الأقباط متحدون - الواجب المرير!!
  • ٠٣:٣٠
  • الأحد , ٢٠ نوفمبر ٢٠١٦
English version

الواجب المرير!!

مدحت بشاي

بشائيات

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الأحد ٢٠ نوفمبر ٢٠١٦

مدحت بشاي
مدحت بشاي
كتب : مدحت بشاي
medhatbeshay9@gmail.com    
 
في مقولة شهيرة للمناضل الوفدي العتيد والأفوكاتو المتصيت الشهير " مكرم عبيد " يؤكد على مبدأ " إن الذي ينتصر على غيره قوي، لكن الذي ينتصر على نفسه أكثر قوة ".. 
 
وإيمانًا منه بذلك المبدأ، رأى أن يدخل في مواجهة مع حزب الوفد، وهو الكيان الذي ينتمي إليه، حينما رصد للحزب العديد من التجاوزات والخطايا لحكومة مصطفى باشا النحاس، والذي عين بها وزيرًا للنقل والمالية، وجمع ذلك في “الكتاب الأسود”، كاستجواب في مجلس النواب، الذي كان عضوًا به أنذاك، فتم رفضه، وفصله، ومن ثم صدر أمر باعتقاله.
 
وسواء، اتفق أهل السياسة وكُتاب التاريخ الحديث مع فحوى والهدف من إصدار الكتاب الأسود ، إلا أنني رأيت في بعض سطور المقدمة التي سطرها مكرم عبيد ، مايمكن أن يصلح لإعادة التفكير في ضرورة مناهضة الممارسات الإدارية والمالية الحكومية الفاسدة ..
وتحت عنوان " الواجب المرير " كافتتاحية لكتابه الشهير موجهاً حديثه لملك البلاد ، أقتبس لك عزيزي القارئ  تلك الفقرة ... 
يا صاحب الجلالة..
 
"  يدفعنا الواجب المرير، وهل من واجبٍ أَمَرَّ وأقسى من ذلك الذي يَضْطَرُّ الإنسانَ إلى أن يقتطع لِصالح المجموع قطعةً من نفسه، ولِصالح اليوم والغد بضعة من أمسه، يدفعنا ذلك الواجب العامُّ إلى أن نَعْرِض على جلالتكم مساوئ الحكم الحاضر والقائمين به من رجاله، وما كنَّا — عَلِمَ للهُ — لِنَجِدَ من أنفسنا دافعًا ضد قوم كانوا منَّا وكنَّا منهم؛ لولاأن أداة الحكم في البلاد قد فسدتْ على أيديهم إلى مدًى بعيد يكاد يبعث على اليأس من إنتاجها ومن علاجها.ومن ثَمَّ لم نَجِدْ أمامنا سبيلًا تُوحي به أحكام الدستور، بل وطبائع الأمور إلا أن نفزع إلى ساحة مُلْكِك إنقاذًا للوطن المعذَّب بدائه، وما أَوْجَعَ داؤه إلا من أبنائه!..ولقد رأينا أن نتقدم في هذه العريضة بالوقائع مفصَّلة، ومع كل واقعة دليلها؛ تبيانًا لأسباب الخلاف الوزاري الأخير وما تَرَتَّب عليه من آثار خطيرة مخزية، لا تزال قائمةً ومستمرة.
 
وحسبك يا مولاي أنْ تُلْقِيَ بنظرك الكريم على الوقائع الخطيرة المبيَّنة في هذه العريضة، فهي ناطقة بذاتها من غير ما ناطق، ولكنَّا نُدْرِك أن الكلام مهما تكن قيمته الموضوعية فقد يتلوَّن بعضَ الشيء بلونِ واضعه، فهل نحن فيما نَعْرِضُ مدفوعون بدافعِ الغيظ أو الحنق، فترانا نقول في غَضْبَةٍ قولةَ الصدق؟ كلا يا مولاي، فما كنا لنقبل حتى هذا التلوين لِصِدْقنا، والتهوين من حقِّنا...."
 
وإنا هنا أذكر بماجاء في كتاب عبيد الأسود لأسأل : هل بتنا في احتياج لكتاب أسود جديد بعد أن مر فترة كبيرة على خطاب السيسي الذي تناول بالوقائع والأرقام حالة دواوين الموظفين العامة التي لاتسر عدو ولا حبيب ، وحالة وزراء المرحلة ، وما أسفرت عنه تصريحات وزير المحسوبية و الأكابر ووزير الرشوة وغيرهم في مواقع قيادية  ، ونسأل ازاى الجهات الرقابية اللي بيعدي عليها أسماء المرشحين وافقوا على تعيينهم أصلاً ؟! ... 
 
عن حلم دولة مناهضة التمييز بكل ألوانه وأشكاله وما ينبغي توثيقه في كتاب المرحلة حول معاناة أهل الكفاءة في زمن أهل الحظوة  ...
و حكاوي الفساد قديمة للأسف على أرض المحروسة .. قبل عام من قيام ثورة يناير ، طالعنا الخبر التالي " قرر رئيس نيابة الغردقة، حبس موظفة بمكتب بريد 15 يوماً علي ذمة التحقيقات في التهم المنسوبة إليها بالاستيلاء علي 7.5 مليون جنيه من حسابات البريد الذهبي للعملاء بعد اعترافها أمام النيابة بارتكاب الواقعة .. كان أشرف محمد يس عميل بمكتب بريد الغردقة «البريد الذهبي» قد اكتشف أثناء مراجعة حسابه وجود مبالغ مالية تم تحويلها من حسابه إلي حسابات أخري غير معلومة خلال الفترة من 28 يناير 2008 إلي 26 يناير 2009 وتقدم ببلاغ إلي مباحث البريد بالواقعة وتحرر المحضر رقم 2710 جنح ثان الغردقة وتبين أن إجمالي المبالغ المالية التي تم تحويلها من حساب العميل بلغت 7.5 مليون جنيه. وكان قد تبين أن موظفة بمكتب بريد الغردقة ظهرت عليها علامات الثراء الفاحش تم نقلها إلي أحد المكاتب الفرعية عقب نشوب مشاجرة مع أحد العملاء بالمكتب ولوحظ خلال تلك الفترة توقف التحويلات منذ انتقالها إلي المكتب الفرعي.وقامت المتهمة بتسليم نفسها لمباحث الغردقة وتمت إحالتها إلي النيابة العامة للتحقيق والتي قررت تجديد حبسها 15 يوماً بعد اعترافها بالواقعة " ..
 
وقبل 44 عاماً، نشرت مجلتنا آخر ساعة في عددها الصادر في 14 يناير 1955 خبراً ممائلاً تحت عنوان " آخر ساعة تحصل على سر مثير وراء اختلاسات البريد ..! " .. ونذكر التفاصيل :
 
" إن قصة عنايات علي صالح غانية باب الشعرية التي اختلس وهيب جرجس صالح وكيل مكتب بريد الشرابية من أجلها مبالغ تزيد على ستة آلاف جنيه لم تنته بعد ! .. وقد ثبت في التحقيق أن علاقة عنايات بوكيل مكتب البريد بدأت في أغسطس سنة 1954 .. ويقول زوجها أنه تركها من نوفمبر سنة 1953 .. ولكنه لم يطلقها بصفة رسمية إلا في أبريل 1954 ، وقد فوجئ أن مطلقته حملت وأنجبت الطفل الذي سمته باسم عشيقها في نوفمبر 1954 ، ثم نسبته إلى زوجها .. فأصبح اسم الطفل وهيب أنور عبد العزيز .. ولقد بدأت قصة غرام عنايات ووهيب جرجس في أول أغسطس الماضي .. بدأت بالتعارف في أحد الأفراح .. فقد كانت عنايات تعمل كراقصة من الدرجة الثالثة .. ثم تطورت العلاقة !! غرام عنيف .. فهجر وكيل البريد منزله واستأجر شقة في منطقة حدائق القبة لعنايات ..ثم اشترى لها سيارة أوبل أوليمبيا بمبلغ 800 جنيه .. وظل وكيل بريد الشرابية يختلس أموال المودعين بأن يحصل على إمضاءاتهم ثم يحرق دفاتر المودعين .. وعندما قُبض عليه بعد هروبه ، وجده رجال البوليس بالبيجاما والروب في الشقة التي استأجرها لعنايات بحدائق القبة .. وقالت عنايات أنها لم تكن تعلم عن أحواله المالية شيئاً .. ولقد كان وهيب جرجس يرتكب اختلاساته من أموال المودعين الأميين الذين لا يقرأون ولا يكتبون .. وليست عنايات أول فنانة يختلس من أجلها أحد الموظفين ستة آلاف جنيه .. فقد سبق أن اختلس موظف في الدرجة التاسعة بوزارة الصحة عشرات الألوف من الجنيهات من أجل نجمة السينما المشهورة كاميليا .. وقد كان أحمد شكري عشيق كاميليا يرأس عصابة خطيرة من موظفي الدولة يكونون شبكة كبيرة في عدة وزارات .. فقاموا باختلاس مبالغ طائلة قُدرت بنصف مليون جنيه !" ... إنه الواجب المرير على طريقة أهل الفساد !!!!