* الأنبا "ويصا" لـ"الأقباط متحدون":
- العنف ضد الكنيسة ليس شيئًا جديدًا.
- لم نجد أي عقاب لمسلم قتل مسيحيًا حتى هذه اللحظة.
- الفقر وعدم المحبة وعدم الثقافة والبطالة وراء أحداث العنف ضد الأقباط.
- المسيحية ديانة المحبة والصلاة من أجل الأعداء، وليست ديانة السيف والقتل.
- نحن لا نطلب حماية من البشر؛ لأن الإنجيل علَّمنا أن الله يوصي الملائكة بحراستنا.

أجرى الحوار: أبو العز توفيق

الأنبا "ويصا"- مطران البلينا والكشح، ومدير الكلية الإكليريكية بـ"البلينا".. قام قداسة البابا "شنودة الثالث" برسامته أسقفًا على البلينا والكشح عام 1975، بعد أن كان راهبًا بدير الأنبا "بيشوي".. له العديد من الواقف الشجاعة التي لا تُنسى؛ حيث لا ينسى أحد مواقفه الكثيرة من أجل الحفاظ على حقوق أهالي "البلينا" و"الكشح" في كافة المجالات، ورفضه لجلسات الصلح في أحداث "الكشح"، وغيرها.. أردنا أن نعرف آرائه في أحداث العنف ضد الكنيسة؛ فأجرينا معه هذا الحوار:

* في البداية، نيافتك أسقف على "البلينا"، ما هو شكل العلاقة بين المسلمين والمسيحيين فيها؟
نشكر الله، العلاقة هنا يسودها الحب والمودة والسلام، وإن كانت تحدث بعض المشاكل بين الحين والآخر، إلا أننا نسارع إلى حلها حتى لا تتفاقم. 

* وما رأي نيافتكم في الأحداث الطائفية التي تحدث للأقباط في "مصر"؟
أنا لا أؤمن ولا أعترف بأننا طائفة، فنحن مصريون. أما الأحداث الجارية؛ فهي تستند إلى بعض النصوص التي يفسرها البعض بالطريقة التي تخدم أهدافهم، فتكون النتيجة ما نراه من قتل. وهذا ليس جديدًا علينا.

* هل هذه الأحداث ناتجة عن عدم محاسبة الجناة في أحداث "الكشح"؟
بالتأكيد، فلو كان هناك حكم رادع في أحداث "الكشح" أو تم معاقبهم بالسجن والإعدام، كان يخشى الجميع تكرار مثل هذه الحوادث. لكن للأسف لم نجد أي عقاب لمسلم قتل مسيحيًا حتى هذه اللحظة.

* هل الفقر وعدم الثقافة والبطالة وراء تلك الأحداث؟
نعم. الفقر، وعدم المحبة، وعدم الثقافة، والبطالة وراء تلك الأحداث؛ فمن يعانون من تلك المشاكل قد ينساقون لبعض المتشددين الذين يكفرون المسيحيين. وقد يكون هؤلاء داخل المساجد، وقد تسمع الحكومة هؤلاء الأئمة في المساجد ينادون بقتل المسيحيين وإثارة الفتن بين الشعب، ولا تتحرك!!

* ما رأي نيافكم في أحداث "الإسكندرية" الأخيرة؟ وهل تحرَّكت الدولة بعدها للتصدي لتلك الأحداث؟
أحداث "الإسكندرية" هي مجرد حلقة من سسلة الأحداث الجارية في "مصر" لقتل المسيحيين. ولم نرَ بعد أي تحرُّك إيجابي من جانب الحكومة لوقف هذه السلسلة؛ حيث أن كل ما نسمعه ونقرأه مجرد مسكنات وقتية.

بعد تهديدات القاعدة منذ أكثر من شهرين، كانت هناك تعليمات بألا تقف سيارات أمام الكنائس، حتى لو كانت سيارة كاهن. لماذا ترك الأمن هذه السيارة تقف أمام الكنيسة؟ وكيف تم تفجير الكنيسة والكنيسة محاطة بالأمن؟ ولماذا رحل ضابط الأمن والجنود عن الكنيسة قبل الأحداث بنصف ساعة؟ وأين الكلاب البوليسية المدرَّبة على كشف المتفجرات في هذه الأحداث؟ ومن يجيب على تلك الأسئلة؟!!!

* كثيرون يتهمون الموساد بالوقوف وراء تفجيرات "الإسكندرية"، وأخرون يتهمون دولًا معينة لا تريد خيرًا لـ"مصر".. ما رأيك؟
الموساد الإسرائيلي أذكى من هذا. كما أن "إسرائيل" لديها مصالح مع "مصر" وأي تخريب قد يعود عليها بالخسارة، هذا بالإضافة إلى أن "إسرائيل" هي شماعة نعلِّق عليها كل شئ؛ لنُظهر أمام الرأي العام أن الأمن برئ من كل ذلك.

* كيف يُعيد الأقباط مكانتهم قبل الفتح الإسلامي؟
لا أعتقد رجوع مكانة المسيحيين ثانية.. المسيحية تعلِّمنا التسامح مع الآخرين. إنها ديانة المحبة والصلاة من أجل الأعداء، وليست ديانة السيف والقتل، ودليل ذلك في الإنجيل، أنه عندما قطع "بطرس" أذن عبد أحد كهنة اليهود الذين أتوا للقبض على المسيح، قال له المسيح: رد سيفك إلى مكانه لأن الذين يأخذون بالسيف بالسيف يُؤخذون،  وأعاد أذن العبد كما كانت.

* في رأيك، لماذا يرفض البابا "شنودة" تدخل وحماية الغرب للأقباط في "مصر"؟
لأننا مصريون و"مشاكل البيت تُحل داخل البيت" كما قال قداسته. كما أننا لا نريد حماية من أحد؛ لأن الإنجيل علَّمنا أن الله يوصي الملائكة بحراستنا؛ فكيف نطلب إذن حماية من البشر؟!! نحن دائمًا نضع إتكالنا على الله.

* كيف كان إحياء ذكرى شهداء "الكشح" هذا العام؟
كالمعتاد، أقمنا قداسًا للصلاة على أروحهم الطاهرة بحضور عدد من الأساقفة، وفي ظل وجود مكثَّف من الأمن. الذكرى هذا العام أكثر حرارة بسبب أحداث "الإسكندرية"، حيث خرج الشباب بعدها في مظاهرة بدون أخذ موافقتنا، ولكن نشكر الله على عدم حدوث أي إصابات أو اعتقالات لهؤلاء الشباب، وانتهت الأمن بخير.

* في النهاية، ما النصحية التي تقدِّمها للمصريين؟
أن نعود إلى آدميتنا، ونتذكر أننا أصل واحد، ونتعامل معًا من هذا المنطلق.