التدين والمدينون في عيون الغرب
مدحت بشاي
٠٠:
١٢
ص +02:00 EET
الأحد ٢٧ نوفمبر ٢٠١٦
كتب : مدحت بشاي
medhatbeshay9@gmail.com
لقد كانت سمة ونعت إنسان بالمتدين أمر طيب ومطلوب ، و كان وجود المتدين في الحارة والشارع ودواوين الحكومة بمثابة المثل الطيب والقدوة ، والذي يركن إليه الناس في أزمنة الأزمة فيطيب الخواطر ، ويذهب بهم إلى مناطق السكينة والراحة والسعادة الروحية الحقيقية التي يشعر بها المؤمن الحقيقي ، أما الآن ــ وللأسف ــ وبعد أن تاجر بسمات التدين ومظاهره الكثيرون ، فإن الناس في بلادي باتوا يتوجسون خيفة من مجرد الرؤية لأمارات التدين عندما تشمل أحدنا حتى لوكانت حقيقية بعد أن اختلط الحابل بالنابل في دنيا الألفية الثالثة !
وامتد الأمر حتى لرجال الدين والدعوة والوعظ للأسف في المسجد والكنيسة .. يري الشيخ محمد الغزالي أن أناساً يشتغلون بالدعوه لا فقه لهم ولا درايه ، يسيئون إلى هذا الدين ولا يحسنون ، وفيهم من يمزج قصوره بالاستعلاء ولمز الاخرين ، وقد تطور هذا القصور فرأي الشيخ بين أشباه المتعلمين أناساً يتصورون الإسلام يحد من جهاته الأربع بلحيه في وجه الرجل ، ونقاب علي وجه المرأه ، ورفض للتصوير ولو علي ورقه ، ورفض للغناء والموسيقي ولو في مناسبات شريفة ، وبكلمات طيبة ..
تصدرت مصر العام الماضي في أواخر العهد المباركي قائمة المجتمعات التي تولي أهمية كبيرة للدين ، وذلك في استطلاع للرأي شمل 143 دولة . وأظهر الاستطلاع ، الذي أجراه معهد جالوب الأمريكي ، أن نسبة التدين في مصر بلغت 100 في المئة ممن شملهم الاستطلاع بينما تفاوتت نسبة التدين في دول عربية أخرى لتصل في لبنان مثلا إلى 86 في المئة .ويرى القائمون على الاستطلاع أن القاسم المشترك بين المجتمعات الأكثر تديناً هو الأوضاع الاقتصادية ، حيث تشير نتائج الاستطلاع أن ثمانية من أصل 11 دولة الأكثر تديناً حول العالم هي من الدول الفقيرة .بينما الدول الأقل تديناً في القائمة هي دول غنية ومنها السويد واليابان . شارك في الاستطلاع 1000 شخصاً من كل دولة وأجري بين 2006 و2008. هل تعتقد أن التدين في مصر ودول عربية أخرى أصبح بالفعل ظاهرة واضحة ؟ هل أنت كفرد أصبحت أكثر تمسكاً بدينك ؟ لماذا ؟ ما هي العوامل التي تتحكم في درجة تدينك ؟
ولأننا لم نتعود أن نجالس الناس لنستمع منهم ، ونعرف رأيهم في كل ما يمر بالبلاد والعباد من ظواهر إيجابية كانت أو سلبية ، فقد رأيت اختيار نماذج من تعليقات القراء حول نتائج استطلاع معهد جالوب والتي دونوها على مواقع الإنترنت .. قالوا نصاً بدون تدخل ، أو تغيير لطبيعة حروفهم التلقائية :
• التدين فى مصر ظاهري ولايوجد إخلاص حقيقى فيه فهو أقرب للرياء منه إلى التدين ..
• للدبن تأثير كبير على الأفراد والمجتمعات ، قد يؤثر الدين على تصرفات فرد ما لكن من المفترض أن يحث الدين الفرد على الأخلاق الحميدة ولكن متى رأى الفرد أن الدين همه الشاغل جمع أفراد ليغزو المجتمع ليتحكم فيهم ..
• التدين منتشر في الدول الفقيرة نتيجة لسوء الاحوال المعيشية ولكن ليس كظاهرة دينية ، ولكن كظاهرة سياسية نتيجة الفساد الذي تعاني منه الشعوب ، ومن الفشل الذريع في التنمية جعل الإنسان العربي يلوذ بالتدين اما لمناصرة جهات إسلامية يعتقد بأن فيها الخلاص أو الهروب إلى الله طلباً للنجاه من قساوة الحياة وظلم أخية الإنسان كما أن هذا التخلف الذي أصاب الأمة يدفع بالمواطن العربي للبحث عن هوية فلا يجدها إلا في الدين والتدين ..
• شعب مصر شعب متدين بطبيعته وفطرته وكان المستعمر يدعي التدين للتقرب من الشعب المصري وحاول الاستعمار محو الحرية الدينية وفشل بسبب تمسك الشعب المصري بالدين ومع مظاهر المدنية والحضارة اختلفت نسبة التدين في المجتمع ..
• التدين هو نوع من الهروب من الواقع ، و التدين هو اتجاه سياسي للتعبير عن عدم التبعية للأنظمة السياسية . أما الدين فلا علاقة له بالسياسة . لأنه في أصل الأمر معتقدات يلتف حولها أفراد مجتمع لإثبات انتمائهم وتوحدهم ، لهذا اقول أن الامر متشابك !
• هل من تفسير ؟ الفساد - الكذب- الغش - الجشع- كراهية الآخر- التحرش- النصب- والعديد من أمراض المجتمع زادت بمصر مع تزايد مظاهر التدين !
• ما أرى في الاستطلاع إلا كمن يبث السم في العسل ... مثل ما قال الأولون عن نوح ( ما اتبعك إلا أراذلنا ) وهذا فكر سقيم و غير سليم لا تستوى به فطرة الأنسان التي فطر الله عليها . وإن كانت نتيجة الاستفتاء بأن مصر هي أكثر الشعوب تديناً فهذا يرجع إلى طبيعة الشعب منذ عهد القدماء المصريين الذين كانوا أول من نادوا بوحدانية الإله و ليس الأمر يتعلق بالغنى أو الفقر .....
• يجب أن تقولوا الدول الأكثر ( تظاهراً ) بالتدين .. سيكون أصح ..
• التدّين هو الحياة وترك الدين مصيبة ، وأهل الدين هم السعداء ومن يقول أن هناك غيرمتدين سعيد فهو كاذب ..
• أنا أري من خلال تعاملي أن معظم الشعب المصري متدين تدين غير منافق في القلب و ذلك مخلوط بفلكلور شعبي و عادات متسامحة أما الذين يدعون التدين من المسلمين و المسيحيين و يعيشون حياتهم علي كره الآخر فهؤلاء هم الذين خسروا نعمة الحياة في بلد به الكثير من المميزات الاجتماعية التي تسمح بوجود أشياء كثيرة دون أن يكون ذلك وسيلة للتخلص من الدين ..
• أتفق مع كثير من الآراء القائلة بأن تدين أغلبية الشعب المصري هو تدين ظاهري فقط ولكن بالنظر إلى طبيعة الحياة اليومية والإعلام المخرب الموجه إلى عقول الشباب المصري لإفسادها ، فالمصريون لم ينزلقوا للتحلل من دينهم بعد . كلي ثقة بأن بالإمكان أن يكون التدين في مصر ظاهرياً وداخلياً ..
• هذا الاستبيان فيه خبث لماذا لأنهم يريدون أن يقولوا للعالم أن مصر الأكثر تديناً هى أيضا الأكثر تخلفاً سياسياً واقتصادياً وكأن التخلف والمشاكل التى فى مصر مرتبطة بالتدين لذا أقول أن نسبة التدين الحقيقية فى مصر لا تصل إلى حتى 60% فالدين يجب أن يجعلنا فى مصاف الدول المتقدمة وليس فى ذيل البشرية ..
• الشعب المصرى ليس متدين ولكنه شعب غاوي مظاهر ومنظرة ، وهو شعب متعصب بمسلميه و مسيحيه و هناك فارق كبير بين التدين و التعصب . .
• هناك خلط واضح بين أهمية الدين في حياة الانسان و بين تدينه ، فالمؤكد أن المصريين سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين وبمعظم طؤائفهم العمريه يعتبرون الدين مهم جداً لحياتهم ، والدين هنا يعنى لهم التوجيهات السامية للمبادىء والمثل العليا فى حياة الانسان ، وما يمثلة لهم الدين حيناً من كونه الحامي لهم من الظلم والقهر وأحياناً كثيره كون فيه الجزاء و التعويض عن ما لحقهم من ألم ، فالدين في هذه الاحوال يمثل ويرمز إلى الضمير الانساني و الفطره السليمة بعيداً عن الأهواء و يمثل بديلاً عن غياب حكم القانون و العدالة ..