الأقباط متحدون - شكر الحكومة وعفو الرئيس
  • ١٧:٣٧
  • الاثنين , ٢١ نوفمبر ٢٠١٦
English version

شكر الحكومة وعفو الرئيس

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الاثنين ٢١ نوفمبر ٢٠١٦

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

د. مينا ملاك عازر
هي قالت شكراً، والرئيس قال عفواً، وما بين شكر الحكومة وعفو الرئيس شعب جائع وجنيه عائم، وسلع مستوردة، ودعوات باستخدام المصري، والمصري غائب، والحكومة نفسها تستورد لسد جوع الشعب، وتجار جشعين، ونواب يحقق معهم في مجلس النواب واتهامات بالخيانة والتخابر مع دول أجنبية، ومفرج عنهم وآخرين لم يزالوا معتقلين، وشهداء للشرطة، ومعذبين في الأقسام، وأحكام إعدام ملغاة، وأحكام بالمؤبد على شرطي لقتل بائع الشاي الذي لم يصبه الدور في الأزمات مكتفين بأزمة السكر.


لعل السطور السابقة ملخصة لأهم ما تجرعته مصر في الأيام القليلة السابقة، ولعل مصر بعد ما تجرعته بحاجة ماسة لمهضم، فالوطن بحاجة شديدة للرحمة من حكومة تحترف صنع الأزمات، وتقدم الفرص لأعدائها بكل ثقة في أن شعبها سيصبر عليها، فتشكره على أنه احتمل، ومكافأة من الرئيس يعفو عما يزيد عن ثمانين مسجون، والكل يكافئ الشعب على صبره وتحمله، والتجار على جشعهم، والمستوردين على إمكانياتهم في الاستيراد لسد عجز الحكومة، وبات من الواضح أن الحكومة تعمل فقط على سد العجز فتقترض لسد عجز الموازنة، وتستورد لسد عجز السلع، وتشكر لسد فم الشعب، قال يعني كده بتحرجه لكن هي مش فاهمة إن ببيانها الشاكر أحرجت نفسها، وشيلت نفسها جميلة من الشعب، وبجملة الجمايل يبقى الشعب يجامل الرئيس فيشكره ويصبره على الحكومة، فتشكره ويساند الشرطة فتقتله، ويقاطع التجار فيرفعوا الأسعار.


وتنتقل مصر من حالة البقاء في كنف الحكومة للحياة إلي كنف المستوردين حيث يوجد الغذاء والدواء، ويهرب الشعب من الحكومة لأنه لا يوجد لديها إلا البلاء، وتعجبني الحكومة لأنها تزيد الدعم في بطاقات التموين، فترفع سعر السلع في نفس البطاقات، وكأنك يا أبو زيد ما غزيت، وللآن الزيت في الأمان مع أن أربعة وتسعين في المئة من استهلاك المصريين من الزيت يأتي من الخارج، ورغم هذا الزيت ثابت السعر، أما السكر والأرز المصريين في إنتاجهما الأغلب، فالأزمات ورفع السعر هما هدية الحكومة للشعب الشاكر.


ويعفو الرئيس عن من كان واجب العفو عنهم مبكراً، ودون لجان، لأنه لم يعد من بين الإخوان من يمكن العفو عنهم، فمن يتمتع بالعفو الرئاسي من قبل تمتع،وإللي كان كان، وكتر خير الرئيس وكتر خير الحكومة، وبقى الشعب يعيش في الوطن وبقى الوطن يبذل للشعب، وبقيت حضرتك تقرأ المقال وقبل أن ينتهي بسطور أطمئنك على أن قانون العمل المدني قادم، وقانون الخدمة المدنية تمت الموافقة عليه، وقانون الشقة من حق الزوجة إتلغى، وقانون الغاب سائد، والحكومة تعمل لأجل الفقراء، والرئيس يعمل لأجل المعفو عنهم واللجنة تعمل لأجل رضا الشعب والرئيس، ومفرج عنهم يشكرون، والحكومة تشكر، والرئيس يعفو، والشعب يصبر، والغد أفضل ما دمنا نستورد الزيوت ولا نفكر في زراعتها، ونستورد الأرز والسكر لأننا ندعم محدودي الدخل من المستوردين إلليبيأكلوهاوالعة، وندعم محدودي الدخل من المصدرين للسكر والأرز، لأنهم يأكلونها دافية، وسلم لي على شعب حكومته لا حول لها ولا قوة.


المختصر المفيد لا الشعب صبر ولا حايصبر،وحايفضل يدعي عليكم لأنه شايف إن انتقامه منكم قليل عليكم، وطالب انتقام إلهي.