في ذكرى وفاته.. 53 عامًا على اغتيال جون كينيدي ولا زال تضارب الآراء حول الواقعة
هشام عواض
الثلاثاء ٢٢ نوفمبر ٢٠١٦
كتب: هشام عواض
جون كينيدي الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأميركية، كان وجوده علامة مميزة في تاريخ أمريكا الحديث، وهو أصغر رئيس منتخب وصل إلى كرسي الرئاسة في ذلك الوقت، وأصغر من اغتيل أيضًا والتي تمر ذكرى وفاته الـ 53 في هذا اليوم، وكان كينيدي قد تلقى تهديدات من ولاية تكساس، وتحديدًا بمدينة دالاس، عام 1963م، لكن بالرغم من ذلك فأنه أصر على الذهاب إلى تكساس، ففي يوم الزيارة، تحولّ المناخ فجأة من الجو الماطر إلى الجو المشمس مما جعل الرئيس يرفع غطاء السيارة المضادة للرصاص وسار الموكب الرئاسي عبر شوارع دالاس، بولاية تكساس بسيارة مكشوفة برفقة زوجته جاكلين كينيدي كما كان يرافقه في نفس السيارة حاكم ولاية تكساس جون كونالي، وانطلقت رصاصتين انهيا حياة كيندي لتنطوي صفحة حياته وتفتح صفحة جديدة من السجال حول من الجهة أو الأشخاص الذين قاموا باغتياله، والذي ظل لغز حير العالم حتى اليوم، وفي هذا التقرير نبرز تفاصيل الحادث ووجهات النظر المختلفة وخفايا الحادث.
أعداء كُثر
منذ بداية عهد كينيدي لم تكن سياسته في فيتنام واضحة، والتي كانت تعتبر في هذا الوقت مسألة في غاية الحيوية في حرب الولايات المتحدة ضد تقدم المد الشيوعي، حيث أنه من جهة يسمح بإطاحة نغو دينه ديم المعادية للتدخل المباشر للولايات المتحدة من قبل زمرة من الجنرالات الفاسدين في حين مواجهته لامكانية اخلاء المستشارين العسكريين الأمريكيين في عام 1964. وداخليًا كانت أعلى نقطة للسياسة المبتكرة لإدارة كينيدي هي عملية إلغاء التمييز العنصري، مما صنع له العديد من الأعداء في الداخل من العنصريين والرافضين لإلغاء التمييز العنصري، لكن جون كينيدي تحدى الجميع، وفي سبتمبر 1961 كلفوا وكلاء الاتحادية بتسجيل طالب أسود في جامعة ميسيسيبي وتحدث الرئيس عن الحقوق المدنية للسود.
اغتيال كينيدي
وصل الرئيس جون كينيدي، إلى مدينة دالاس، في 22 نوفمبر عام 1963، رغمًا عن التهديدات من خصومه باغتياله، وفي محاولة لتحدي هذة التهديدات استقل سيارة مكشوفة لعبور بعض شوارع المدينة وتحية الناس عن قرب، وأثناء عبوره لمنطقة الديلي بلازا في المدنية تعرض لإطلاق نار من قناص محترف حيث إصابته رصاصتين اخترقت الأولى رقبته أما الثانية فهشمت جمجمته، ونظرًا لدقة تلك الإصابة وصعوبتها فارق الحياة بعد أقل من نصف ساعة من وصوله إلى أقرب مستشفى، وبعد اقل من ساعة وربع.
سبب عدم تمكنه من حماية نفسه
اطلق على كينيدي رصاصتين، الأولى أصابته في كتفه ولم يتمكن من خفض رأسه لنجى بحياته، لكن لم يتمكن بسبب المشد الذي كان يرتديه وكان المشد من نوع ثقيل، فعرف الطبيب ما كان يجهله، وهو أن كينيدي كان يعاني من آلام مزمنة بظهره، ويستخدم مشدًا يلف صدره وظهره حتى الخصر بأحزمة وربطات، إضافة إلى صور للرئيس القتيل وهو يستخدم العكاز في مناسبتين، قبل وبعد انتخابه، وكلها تؤكد بأن المشد كان له ضرورة للإمساك بصدره وظهره بإحكام منعًا لاستفحال الألم عند كل حركة، إلى درجة منعه حتى من الانحناء إلى الأمام إلا بصعوبة. وذكر الدكتور كينيث سايلر للمحطة الأميركية أن حاكم ولاية تكساس، جون كوناللي (توفي في 1993 بمرض نال من رئتيه) أسرع وانحنى "مكوّما" نفسه داخل السيارة حين شعر بالرصاصة الأولى وقد أصابته في صدره بعد أن عبرت إليه من كتف الرئيس الأميركي، بحسب ما يظهر في الفيديو الذي تعرضه، الإطلاق الرصاص على كينيدي الذي كانت إلى يساره زوجته جاكلين، التي توفيت بالسرطان بعد 31 سنة من مقتل زوجها.
اعتقال المشتبه الأول
تمكن الأمن عقب عملية الاغتيال مباشرة، من اعتقال المشتبه به الأول في عملية الاغتيال ويدعى "لي هارفي أوزولد" بعد أن قتل شرطي وإصابة أخر بجروح، حدثت عملية اغتيال جون كينيدي أمام أعين الألاف الذين وقفوا على جانبي الطريق لمتابعة أول زيارة لرئيس أمريكي لمدينتهم وقد سجل العشرات منهم الحدث بكاميرات احضروها لتسجيل تلك الزيارة التاريخية لكن لم يكن ببالهم أنهم سيسجلون أشهر عملية اغتيال سياسي في العصر الحديث، وعلى هذه الفيديوهات الشخصية التي جمعها المحققون فيما بعد بينيت معظم التحليلات التي قادت الى التمثيل الحقيقي لما حدث، فيما باع بعض اصحاب هذه الأفلام ما صوروه بكاميراتهم لمحطات تلفزيونية وجنوا الأف الدولارت لقاء ذلك.
من قتل كينيدي؟
تولت لجنة وارن التحقيق في مقتل كينيدي، وقالت إنها توصلت إلى أن المتهم "أوزولد "نفذ عملية الاغتيال منفردًا، لكن بعد مرور 50 عامًا ما زالت استطلاعات الرأى تظهر أن غالبية الأمريكيين غير مقتنعين بهذه النتيجة، وكشف آخر استطلاع أجرته مؤسسة “جالوب” الشهر الجاري أن 61% من الأمريكيين يعتقدون أن هناك متورطًا آخر مع أوزولد.
وحسب الاستطلاع فإن الولايات المتحدة منقسمة حول من يكون هذا الشخص، حيث يتهم 13 % من المشاركين فى الاستطلاع عصابات الجريمة المنظمة (المافيا)، ويعتقد 13 % آخرون أن الجاني من داخل الحكومة الفيدرالية. ووجه 7% أصابع الاتهام إلى وكالة الاستخبارات المركزية و5% إلى الزعيم الكوبي فيدل كاسترو. فيما قال 40 % إنهم غير متأكدين من تورط شخص آخر في عملية الاغتيال.
نظريات المؤامرة
تداولت الأقاويل ووجهات النظر حول أسباب اغتيال كينيدي، أن رجوع الرئيس الى الخلف مما يعني انه اصيب من الامام كذلك اصابة حاكم تكساس الذي كان في المقعد الامامي في نفس وقت اصابة الرئيس مما يعني ان شخصين اطلقا الرصاص كذلك بدا كثير من الناس يتحدثون عن سماع ست رصاصات لكن لم يتم العثور الا على اثنتين وهو ما يعني أن أحد الجهات قررت اخفاء بعض الرصاصات لكونها تعود لأحد رجال الشرطة او لحراس الرئيس مثلا، وقد اتهم سائق الرئيس ان استغل اطلاق القناص اوزولد النار والارباك الذي رافق عملية الاطلاق في توجيه مسدسه نحو رأس الرئيس ووضع رصاصة فيه من مسافة قريبة.
نائب الرئيس أثار الريبة
كانت تصرفات نائب الرئيس كانت مريبة فقد أصر على ن يحلف اليمين كرئيس للولايات المتحدة في ولايته تكساس قبل العودة الى البيت الابيض كذلك لم يهتم كثيرا ببعض التفاصيل التي رافقت دفن كينيدي، وفيما بعد قام بتغيير عدة قرارات اصدرها كينيدي. بالإضافة إلى مقتل اوزولد المتهم الرئيسي في عملية الاغتيال على يد رجل يهودي ووفاة ذلك اليهودي قبل محاكمته في ظروف غريبة .
اتهام الماسونيين وإسرائيل
كان الناس يتداولون عدة اسماء كمشتبه فيهم بالمشاركة في المؤامرة الكبرى لاغتيال كينيدي وكان أبرزهم سائقه ونائبه ليندون جونسون وكذلك الحركات السرية كالماسونية وغيرها التي حاول كينيدي الحد من انتشارها وتخفيف تأثيرها في المجتمع الامريكي وكذلك بعض الأثرياء الذين تضررت مصالحهم ولم يكن الاتهام بعيدًا عن الاتحاد السوفييتي وبعض الدول المعادية لأمريكا مثل كوبا التي نجا رئيسها فيدل كاسترو من ثلاث محاولات للاستخبارات الأمريكية لاغتياله. كذلك رأي البعض ان معارضة جون كينيدي للمشروع النووي الاسرائيلي ومحاولته إرسالة فلايق تفتيش اليه كان حاسما عندها في التخطيط لإقصائه من المشهد السياسي الامريكي لو حتى بالقتل.
السوفيت في دائرة الاشتباه
قالت مجلة The week إن كينيدي مصدر قلق وعداء للاتحاد السوفيتي، ولذا ربما يكون لي هارفي أوزولد عميل للمخابرات السوفيتية تم تجنيده لاغتيال كينيدي أو الأكثر جنونًا هو أن لي هارفي أوزولد تم اختطافه في روسيا واستبداله بشبيه له من المخابرات السوفيتية لضمان أن من سينفذ الاغتيال من رجال KGP.