فى مثل هذا اليوم..ولد محمد طلعت حسن محمد حرب
سامح جميل
الجمعة ٢٥ نوفمبر ٢٠١٦
فى مثل هذا اليوم 1867..
سامح جميل
ولد محمد طلعت حسن محمد حرب فى ٢٥ نوفمبر ١٨٦٧، تخرج فى كلية الحقوق عام ١٨٨٩، والتحق للعمل كمترجم بالقسم القضائى بـ«الدائرة السنية»، ثم أصبح رئيسا لإدارة المحاسبات، ثم مديرًا لمكتب المنازعات، حتى أصبح مديرًا لقلم القضايا.
وفى عام ١٩٠٥ انتقل ليعمل مديرًا لشركة كوم أمبو بمركزها الرئيسى بالقاهرة، ثم مديرًا للشركة العقارية المصرية والتى عمل على تمصيرها حتى أصبحت غالبية أسهمها للمصريين.
هو اقتصادى ومفكر مصرى، كان عضوًا بمجلس الشيوخ المصرى، وهو مؤسس بنك مصر ومجموعة الشركات التابعة له مثل شركة مصر للغزل والنسيج ومصر للطيران ومصر للتأمين ومصر للمناجم والمحاجر ومصر لصناعة وتكرير البترول ومصر للسياحة. يعد من أعلام الاقتصاد فى العصر الحديث فى مصر ولقب بـ«أبوالاقتصاد المصرى»..
ولد طلعت حرب في 25 نوفمبر 1867 بمنطقة قصر الشوق في حي الجمالية وفي رحاب مسجد الحسين، وكان والده موظفاً بمصلحة السكك الحديدية الحكومية، وينتمي إلى عائلة حرب بناحية ميت أبو علي من قرى منيا القمح (وتتبع حاليا الزقازيق) بمحافظة الشرقية، كما كانت والدته تنتسب إلى عائلة صقر لقرية تابعة لمنيا القمح أيضاً.
حفظ طلعت حرب القرآن في طفولته ثم التحق بمدرسة التوفيقية الثانوية بالقاهرة. والتحق بمدرسة الحقوق الخديوية في أغسطس 1885 وحصل على شهادة مدرسة الحقوق في 1889 وكان من أوائل الخريجين، أهتم بالإضافة لدراسة الحقوق بدراسة الأمور الاقتصادية، بالإضافة إلى الإطلاع على العديد من الكتب في مختلف مجالات المعرفة والعلوم وقام بدراسة اللغة الفرنسية حتى أجادها إجادة تامة.
بدأ طلعت حرب حياته العملية مترجماً بقلم ليشتغل مترجماً بالقسم القضائي "بالدائرة السنية" ـ وهي الجهة التي كانت تدير الأملاك الخديوية الخاصة، ثم أصبح رئيسا لإدارة المحاسبات ثم مديراً لمكتب المنازعات خلفا لمحمد فريد وذلك في عام 1891 ثم تدرج في السلك الوظيفي حتى أصبح مديراً لقلم القضايا، كانت كفاءة طلعت حرب في إدارة المشروعات سبباً في استعانة بعض الأعيان به، ومن أبرزهم عمر سلطان باشا الذي كان يعد أحد أغني أثرياء مصر في هذا الوقت، والذي وكل إليه إدارة دائرة أعماله، ساهمت تلك الأعمال في إكسابه لخبرة واسعة في الأمور الإدارية والتجارية، كما تمتع بشهرة جيدة وتم اعتباره واحد من أبرز الكوادر الإدارية في تلك الفترة.
في عام 1905 انتقل ليعمل مديراً لشركة كوم إمبو بمركزها الرئيسي بالقاهرة و التي كان مجال نشاطها في استصلاح وبيع الأراضي وأستقال منها عام 1909م ، كما أسندت له في نفس الوقت إدارة الشركة العقارية المصرية التي عمل على توطينها حتى أصبحت غالبية أسهمها في يد المصريين، وفي عام 1905 حصل طلعت حرب على لقب البكوية.
كانت مصر في هذه الفترة تعاني من استحواذ غير مصريين على كافة المناصب والأعمال التجارية ، وكذلك كانت تعاني من أزمة اقتصادية كان يدفع ثمنها المواطن البسيط ، بالإضافة إلى ظروف الاستعمار الذي بدأ مع عام 1882 ، كان طلعت حرب يرى أن أولى خطوات التحرر من الاستعمار تأتي بضرورة تمصير الاقتصاد الذي كان معظمه تقريباً بأيدي الأجانب، ولعل هذا هو ما شجعه على دراسة العلوم الاقتصادية وإتقان اللغة الفرنسية.
كان طلعت حرب أيضاً في بداية حياته كاتباً بارعاً، وأمضى الكثير من كتابته لمناقشة قضايا العالم الإسلامي وقضايا مصر، خاصة فى عام 1894 عقب عقد مؤتمر المستشرقين في باريس فقام عثمان كامل (سكرتير السلطان) بإهداء طلعت حرب رسالة فى الدفاع عن الدين الإسلامي فقام طلعت حرب بترجمتها إلى اللغة العربية وعنونها ( كلمة حق عن الاسلام والدولة العثمانية ) ثم أهداها إلى الشعب المصري ، بالإضافة إلى قيامه بكتابة مقالات في الصحف ضد هذه الحملات، وفي أوائل القرن العشرين قام قاسم أمين بنشر أولى كتبه "تحرير المرأة " والذي لقي معارضة واضحة من جانب طلعت حرب، والتي استمرت الحرب الأدبية بينهما لفترة من الوقت.
في عام 1910 تقدمت شركة القنال بطلب للحكومة المصرية لمدة امتياز شركة قناة السويس الذي كان سينتهي في17 نوفمبر 1968 لمدة 40 سنة أخرى تنتهي سنة 2008. و وقفت الحكومة البريطانية و سلطة الاحتلال موقف المؤيد لمد الامتياز “خصوصا و قد بدأت الحركة الملاحية بالقناة تتضاعف ضعف ما كانت عليه، و كانت البضائع البريطانية تمثل 78،6 % من مجموع البضائع المارة بالقناة،
ولكن الحركة الوطنية المصرية بقيادة محمد فريد قادت هجوما كاسحا على طلب المد و قلبت الرأي العام ضده ، حتي أن إبراهيم الورداني الذي قام باغتيال رئيس الوزراء بطرس غالي باشا سنة 1910 صرح من ضمن اعترافاته أنه أقدم على فعلته لعدة أسباب منها ما ذكره من سعي بطرس غالي باشا لمد امتياز القناة،وقام طلعت حرب بتأليف كتاب عن قناة السويس ليوضح الحقائق للعامة و الخاصة عن تاريخ القناة و كيف ضاعت حصص مصر من الأسهم و الأرباح و خسائرها حتي 1909م وخلص إلي القول أن السهم الذي باعتها مصر ب 560 فرنكا للسهم الواحد أصبح سعرها بعد ثلاثين سنة فقط 5010 فرنكا للسهم ،و حصتها من أرباح القناة التي باعتها ب 22 مليون فرنك أصبحت فيمتها 300 مليون فرنك، وقام طلعت حرب بطبع هذا الكتاب ونشره، مما ساهم في إنشاء ضغط شعبي دفع بالجمعية العمومية ( مجلس الشعب) بتكليف كلاً من محمد طلعت حرب و سمير صبري بكتابة تقرير عن الموضوع، و بالفعل قدموا تقريرهم للجمعية الذي وضحوا فيه خسائر مصر المالية المتوقعة في حالة تمديد الامتياز الحالي بالشروط السالف ذكرها، و بناء على هذا التقرير رفضت الجمعية العمومية عرض تمديد امتياز شركة قناة السويس و بقي الامتياز قائما بشروطه حتي جاء التأميم 1956م قبل نهاية الامتياز ب12 سنة.
وبالرغم من أدوار طلعت حرب الوطنية في تلك الفترة وإشادة مصطفى كامل به لدوره في مساعدة الفلاحين فترة عمله كمدير قلم الدائرة السنية، وكذلك لموقفه القوي في الدفاع عن الحجاب والمعتقدات، إلا أنه تعرض كثيراً للنقد من شخصيات الحركة الوطنية ومنهم محمد فريد، خاصة أنه لم يكن من مساندي مبادئ مصطفى كامل بل كان معارض لها، وعمل على استمالة صديقه عمر سلطان باشا عضو الحزب الوطني على إيقاف دعمه المالي،واعتبرت بعض الشخصيات أن طلعت حرب يميل للأثرياء والخديوي خاصة بعد انضمامه لحزب الأمة الموالي للإنجليز، إلا أن موقف طلعت حرب الوطني شهد تغير جذرياً في السنوات التالية، ورجح المفكر فتحي رضوان ان هذا التغيير سببه انتشار الوعي الوطني في هذه الفترة، وزيادة المد الثوري الذي شهدته مصر كلها قبل ثورة 1919 التي فجرت الكثير من البواعث الوطنية لدى الكثيرين.
دوره الاقتصادي:
في عام 1911 قدم طلعت حرب رؤيته الفكرية واجتهاداته النظرية عن كيفية إحداث ثورته الثقافية وذلك من خلال كتابه "علاج مصر الاقتصادي وإنشاء بنك للمصريين"، كان طلعت حرب ميالا (بشكل واع) للفلاحين والفقراء حيث كان يضطر معظمهم للاستدانة بشكل ربوي مجحف لدى بعض المرابيين ، وساهم في الدفاع عنهم عند تصفية الدائرة السنية سعى إلى بيع الأراضي إلى الفلاحين الذين يزرعونها، كانت أسعار القطن عالمياً قد شهدت زيادة لكنها لم تنصب في صالح المزارع المصري البسيط، كذلك لم يكن هناك نظام مالي يدعمهم فرغم من إنشاء البنك المصري (Bank of Egypt) والبنك الأهلي ، لكنهم كانوا مخصصين لتمويل الأجانب فقط، وتسبب ظروف الاستعمار وقتها في استنزاف موارد الاقتصاد المصري لمصالحهم فقط.
لذلك بدأ طلعت حرب دعواه عام 1906 من أجل إنشاء نظام مالي مصري خالص لخدمه أبناء الوطن وللسعي أيضا للتحرير من القيود الاستعمارية الاقتصادية، لقيت دعواه استجابة واسعة،، استطاع طلعت حرب في عام 1908 تأسيس شركة شركة التعاون المالي برأس مال مصري وذلك بهدف تقديم العديد من القروض المالية للشركات الصغيرة المتعسرة مادياً،وساعده أيضاً عودة الدكتور فؤاد سلطان من الخارج والذي كان يعد أحد أبرز الخبراء الاقتصاديين، وقام بتقديم الدعم الكامل لمساعي طلعت حرب.
قام طلعت حرب بإصدار كتابه "علاج مصر الاقتصادي" الذي طرح من خلاله فكرته في ضرورة إنشاء بنك للمصريين لخدمه المشاريع الاقتصادية في مصر والنظر في المشكلات الاجتماعية، تحمس الكثيرين لفكرته بالرغم من معارضة السلطات الإنجليزية، وقرر المجتمعون بالفعل تنفيذ فكرة حرب في إنشاء بنك مصر لكن هذه الجهود تعطلت عملية إنشاء البنك بسبب الحرب العالمية الأولى وعادت فكرة إنشاء البنك عقب قيام ثورة 1919 في مصر.
في 10 مايو 1920م تم أفتتاح البنك رسمياَ، وألقي طلعت حرب خطبة في دار الأوبرا المصرية بمناسبة بدء أعمال بنك مصر، و كان أول مقر له في شارع الشيخ أبو السباع، وبدأت رحلة بنك مصر في تمصير الاقتصاد المصري والقيام بدور كبير في الاقتصاد المصري ، حيث ساهم في تأسيس مجموعة من الشركات المستقلة التي تدور في فلكه فترفعه والقطاعات الاقتصادية الأخرى تدريجياً نتيجة التفاعل الطبيعي بينها جميعاً وأدت سياسته إلى الكثير من التطورات التي شوهدت في الاقتصاد الوطني والتي كانت مرتبطة إلى حد كبير بنشاط بنك مصر وشركاته أو كانت تمثل نتيجة من نتائجه·
المشاريع الأخرى:
بعد عامين فقط من إنشاء بنك مصر قام طلعت حرب عام 1922م بإنشاء أول مطبعة مصرية برأس مال قدره خمسة آلاف جنيه وذلك ليدعم الفكر والأدب ويقوي المقاومة الوطنية، ووصل رأس مال المطبعة بعد فترة لأكثر من 50 ألف جنيه.
بعد إنشاء المطبعة توالت الشركات المصرية التي ينشئها البنك مثل شركة مصر للنقل البري التي قامت بشراء أول حافلات لنقل الركاب و، كما قامت الشركة بشراء الشاحنات الكبيرة لنقل البضائع من الموانئ كما أنشأ البنك شركة مصر للنقل النهري ثم شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى واستقدم طلعت حرب خبراء هذه الصناعة من بلجيكا وأرسل بعثات العمال والفنيين للتدريب في الخارج. كما أقام مصنعا لحلج القطن في بني سويف، وأنشأ البنك مخازن (شون) لجمع القطن في كل محافظات مصر
كان طلعت حرب يتطلع لقيام بنك مصر بدور أكبر في الأقطار العربية، وفتح مجالات أخرى لنشر فكرة البنك ومزيد من التعاون المشترك، وتمتعت مشاريع وإنجازات طلعت حرب مع بنك مصر بصيت واسع في العديد من الدول المجاورة، خاصة أنها كانت تعاني من هيمنة الاقتصاد الأجنبي عليها وعدم وجود أنظمة مالية وطنية.
في ديسمبر 1935 قام طلعت حرب بزيارة السودان واستطاع أن يلتقي بالحاكم العام للسودان،وفي بداية عام 1936 قام بزيارة الحجاز وساهم في استكمال مستشفي جدة ومكة وساهم أيضا في تأسيس مرفق الإسعاف الكامل في مكة المكرمة، وكانت العملة الحجازية تعاني من الاضطراب صعودا وهبوطاً في مواسم الحج نتيجة أسعار صرف العملات الأجنبية في جدة، مما دفع طلعت حرب لإقناع الحكومة بقيام بنك مصر بتحصيل تكلفة الحج قبل سفرهم، ثم تحصل القيمة دفعة واحدة على اساس قاعدة الذهب، ما ساهم في استقرار العملة.
وقامت الحكومة العراقية بتوجيه دعوة له فقام بزيارة العراق، ثم توجه بعدها إلى المعرض العربي بدمشق ثم زار بيروت، وساهمت الزيارة عن تأسيس بنك مصر - سوريا - لبنان.
كان طلعت حرب يتمتع بعضويات مجالس إدارات شركات أجنبية قبل تأسيس بنك مصر، وساهمت هذه العلاقات في فتح أبواب جديدة للتعاملات الخارجية، حيث قام في 22 نوفمبر 1936 بتأسيس "بنك مصر - فرنسا" في باريس.
قائمة المشروعات:
قائمة المشروعات التي ساهم فيها طلعت حرب بالترتيب الزمني :
1907:ساهم في تأسيس النادي الاهلي المصري 100 جنيه
1920: بنك مصر، رأس مال 80,000 جنيه
1922: شركة مصر للطباعة، رأس مال 5,000 جنيه
1923: شركة مصر لصناعة الورق، رأس مال 30,000 جنيه
1923: شركة مصر لحلج القطن، رأس مال30,000 جنيه
1925: شركة مصر لصناعة السينما (ستديو مصر)، رأس مال 15,000 جنيه
1926: الشركة المصرية العقارية، رأس مال 116,000 جنيه
1926: بنك مصر الفرنسي رأس مال 5 مليون جنيه
1927: شركة مصر للغزل والنسيج، رأس مال 300,000 جنيه
1927: شركة مصر لمصايد الأسماك، رأس مال 20,000 جنيه
1927: شركة مصر لغزل الحرير، رأس مال 10,000 جنيه
1927: شركة مصر للكتان، رأس مال 45,000 جنيه
1929: بنك مصر سوريا، رأس مال مليون ليرة سوري
1930: شركة مصر للنقل والشحن، رأس مال 160,000 جنيه
1932: شركة المصنوعات المصرية، رأس مال 5,000 جنيه
1932: شركة مصر للطيران، رأس مال40,000 جنيه
1934: شركة مصر للسياحة، رأس مال7,000 جنيه
1934: شركة المصريون للجلود والدباغة
1935: شركة مصر للمناجم والمحاجر، رأس مال 40,000 جنيه
1937: شركة مصر لصناعة وتكرير البترول، رأس مال 30,000 جنيه
1938: شركة مصر للصباغة (بالتعاون مع برادفورد)، رأس مال 250,000 جنيه
1940: شركة مصر للمستحضرات الطبية والتجميل، رأس مال 10,000 جنيه
النهضة الفنية:
كان طلعت حرب يؤمن بأن تجديد الاقتصاد في مصر في بلد زراعي متخلف لن يتم إلا إذا ازدهرت الثقافة واستنارت العقول بالأفكار الجديدة والثقافة الرفيعة، وكان يؤمن أيضا بأن الثقافة استثمار كبير. لذلك في عام 1930 أنشأ شركة ترقية التمثيل العربي وأقام لها مسرح الأزبكية (المسرح
القومي بعد ذلك) لتقدم أعمالها عليه
ولكن كان الحافز الأساسي الذي دفع طلعت حرب إلى التفكير في إنشاء ستديو مصري هو غلبة العناصر الأجنبية العاملة في هذا الحقل وهو يريده أن يكون مصريا من الألف إلى الياء ولو على مراحل. وفي عام 1925 أنشأ شركة مصر للتمثيل والسينما (ستديو مصر)، ووضع حجر الأساس لبناء ستديو مصر في السابع من مارس عام 1934، وفي الثاني عشر من أكتوبر عام 1935 أي منذ ستين عاما تم افتتاحه في منطقة الهرم بالجيزة.
وقد أنتج أستوديو مصر فيلما قصيرا لمدة عشر دقائق للإعلان عن المنتجات المصرية. كما أنتج نشرة أخبار أسبوعية عن الأحداث في مصر يتم عرضها في دور العرض قبل بداية أي فيلم، بدأ ستديو مصر بإنتاج أول أفلامه بقصة مصرية هي "وداد" بطولة أم كلثوم وأحمد علام، وإخراج الألماني فريتز كرامب، وقد مثل الفيلم مصر لأول مرة في مهرجان فينيسيا الدولي (1936).ولكي توفر الشركة الخبرات الوطنية أوفدت كوكبة من الشباب المصري لينالوا من منابع الفن في أوربا وليكونوا دعامة قوية تقوم بها صناعة السينما في مصر على أساس من العلم والخبرة والمران، ففي عام 1933 انطلقت أول بعثة سينمائية إلى الخارج وتتكون من أربعة أفراد هم: أحمد بدرخان وموريس كساب لدراسة الإخراج في باريس، ومحمد عبد العظيم لدراسة التصوير في برلين، وتبعهم حسن مراد لدراسة فنون إعداد الجرائد السينمائية في فرنسا وإيطاليا وألمانيا، وانضم إليهم بعد ذلك المصريون الذين يدرسون السينما بالخارج على نفقتهم الخاصة ومنهم نيازي مصطفى ومصطفى والي، وقد عين الممثل المعروف في ذلك الوقت أحمد سالم أول مدير للاستديو. أكد طلعت حرب على أهمية السينما وخطورة دورها..
على الرغم من النجاح الذي حققه بنك مصر والإنجازات الاقتصادية التي قام بها، إلا أن الأزمات المفتعلة من قبل سلطات الاحتلال الإنجليزي وبوادر بدأ الحرب العالمية الثانية أدت إلى حالة من الكساد الاقتصادي ودفعت المخاوف الكثيرين لسحب ودائعهم لدى بنك مصر مما تسبب في أزمة سيولة، ومما زاد الأزمة سحب صندوق توفير البريد لكل ودائعه من البنك، ورفض المحافظ الإنجليزي لبنك الأهلي وقتها أن يقرضه بضمان محفظة الأوراق المالية، وعندما ذهب طلعت حرب إلى وزير المالية حينذاك حسين سري باشا لحل هذه المشكلة، وطلب منه إما أن تصدر الحكومة بيانا بضمان ودائع الناس لدى البنك، أو أن تحمل البنك الأهلي على أن يقرض بنك مصر مقابل المحفظة، أو أن تأمر بوقف سحب ودائع صندوق توفير البريد،
إلا أن حسين سري رفض ذلك بإيعاز من على ماهر باشا بسبب قيام طلعت حرب بمساندة خصمه النحاس باشا من قبل، وأقترح الوزير حل لهذه الأزمة لكنه أشترط تقديم طلعت حرب لاستقالته، فقبل على الفور هذا الشرط من أجل إنقاذ البنك،
وقال كلمة المشهورة:
مادام في تركي حياة للبنك فلأذهب أنا وليعيش البنك. طلعت حرب
وفاته:
عقب استقالته من إدارة بنك مصر، أنتقل طلعت حرب للعيش في قرية العنانية، في مركز فارسكور بدمياط، حيث عاش بعيداً عن الأضواء، وتوفى في الثالث عشر من أغسطس عام 1941 عن عمر يناهز 74 عاما بالقاهرة. أُقيمت جنازته بمنزله الموجود في شارع رمسيس. حضر الجنازة كلا من: مندوب الملك ومصطفى النحاس باشا رئيس الوزراء والعديد من الشخصيات السياسية مثل: أحمد ماهر باشا وأحمد حسنين باشا وشيخ الأزهر مصطفى المراغي ووكيل بطركية الأقباط ومفتي الديار المصرية وشيخ المشايخ الصوفية. والعديد من كبار الموظفين الحكومة والمفوضيات الأجنبية وأعضاء مجلس إدارة وموظفي بنك مصر.[60] كما نعاه العديد من الشعراء بقصائد رثاء مثل عباس العقاد وإحسان عبد القدوس وصالح جودت وأمير الشعراء أحمد شوقي...!