الأقباط متحدون - بيان حصيف لقداسة البابا
  • ٢٣:٠٤
  • الأحد , ٢٠ نوفمبر ٢٠١٦
English version

بيان حصيف لقداسة البابا

مقالات مختارة | حمدي رزق

٠٣: ٠٢ م +02:00 EET

الأحد ٢٠ نوفمبر ٢٠١٦

حمدي رزق
حمدي رزق

تعلن الكنيسة أن قداسة البابا لم يُدْلِ بأى تصريحات مؤخراً. وتؤكد أن تفعيل القانون هو السبيل الأفضل فى مواجهة القضايا ومعالجة المشكلات. (من بيان الكنيسة الأرثوذكسية).

باءت بالفشل محاولة الزج بالبابا تواضروس فى قضية المواطن المصرى مجدى مكين، لتصير حريقاً يحرق الوطن، لكن الأنبا مكاريوس، أسقف المنيا وأبوقرقاص، لم يتنبه للفخ المنصوب، وذهب إلى منزل «مكين» معزياً أسرته، ومصرحاً للصحافة، معرباً عن ثقته فى أجهزة الدولة، ولاسيما وزير الداخلية، شاكرين له سرعة التحرك واتخاذ بعض الإجراءات، رافضاً الإفراط فى استخدام القوة!!

تديين قضية المواطن المصرى المغدور مجدى مكين هو ما نخشاه، ويُخشى منه على سلامة هذا الوطن، صحيح العزاء واجب، والتعاطف مطلوب، كان يكفى العزاء، ونشاطركم الأحزان وكفى، ولكن تصريحات الأنبا مكاريوس فُسرت تفسيراً طائفياً، واعتُبرت تصريحاته باسم الكنيسة، أليس أسقفاً؟

كان حرياً بالأنبا مكاريوس وهو رجل حصيف أن يتريث قليلاً قبل الصدح بتصريحات تشكر وتدين، لأن زيارته وتصريحاته فُسرت على غير ما قصد هو شخصياً، وتحسب وصرح: «زرناهم للتأكيد على تعاطف الجميع معهم وباعتبار المتوفى مصرياً أُهين».

بيان الكنيسة يضع القضية فى نصابها، وفى مكانها الصحيح، مكتب النائب العام، قضية مواطن مصرى تعرض للتعذيب حتى فارق الحياة، والتعاطف هنا مصرى خالص، لا يفرق مع المصريين فى تعاطفهم وتراحمهم كونه مسيحياً أو مسلماً، ولا تفرق ديانة «مكين» فى غضبتهم المشروعة، ومطلبهم فى تحقيق شفاف ونزيه.

زيارة الأنبا مكاريوس قادماً من بعيد، من المنيا إلى القاهرة، وهناك أساقفة قريبون فى الجوار، والبطريركية على مرمى حجر، تهتبلها الهواجس الطائفية، يقيناً محسوبة على الكنيسة كل خطوة يخطوها، وتصريحاته محسوبة على الكنيسة بحرفها، ووطنياً يستوجب ابتعاد رجال الدين عن الولوج إلى مثل هذه القضايا، تداخلهم يعقّد القضايا، هناك قانون عام ومجرد يحفظ حقوق المصريين جميعاً.

بيان الكنيسة كان قطعياً فى رفض تديين الجريمة، ولم يحل رجال الدين قضية اقتحموها، ولم يفلحوا سابقاً، وجُبلوا على التسويات الودية، والجلسات العرفية، وكم من قضايا عادلة أضاعها رجال الدين بتدخلاتهم واهتبالهم القانون، يستبقون العدالة حتى لا يسود العدل، بزعم الحفاظ على الوحدة الوطنية، وإطفاء النيران المشتعلة فى حطب الوطن، ووأد الفتنة فى مهدها، يضربون بالقانون عرض الحائط، وإنصافا معلوما أن أنبا مكاريوس تحديدا ضد هذه الجلسات العرفية أو التسويات خارج القانون متسقا مع بيان الكنيسة، فلِمَ كانت الزيارة التى حُسبت طائفيا؟!

صبغ هذه الجريمة طائفياً خطير، وخطير جداً، وعلى إخوتنا فى الوطن أن يتوقفوا عن التويتات والتغريدات الطائفية، الهَمّ مصرى والألم مصرى والوجع مصرى، لماذا تصبغونه صبغة طائفية، هل قُتل مكين لأنه مسيحى، وهل لو كان القتيل مسلماً أكنتم ستنامون عن المساندة وطلب كشف الحقيقة، وهل المتضامنون معكم جلهم من المسيحيين؟.. مطلقاً وأنتم تعرفون هذا وأكثر، إذن فلماذا الإلحاح الطائفى فى جريمة لا إنسانية بالكلية؟..

هذه قضية وطن، ليست قضية كنيسة، ومجدى مكين مواطن مصرى أولاً وأخيراً، وليس مطلوباً ولا مرغوباً من البابا التدخل، ويكفيه القانون، ويؤكد عليه، ويمتن على حواشيه، دون استباق للتحقيقات، أو التحسب لنتائج، وإذا كنا طلبنا من وزير الداخلية أن يوطد للقانون يأخذ مجراه، فإننا من منطلق وطنى نرجو من المنتسبين للكنيسة أن يترحموا على القتيل، ويرحموا البابا والكنيسة من جراء تطوعهم بالحديث باسمها. وتود الكنيسة أن تنوه إلى أنها لم تفوض أى شخص فى الحديث باسمها، وأنها تعبر عن رأيها من خلال قداسة البابا أو المركز الإعلامى للكنيسة فقط.

نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع