سوريا تتحرش بتركيا
أخبار عالمية | rt
السبت ٢٦ نوفمبر ٢٠١٦
تطرقت صحيفة "كوميرسانت" إلى مقتل ثلاثة جنود أتراك وإصابة آخرين في سوريا بغارة للطيران السوري على ضواحي مدينة الباب؛ مشيرة إلى أن الرد التركي قد يجر روسيا إلى الصراع.
جاء في مقال الصحيفة:
أعلنت قيادة القوات المسلحة التركية عن مقتل ثلاثة جنود أتراك وجرح عشرة آخرين في سوريا في غارة للطيران الحربي السوري على ضواحي مدينة الباب. وهذه هي المرة الأولى التي تتهم فيها أنقرة القوات السورية بمقتل عسكرييها، منذ دخول قواتها الأراضي السورية قبل ثلاثة أشهر في عملية "درع الفرات". وقد تم إجلاء القتلى والجرحى من منطقة العمليات الحربية.
ويحذر الخبراء من إن رد تركيا على هذه الحادثة، إذا حدث، سيؤدي إلى توتر جديد في العلاقات بين تركيا وروسيا، التي تدعم دمشق وتملك في سوريا منظومات دفاع جوي صاروخية.
ويُذكر أن عملية "درع الفرات" كانت قد انطلقت في 24 أغسطس/آب الماضي، حيث فرضت القوات التركية سيطرتها على مدينة جرابلس خلال هذه الفترة، وتتقدم في الاتجاه الجنوبي–الغربي. وبحسب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تهدف تركيا إلى تطهير منطقة مساحتها خمسة آلاف كيلومتر مربع من مسلحي "داعش" وإنشاء "منطقة آمنة" لإسكان النازحين. وتخطط تركيا لضم مدينة الباب، التي يسيطر "داعش" عليها حاليا، إلى هذه "المنطقة الآمنة"، حيث تقدم دباباتها وطائراتها الحربية الدعم اللازم إلى مسلحي "الجيش السوري الحر"، الذي يهاجمها.
وتفيد الإحصاءات الرسمية بأن القوات التركية فقدت منذ بداية عملية "درع الفرات" 15 عسكريا، سقطت غالبيتهم في مواجهات مع مسلحي "داعش"، وقتل عسكري آخر في مواجهة مع الأكراد.
يقول مدير مركز "روسيا-الشرق– الغرب" فلاديمير سوتنيكوف إن "ما حدث في شمال سوريا خطير جدا حتى لروسيا. فالرئيس أردوغان سياسي مغرور وفظ، وغالبا ما تغلب العاطفة على تصرفاته. فإذا ما رأى أن الحادث لم يكن طارئا أو عن طريق الخطأ، بل مقصودا من جانب القيادة العسكرية السورية، فقد يعدُّه تحديا شخصيا له، وعندها يجب عليه الرد".
رجب طيب أردوغان
وأضاف: "إذا قام أردوغان بالرد مستخدما الطيران الحربي، فإنه يهدد بجر تركيا إلى صراع مع روسيا التي تسيطر على الأجواء السورية". لأن منظومات "إس–300" و"إس–400" الصاروخية المنصوبة في سوريا تستطيع إسقاط أي طائرة تهاجم مواقع القوات السورية الحكومية.
وبصورة عامة، بحسب قول سوتنيكوف، إن ردا مثل هذا لا تعرف عواقبه، وليس في مصلحة أنقرة أو موسكو. لذلك يرى أن من المنطقي خلال الساعات المقبلة "إجراء مشاورات بين السياسيين والعسكريين والاتفاق على الخطوات التي تحفظ ماء الوجه وفي الوقت نفسه تخفف من التوتر".
وأشار خبراء آخرون لـ "كوميرسانت"، إلى أن الأنباء عن إغارة الطائرات السورية على المواقع التركية ذاعت بالذات يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني، أي في الذكرى السنوية الأولى لإسقاط قاذفة القنابل الروسية "سوخوي–24" في الأجواء السورية ومقتل قائدها أوليغ بيشكوف. لهذا فإنهم لا يستبعدون أن تكون هذه الحادثة استفزازا مقصودا، هدفه جر روسيا وتركيا إلى صراع جديد، ولا سيما أن إغارة الطيران السوري على مواقع القوات التركية ليس منطقيا؛ لأنها على الرغم من وجودها داخل الحدود السورية، فإنها تتجنب المواجهات مع قوات الحكومة السورية، وتقصر عملياتها على محاربة "داعش" والكرد.