الجدار العازل
ملاك جاد
الثلاثاء ٢٢ نوفمبر ٢٠١٦
ملاك جاد
كانت الأجهزة الأمنية أيام مبارك تتعمد تسريب صور تعذيب وأهانات من داخل أقسام الشرطة بين الحين والاخر حتي تخلق حالة من الهلع لدي المواطنين من الداخلية والشرطة ونجحوا بالفعل في خلق هذا الجدار العازل, جدار الخوف, لدرجة أنني سمعت من أقاربي أنه وصلت الحالة بالناس بسبب الخوف تفادي المرور أمام أقسام الشرطة لئلا يقعوا في مشاكل بلا أي سبب - وصلت قمة جبروتهم شهور قليلة قبل ثورة يناير , كنت وقتها في كندا وكنت حريصا جدا علي المتابعة اليومية لأحوال مصر وكانت الأنتهاكات والتعذيب داخل أقسام الشرطة يتم تداولها عبر مدونات نشطاء وطنيون مخلصون لهذه البلد ..
والسؤال الذي يشغلني الان هل عملية التعذيب الوحشية وقتل الشهيد المسكين مجدي مكين تمت عن قصد لأعادة خلق هذا الجدار مرة أخري وبعدها يتم طبخ عملية قتله كما يحاول البعض الآن بعد تحقيق مأربهم خاصة أنه تزامن مع حبس نقيب الصحفيين بعد أضعاف نقابته بطريقة قمعية أحترافية ..
هل نفسية الشعب المصري منذ ثورة يناير الي الان تسمح له بقبول أعادة بناء هذا الجدار مرة أخري – لا أعتقد ذلك فمن عرف الطرق المؤدية الي التحرير مستحيل أن يقبل برجوع نظام " ال لا عادلي ال لامبارك" مرة أخري ..
وان ظن بعض المرضي بالجهاز الأمني أن أحترام ومهابة المواطن له سيبنيها عن طريق التعذيب والدماء عليه أن يراجع نفسه ألف بل الاف المرات قبل التفكير بذلك, فقط عليه أرجاع الشريط مرة أخري ويتذكر كيف أدارت اللجان الشعبية البلد بجدارة في الوقت الذي حرقت فيه معظم أقسام الشرطة بالجمهورية ..
أحترام رجال الشرطة يتم عندما يشعر الناس بالأمان من جهتهم وليس العكس – عندما يعرفون مسؤليتهم جيدا وعندما يحترمون القانون وطرق تنفيذه..