاء للأسرة وواسانا بشكل أبوى وأكد أن المجرمين سوف ينالون عقابهم الرادع.

لماذا الخازندار؟

كان اغتيال قاض حدثا جديدا فى مصر لم يعرفه الناس من قبل لذلك كان له دويا كبيرا فى الأوساط السياسية والقضائية كان الإخوان يقصدونه هو بشكل شخصى ولهدف أكبر هو إرهاب القضاء وجعل إيدى القضاة ترتعش عند نظر قضاياهم.

لكن الدكتور عبدالعزيز كامل قال فى مذكراته أن حسن البنا لم يكن يعلم بقتل المستشار؟

هذا كلام غير صحيح فقد قال خلصونا من الرجل ده وايضا ماذكره الأستاذ فتحى رضوان السياسى والمحامى المعروف فى حديث صحفى أنه التقى حسن البنا مساء يوم الحادث وكان متهللاَ وقال له «هه هل أدرك الناس الأن ما يمكن أن نفعله».

قطعا حسن البنا كان يعرف وأحد القتلة هو سكرتيره فعبدالرحمن السندى رئيس الجهاز السرى إختار أحد المنفذين للجريمة من بين المقربين للبنا وهو سكرتيره وانكر البنا فى التحقيقات صلته بالإخوان ومعرفته بهم.

قيل انه أصدر أحكاما قاسية ضد طلاب الإخوان الذين ألقوا قنابل على ناد للإنجليز فى حين أصدر حكما مخففا على متهم باغتصاب وقتل أطفال؟

هذا كلام مردود عليه وفيه مغالطات اولا هذه كانت حانة ونادى مصرى يتردد عليه مصريون وإنجليز وقد تضرر المكان بسبب تلك التفجيرات وهوإضرار بالممتلكات الخاصة و عمل إرهابى بإستخدام القنابل بدعوى مقاومة الإنجليز وهو إدعاء كاذب عندما يدعى الإخوان أن إنشاء التنظيم السرى هدفه مقاومة الإنجليز والصهيونية فلم يصدر عن حسن البنا والإخوان شيىء عن مقاومة الإستعمار والإحتلال الإنجليزى سواء تصريحا أو تلميحا.

أما القضية التى عرفت بسفاح كرموز والتى كان المستشار الخازندار ينظرها فإن هذا الشخص أتهم بالتعدى على الأطفال الصغار وفى نفس المكان وقعت جريمة قتل ولما قدم للمحاكمة صورته الصحف على أنه هو من يعتدى على الصغار ويقوم بقتلهم وهو مالم يثبت لدى المحكمة وقضت عليه بتهمة الإعتداء فقط ولم يثبت عليه قتلهم لذلك كان الحكم يتناسب مع الجريمة الثانية.

وماذا تم فى المحاكمة؟

إغتيال المستشار أحمد الخازندار جريمة هزت المجتمع المصرى لأنه لم يحدث أن تعرض القضاء للإعتداء فقد تم تقديم المتهمين للمحاكمة ولجأ الإخوان إلى طرق شتى من أجل إخراج المتهمين من القضيه فقال دفاع الإخوان أن المتهمين مصابين بإنفصام فى الشخصية «الشيزوفرينيا «ولكن طبقا لتقارير كبير الأطباء الشرعيين وعدد من الاخصائيين النفسيين الذين أحضرتهم المحكمة لتوقيع الكشف على المتهمين وثبت كذب هذا القول ولكن محامى الإخوان طالب المحكمة بإستدعاء طبيب إستشارى والذى نجح فى بث الشك فى نفس بعض أعضاء هيئة المحكمة فقضت بالأشغال الشاقة بدلا من الإعدام رغم ثبات الجريمة غير إنه بعد أربع سنوات وقع أمر مؤسف ففى سبتمبر 1952 بعد قيام ثورة يوليو بشهرين وتحت ضغوط الإخوان أصدر مجلس قيادة الثورة قرارا بالعفوعن بعض السجناء السياسيين واستطاع الإخوان إدراج اسماء قتلة الخازندار فيها رغم أنها جريمة جنائية وليست سياسية

قيل أن المستشار وصف القوات البريطانية بأنها قوات حليفة ؟

القاضى لايعمل بالسياسة ولايسمح بأن يكون للسياسة تأثير على حكمه وكذلك كان المستشار الخازندار فهو يلتزم بنص القانون دون النظر فى انتماء وأفكار من يقف أمامه فالجميع لديه سواء أما بالنسبة لماذكر ماورد فى حيثيات أحد الأحكام أنه اشار إلى أن القوات البريطانية قوات حليفة وإذا صح ذلك فلتوضيح الأمر أقول أن القوات البريطانية قبل معاهدة 1936 كانت بلاشك قوات إحتلال إستعمارى ومقاومتها عمل مشروع أما بعد توقيع معاهدة 1936 (معاهدة الصداقة والتحالف) كما سميت فقد تغير الوضع حيث نصت المعاهدة وسمحت بتواجد القوات البريطانية على الأراضى المصرية كقوات حليفة وما يستتبعه ذلك من حمايتها وعدم الإعتداء عليها وأصبح الإعتداء عليها جريمة يعاقب عليها القانون وهو أمر متعارف عليه بالنسبة للإتفاقيات والمعاهدات المماثلة والتى تتواجد فيها قوات أجنبية على إراضى الدولة مثل تواجد القوات الأمريكية فى أوروبا أو بعض الدول العربية والأسيوية فحكومات هذه الدول المضيفة ملتزمة بحمايتها وعدم التعرض لها بالإعتداء ويعاقب المعتدى وفق القوانين الجنائية للدولة وهذا يعطى تفسيرا لما ذكرته المحكمة فى حيثياتها لتوضح أن القوات البريطانية وقت وقوع الجريمة كانت وفق معاهدة 1936 والقانون يعتبرها قوات حليفة والإعتداء عليها مجرم قانونا ولكن عندما ألغيت المعاهدة فى 1951 عاد الأمر إلى ما كان من إعتبار القوات البريطانية قوات إحتلال تجب مقاومتها وإخراجها من البلاد، وقد ذكرت المحكمة ذلك ردا على ما أدعاه المتهمون وهيئة دفاعهم من أنهم كانوا يقومون بعمل وطنى لمناهضة القوات المستعمرة فى حين أن قضية قنابل الأسكندرية لم تستهدف منشأة عسكرية بريطانية بل مطعما أو حانة مملوكة لمصريين ويتردد عليها كما قلت مصريون وتردد عليها بعض الجنود البريطانيون وهذا لايبرر تفجيرها حيث ان الضرر الأكبر وقع على ممتلكات خاصة بمصريين وأصيب فيها أيضا مواطنين مصريون.

هل حاول الإخوان الاتصال بكم ؟

لم يحدث منذ وقع الحادث فى 22 مارس 1948 ألى الأن لم يحاول الإخوان الإتصال بنا أو الإعتذار عن الجريمة لنا او لمصر أو للقضاء المصرى بل ظل الإخوان يسوقون المبررات للجريمة مثل أنه أصدر أحكاما قاسية ضد أفراد من الإخوان وهل إصدار مثل هذه الأحكام يقابل بالقتل والرصاص أم بالنقض والاستنئاف

بعد الانتهاء من مراسم الجنازة ماذا قالت الوالدة ؟

بالطبع ترك حادث استشهاد والدى اثره البالغ فى نفوسنا وتاثرنا به كثيرا غير ان والدتى وكان صاحبة شخصية قوية رغم حزنها وانزعاجها الا انها طالبتنا بالتماسك ومواجهة الواقع بشجاعة والالتفات الى الى الدراسة والتفوق فقد تحملت بمفردها تربيتنا وكانت نعم الأم.

ومقتنيات المستشار ؟

للاسف تعرض منزل الاسرة فى حلوان للسرقة وفقدت كثيرا من هذه المقتنيات كما أن كثيرا منها حصل عليه الصحفيون الذين حضروا لتغطية الحادث

ومنزل حلوان ؟

مكثنا فيه سنوات ثم تركناه وكان لنا فى ذكريات كثيرة.

والآن وبعد 68 عاما.

«اجد نفس مشاعر ابن الثانية عشرة فى حزنه وانزعاجه على فقد والده الذى راه ملقى على الأرض ينزف وعدت الى والدتى ولكنه لم يعد مرة أخرى.

لم يتعرض والدى للتصفية الجسدية فحسب بل للاغتيال المعنوى وهذا هو اسلوب الاخوان مع من يختلف معهم.

تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.