د. منى تعالج الطب بمرهم حساسين!
مقالات مختارة | خالد منتصر
الجمعة ١٨ نوفمبر ٢٠١٦
انتقاد الوضع الطبى والمنظومة الصحية ليس ترفاً أو رفاهية وإنما واجب وفريضة، وأنا وغيرى نمارسها وأحياناً بحدة وشراسة بهدف الارتقاء بالمهنة والحفاظ على صحة المريض، لكن ما فعلته د. منى مينا على قناة حساسين الفضائية، وتصريحها المشين اللامسئول الأحمق ليس انتقاداً ولا بحثاً عن ارتقاء مهنة أو مصلحة مريض، ولكنه تربص ثأرى وانتهازية سياسية وتصفية حسابات، ما فعلته د.منى هو شهوة كاميرا وأورجازم استوديوهات ونشوة ظهور مزمنة،
حتى ولو على حساب جثة الحقيقة، هل تأكدت د.منى من هذا الطبيب المجهول الذى استغاث من مستشفى مجهول لإنقاذ المرضى من إعادة استخدام السرنجات؟!!، إنه الفنكوش الإعلامى لمجرد الفرقعة حتى يدخل للقرموطى إعلانات أكثر وليذهب هذا الوطن إلى الجحيم، هذا الوطن الذى يحتاج لكل سنت من السياحة العلاجية، هذا الوطن الذى من خلال كبار أطبائه النابهين خاض أكبر معركة تفاوض فى تاريخ الطب مع شركات الدواء لتخفيض سعر علاج فيروس سى إلى واحد على مائة، فصار بعد أن كان بمئات الآلاف بمئات الجنيهات فقط، ونجحت الحملة وأشاد الجميع بتجربتنا فى العلاج، لتأتى وكيلة نقابة الأطباء بهذا التصريح الفنكوشى الذى يندرج تحت بند الجريمة الملوثة بسبق الإصرار والتعمد، لتنسف كل ما فعله هؤلاء الأطباء، تحدثت د.منى بكل حماس عن السرنجات ولم تتحدث حتى ولو همساً عن الحجامة التى يروج لها ويعالج بها صاحب القناة المحترم التى تعرفه هى جيداً وتعرف موقفه من الطب الحديث المبنى على الدليل!!، لكنها شهوة الظهور وأورجازم الميكروفون الذى تهون أمامه كل المبادئ، فيصير «حساسين» تاجر الأعشاب فجأة مجدى يعقوب!!، كيف لوكيلة نقابة تصرح بهذا التصريح، والأهم أين النقيب؟، أنا فى مهنة الطب منذ ربع قرن ومع كل النقابات التى عايشتها كنت أسمع تصريحات النقيب، لكن منذ أن تولى د.حسين خيرى الزميل المحترم مسئولية النقابة، لاذ بالصمت وصارت د.منى مينا هى النقابة، والنقابة هى منى مينا، وممنوع التصريح والتلميح والتصوير إلا لسيادتها!!، حتى موضوع نقاب الممرضات والطبيبات الذى منعه د.جابر نصار المستنير الجرىء وقفت حضرتها ضده من منطلق «خالف تعرف»، واعتبرته حرية شخصية!!، أن تكون الممرضة ملثمة وألا يعرف المريض من تعالجه وتمرضه هذا طبيعى وشرعى وطبى وصحى ومهنى عند د.منى مينا!!،
لسبب واحد، وهو أن من أصدره ليس ناشطاً سياسياً أو اشتراكياً ثورياً أو إخوانياً حركياً، لأنه من وجهة نظرها تبع الدولة ونحن من المفروض أن نكون فى حالة احتقان مزمن مع أى رجل دولة، حتى ولو كان مستنيراً ومجتهداً، تسييس النقابة وتحويلها إلى حزب سياسى وجماعة عقائدية خطيئة كبرى حاربناها ودفعنا ثمنها وقاسينا حتى تخلصنا منها، تصر د.منى بدأب عجيب وحماس مريب أن تعيد النقابة مرة أخرى إلى ساحة الدجل السياسى، أنا لا أتحدث عن النيات والضمائر..
إلى آخر هذا الكلام، أنا أتحدث عن واجب احترام الحقائق والمنهج العلمى فى عرض الأمور وبعض التخفيف من الحماقة السياسية، والنظر إلى أبعد من الأنف بسنتيمترات قليلة والخروج من مرحلة المراهقة الأيديولوجية الضيقة إلى رحاب المصلحة العامة والوطن المشترك والمهنية الصارمة.
نقلا عن الوطن