الأقباط متحدون | د. أمين عبيد: الإسكندرية كانت مركز البحر المتوسط للاهوت والفلسفة المسيحية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٧:١١ | الخميس ١٣ يناير ٢٠١١ | ٥ طوبة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٧٥ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

د. أمين عبيد: الإسكندرية كانت مركز البحر المتوسط للاهوت والفلسفة المسيحية

الخميس ١٣ يناير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

الأقباط زرعوا شجرة الحضارة في أوربا

كتبت: ميرفت عياد 

أقام المتحف القبطي ندوة تحت عنوان "تأثير الأقباط على الحضارة" قام بإلقائها الدكتور "أمين مكرم عبيد" وقدمها "فريد منصور" -رئيس مجلس إدارة "جمعية محبي المتحف القبطي"، والذي قام بتعريف الدكتور "أمين مكرم عبيد" الذي تخرج في كلية الطب عام 1962، وأصيح عضوًا مسجلاً في جمعية الجراحين الأمريكية عام 1981، وبعدها أصبح زميلاً لكلية الجراحين، والتحق بعدة مستشفيات بولاية تكساس الأمريكية، وعمل في مجال الجراحة حتى رجوعه إلى مصر، عام 2003.

مدرسة الإسكندرية المسيحية
يوضح الدكتور "أمين مكرم عبيد" أن السيد المسيح قد أسس المسيحية بتجسده و صلبه و قيامته من الأموات، في الأرض المقدسة، كما علمنا الكتاب المقدس، ولكن علم اللاهوت المسيحي ازدهر في مدينة الإسكندرية، بتأسيس مدرسة الإسكندرية المسيحية في عام 180م، التي أصبحت أول مدرسة لاهوتية للتعليم الديني في العالم، وهنا يمكن أن نذكر أهمية مدينة الإسكندرية من حيث أنها كانت مقرًا للمدرسة اللاهوتية التي أعطت المسيحية المفاهيم العقائدية التي حافظت عليها حتى اليوم، كما أن الإسكندرية تمثل الآتون العقلي الذي شكل حضارة البحر المتوسط، لكل من الأوروبيين والعرب على حد السواء، وذلك لعدة أسباب منها أنها ميناء غني يجمع ما بين ثلاث قارات، كما أنها ملتقى تراث ثقافي وعلمي نابع من الحضارة الفرعونية، حيث الثراء في علوم الرياضيات والهندسة والطب، والحضارة اليونانية حيث الثراء في الطرق العلمية في التفكير والفلسفة والمنطق، ومن هنا يتضح أن الفرصة كانت مهيئة للإسكندرية لتصبح مركز البحر المتوسط للاهوت والفلسفة المسيحية، لدرجة أن المؤرخ "باتريك" في كتابه المسيحية المصرية التقليدية يقول: "لا توجد مدينة أخرى أثرت بعمق في الديانة المسيحية سوى الإسكندرية".

دور الأديرة فى إنقاذ الحضارة الغربية
ويشير الدكتور "أمين مكرم عبيد" إلى أهناك العديد من العوامل التي أدت إلى ازدهار العقيدة المسيحية، منها تأسيس النظام الكهنوتي على هيئة مراتب متسلسلة على يد البطريرك "ديمتريوس الكرام"، الذي يرجع له الفضل في النظام السائد للكهنوت في معظم كنائس العالم الآن، هذا إلى جانب ظهور الحركة الرهبانية، وتطورها وتصديرها إلى الغرب، حيث كانت الرهبنة من العوامل الهامة في الحفاظ على الحضارة الغربية، فعندما وقعت روما تحت الهجمات البربرية، وعمت بها الفوضى وغرقت في العصور المظلمة في نهاية القرن السادس الميلادي، وأوشكت الحضارة الغربية على الاندثار، ولكنها عادت للانتعاش مرة أخرى بسبب وجود الأديرة في أوربا، والتي  قامت بدور كبير في إنقاذ الحضارة الغربية من الاضمحلال، ومما لا شك فيه أن وجود هذه الأديرة كان بفضل كتابٍ للبطريرك "أثناسيوس"، عن القديس "أنطونيوس" مؤسس نظام الرهبنة في مصر والعالم، ولولا زيارة البطريرك "أثناسيوس" إلى روما بصحبة العديد من الرهبان ما كانت أوربا تنبهت للنظام الرهباني وأنشات الأديرة التى حافظت على قدر كبير من التراث الهيليني للأجيال التالية، حتى يستفيدوا منه ويخرجوا من العصور المظلمة إلى العصور الوسطى، ثم إلى عصر النهضة، الذي أثمر عن أكثر الحضارات تطورًا عبر العالم في وقتنا الحالي، ومن هنا يتضح كيف استفادت أوربا والغرب وباقي دول العالم أجمع من أقباط مصر.

الدور الحضاري والتبشيرى للكنيسة القبطية الأولى
و يوضح الدكتور "أمين مكرم عبيد" الدور الحضاري والتبشيري للكنيسة القبطية الأولى، حيث انتشرت أولاً الدعوة في الأرض القريبة من وادي النيل، وأهمها الخمس مدن الغربية، والتي امتدت من ليبيا حتى شرق غرناطة، وكانت تحت الحكم الروماني في ذلك الوقت أما في الجنوب فقد بشر الأقباط في بلاد النوبة والسودان وأثيوبيا، كما أن بعض الوثائق تشير إلى تبشير الأقباط في منطقة اليمن والهند وسيلان، وفي أوربا وأيرلندا، حيث يوجد أجساد ثماني رهبان مدفونين فى "ديزرت أولدز"، كما لا نستطيع أن ننكر إسهامات القديسة "فيرينا" التي عفا عنها "ماكسيمان"، وهي من الأقصر بصعيد مصر، وقد رافقت "الكتيبة الطيبية" كممرضة، وعاشت بقية حياتها في "سويسرا" واهتمت بتعليم السكان كيفية الاهتمام بصحتهم ونظافتهم الشخصية، وكانت تخدم الفقراء وتعتني بالمصابين بالبرص، لهذا تنتشر في "سويسرا" صورتها وهي تحمل إبريقًا ومشطًا، كما أن هناك منتجع صحي شهير به زخارف للقديسة فيرينا وهي تحمل الإبريق والمشط اللذان أحضرتهما للألمان البدائيين سكان المنطقة، كما أن لها كنيسة في بلدة "ويليروا"، وكثير من المدن الأوروبية تكرمها، ومن هنا يتضح ان الاقباط تركوا شجرة الحضارة التي أثمرت وأنبتت بفعل البذار التي زرعها الشهداء مثل جنود الكتيبة الطيبية.

الإسهامات القبطية فى الحضارة العالمية
 و يختتم الدكتور عبيد قائلاً أن هذا العرض الموجز عن الإسهامات القبطية في الحضارة العالمية لا يفي بحق الأقباط العظماء. فقد صدق من قال أن شعبًا بلا تاريخ ليس شعبًا، لذلك نحن الأقباط -مسلمون ومسيحيون- عرضة لأن نفقد مصدرًا أساسيًا من مصادر هويتنا، وإن حدث ذلك ستكون هناك مأساة حضارية، لأن دراسة تاريخ أسلافنا، وفهم إنجازاتهم وأخطائهم أساسيًا لإضاءة طريق المستقبل، ليس لنا فقط نحن الأقباط، ولكن بالنسبة للحضارات الغربية والعربية، على حد السواء، لأن الأقباط كان لهم دور جوهري في تشكيلها، ولذلك فإن الدعوة لإحياء التاريخ القبطي أصبحت ذات صدى واسع خلال القرن الواحد والعشرين.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :