الأقباط متحدون - أبوة الأنبا مكاريوس الحقيقية
  • ٢٢:٥٧
  • الاثنين , ٢١ نوفمبر ٢٠١٦
English version

أبوة الأنبا مكاريوس الحقيقية

مقالات مختارة | حمدي رزق

١٦: ٠٨ ص +02:00 EET

الاثنين ٢١ نوفمبر ٢٠١٦

حمدي رزق
حمدي رزق

سجلت هنا تحفظاً على تديين قضية المواطن المصرى مجدى مكين، خشية طائفية بغيضة تطل، وإعلاء لسيادة القانون وتوطيدا للدولة المدنية التى نرجوها، ومسست خفيفاً زيارة الأنبا مكاريوس، أسقف المنيا وأبوقرقاص، للأسرة معزياً، ومثلها تمت زيارة تعزية مماثلة للعائلة المنكوبة للأنبا «مارتيروس»، الأسقف العام لكنائس شرق السكة الحديد، بإذن من البابا ولأسباب إنسانية تماماً، وأنه متيقن من طِيب مسعى الأسقفين الجليلين.

وتلقيت رسالتين حول المقال، فيهما مَسٌّ طيب، وجديرتان بالنشر، الأولى من د. مينا بديع عبدالملك، أستاذ الرياضيات بهندسة الإسكندرية، نصا:

الأنبا مكاريوس، أسقف المنيا، تصرف من منطلق أبوة حقيقية وعالية جداً، وهو الأمر الذى تعهد به يوم رسامته أسقفاً أمام هيكل الرب، فهو مسؤول عن كل إنسان مجروح ومتألم وحزين وعن هذه المسؤولية سوف يُحاسب أمام الرب، إذ ورد فى الوصية: (ومن أيديكم تطلب دمهم).

وحتى السيد المسيح فى خطابه الوداعى الأخير- كما ورد فى إنجيل القديس متى- قال: (لأنى جعت فأطعمتمونى، عطشت فسقيتمونى، كنت غريبا فآويتمونى، عريانا فكسوتمونى، مريضا فزُرتمونى، محبوسا فأتيتم إلىَّ).

فكل الذى فعله الأنبا مكاريوس هو تنفيذ الوصية التى سمعها من السيد المسيح، والتزم بالتعهد الذى أخذه على نفسه. من هنا فهو لم ينظر إلى فخاخ منصوبة أو غير منصوبة، ولكنه نظر إلى الفخ المنصوب له فى السماء: (هل كنت أميناً فى تنفيذ الوصية؟). أما الذين تخاذلوا وتخلَّفوا عن تنفيذ الوصية لمواءمات سياسية، فهم أحرار فى تصرفاتهم ويتحملون نتائجها أمام الله. ربما ينالون مديح الناس فقط لا أكثر ولا أقل.

يكفى أن الأنبا مكاريوس لم يكتفِ بمشاركته الإنسانية هذه على رعيته فى المنيا وضواحيها، ولكنه انتقل بكل روح أبوة حقيقية إلى كل نفس مجروحة ومتألمة.. مَن يفهم هذا الكلام فى هذا الزمان الردىء؟

نعم الأنبا مكاريوس قدم من بعيد من أجل نفوس مجروحة، وهو الذى قدمه لنا السيد المسيح فى مَثَل الراعى الصالح الذى ترك 99 خروفاً فى الحظيرة وذهب ليبحث باهتمام عن خروف واحد ضالّ، ومتى وجده حمله على منكبيه لأنه مُطالب بحمايته. كل ما فعله الأنبا مكاريوس هو نفس عمل هذا الراعى الصالح. لذلك فالأنبا مكاريوس فهم بعمق الإصحاح 17 من إنجيل القديس يوحنا (الخاص بالراعى الصالح). لكن يوجد كثيرون لم يفهموا هذا الإنجيل!!

من منطلق بنوتى الصادقة للكنيسة القبطية، ووطنيتى الصادقة لمصر، أحيى الأنبا مكاريوس على عمله الأبوى الرائع، وهو لم يُدِنْ أحدا، ولم يهاجم أحدا، لكنه كان مواسياً لنفوس حزينة، ومجففاً لدموع لم تتوقف، فقد وجدت الأسرة أباً يقف بجانبها، أين بقية الآباء؟ مع كل التقدير لما فعله الرئيس السيسى والسيد وزير الداخلية إزاء تجاوزات الشرطة.

والثانية من الكاتبة مريم توفيق:
لتسمح لى بكلمة صغيرة بخصوص زيارة الأنبا مكاريوس، أسقف المنيا، لعائلة المواطن المصرى مجدى مكين، فقد أكدت أهلية المتوفى أن الفيديو المنتشر الذى يُظهر تعرض «مكين» لتعذيب وحشى هم مَن قاموا بتصويره، مما أشعل صدور عائلته، التى شعرت باضطهاد وظلم شديدين ولم يجدوا مَن ينصفهم لأنهم أقباط، وبالتالى فإن زيارة الأسقف وبعض الكهنة يمكنها أن تهدئ النيران المشتعلة فى صدور المصريين، خاصة الأقباط، الذين يجدون الدواء الشافى بسماع كلمة الرب من أفواه رجال الدين، وإلى أن يقول القضاء كلمته لذا فقد ارتأى الأنبا مكاريوس أن تلك الزيارة من باب وأد الفتنة.. حفظ الله مصرنا من كل مكروه.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع