حقاً هي إجراءات مؤلمة
د. مينا ملاك عازر
الاربعاء ٢٣ نوفمبر ٢٠١٦
د. مينا ملاك عازر
وعدنا الرئيس السيسي من بين ما وعدنا به، أننا سنعايش ونتعايش ونعاني من إجراءات مؤلمة سيضطر لها، لم يسأله أحد ابداً لماذا اضطررنا لها؟ لأنه سيقول للإرث الذي ورثه من ديون، ولأنهم سيقولون لأنه دخل في مشروعات استنزفت العملة، ولكنه سيقول لكن عائدها مضمون، ولكنهم سيقولون وما المضمون؟ فنحن نرى قناة السويس تعاني، ولكنه سيقول أنتم الذين مولتموني، ولم أستخدم الاحتياطي الدولاري، لكنهم سيقولون لقد حصلنا علي أربعين مليار دولار ما بين منح وديون في خمس سنوات، أين ذهبوا؟ سيقول في أجور الموظفين، فسيقولون لقد خفضتها لقرابة النصف بقرار تعويم الجنيه، وسيقولون وسيقول وسنبقى في مسألة لا نهاية لها.
لكن هنا نلتقي بما سأقوله لسيادتكم، وهو ما هي تلك الإجراءات؟ أتوقع أن رفع الأسعار نوع من تلك الإجراءات المؤلمة، تخفيض الرواتب أو تخفيض قيمتها الشرائية نوع من تلك الإجراءات، وطبعاً رفع الأسعار يشمل كل ما ارتفع من أسعار سلع غذائية وأجهزة إلكترونية وكهرباء ووقود ومواصلات، كذلك من بين الإجراءات المؤلمة أزمات كالسكر والأرز وإن كنت لا أرى فيها ألما بل حماقة من الحكومة التي لم تقدر أنه سيحدث هذا خاصةً وأنه يحدث حتى قبل قرارها بتعويم الجنيه وإغراق البلد، لكن لأنها وعدت بأن كل شيء متوافر لمدد طويلة لكن في أرض الواقع هذا لا يحدث، إما لغياب رقابتها أو لأنها كاذبة، وفي كل الأحوال هي فاشلة ويجب رحيلها بل محاسبتها وسجنها بتهمة التآمر على سلامة البلد الذي عرضته لهزات اقتصادية، والفشل في إدارة الأزمات.
كل ما سبق يمكن إدراجه تحت بند الإجراءات المؤلمة، لكن مسألة نقص الدواء التي نفاها وزير الصحة ثم عاد ووعد بأنه سيسد النقص الذي نفاه، يحق أن نصنفه تحت الإجراءات المميتة، لا أحد يموت من الجوع لكن هناك من يموتون من نقص الدواء يا سيادة الدكتور الفاشل، هناك من يتفاقم مرضهم لعدم وجود دواء، هناك من يتلوعون على ذويهم وهم يرونهم يموتون ولا حيلة لديهم، قلة حيلة المواطن أمام عذاب ذويه لا يمكننا تسميته بقلة حيلة بل انعدام حيلة النظام الذي يعوم الجنيه ويشاهد الشعب وهو يتألم بل يموت.
حقاً رفع الأسعار ونقص الغذاء إجراءات مؤلمة، لكن الأكثر ألماً بقاء الحكومة وهذا ما لا يتحمله أحد، الكارثة الأكثر ألماً أنه وإن رحلت الحكومة من ستأتي ببديلة لها ستتجرع إرثها من الفشل في إدارة الأزمات، وديون متزايدة لفشلها بدخولها في مشاريع لم يكن من الضروري الدخول فيها في هذا الوقت، ما كبدنا الكثير من الخسائر الاقتصادية التي قد تكون مؤقتة لكنها مؤثرة، والأكثر ألماً أن طريقة اختيار الحكومة القادمة ستكون بنفس طريقة الحكومة السابقة والسابقة وغيرها، لذا فلن يكون هناك جديد سيبقون ينفذون قرارات وكأنهم سكرتارية،فستبقى الأزمة كما هي تتفاقم والالم يزيد، واللوعة والكذب يتفشى، ويتنفسون فشلاً وكذباً، ويعاني الشعب.
المختصر المفيد إجراءات مؤلمة، وفشل وكذب، وقرارات خاطئة، رحمتك يا رب.