مؤمن سلام : محاولة توحيد الآذان فى عصر مبارك فشلت بفعل جماعات الاسلام السياسى
إيهاب رشدي
الثلاثاء ٢٩ نوفمبر ٢٠١٦
كتب – ايهاب رشدى
حول ما أُعلن مؤخرا عن منع اسرائيل الآذان فى مساجد القدس والمناطق القريبة من المستوطنات ، قال مؤمن سلام الكاتب الصحفى ومدير موقع مصر المدنية أن الكنيست الاسرائيلى سوف يناقش هذا القانون للحد من أصوات ميكروفونات المساجد أثناء الآذان وذلك بهدف تخفيض صوتها منعا للتلوث الصوتي الذي يحدث أثناء الآذان نتيجة ارتفاع أصوات الميكروفونات واختلاط أصوات المؤذنين، وأضاف أن اسرائيل تحاول منع هذه الحالة العشوائية الغوغائية للآذان والتي نعاني منها في مصر ايضا والتي لطالما طالبنا بوضع حد لها وكانت هناك محاولة لتوحيد الآذان إلا أنها فشلت بفعل الصوت العالي لجماعات الإسلام السياسي في عصر حسني مبارك فتم وقف القرار، وقال أنه ربما لا توجد هذه الظاهرة الصوتية الزاعقة إلا في مصر.
وقد تناول مدير " مصر المدنية " ردود الافعال حول منع الاذان فى اسرائيل بالنقدالتحليل ، وأشار إلى أن هناك تشابها بين معركة تنظيم الآذان في إسرائيل ومنع الرموز الدينية في فرنسا في أوائل التسعينات، والتى نقلها الجهاز الدعائي للاسلاميين والدولة فى ذلك الوقت باعتبار أن فرنسا منعت الحجاب فقط وليس كل الرموز الدينية بما فيها الصليب، وأن المنع كان في كل مكان وليس في المدارس وأماكن العمل الحكومية فقط.
وتابع بأنه فى الحالتين عمدت الأصولية والاعلام الدعائي التابع للدولة إلى التدليس والكذب على الجمهور من أجل تكريس الشعور بالاضطهاد والتعرض لمؤامرة كونية عالمية ضد الإسلام مما يساعد على حشد الجماهير خلف المتطرفين والمستبدين من أجل مواجهة هذه الهجمة الشرسة على الإسلام والتى هى من نسج خيال الطغاة والإسلاميين،
وأكد أن الخطير في عملية تنمية وترسيخ الشعور بالاضطهاد لدي المسلمين ووجود مؤامرة عالمية صهيونية للقضاء على الإسلام، أنها تمثل بامتياز الخطوة الأولى نحو انتاج الارهاب والإرهابيين، سواء في شكل منظم مثل القاعدة وداعش أو بشكل فردي التى تعبر عنها ظاهرة الذئب المنفردة.
واستطرد " سلام " فى تحليله لتلك القضية أن الانسان المضطهد لابد وأن يبدأ في اتخاذ رد فعل على هذا الاضطهاد والتمييز ضده، يبدأ أولا بالانغلاق والانعزال على جماعته التى تشاركه الشعور بالظلم والاضطهاد، يصاحب ذلك رفض الآخر ورفض التعايش معه مع تنمية الشعور بالكراهية تجاه هذا الأخر الذي يسعى للقضاء عليه وعلى جماعته الدينية أو القومية. ويكون هذا الانعزال مصحوب بشعور بالاستعلاء والعظمة وأن سبب المؤامرة هو منع هذا الدين أو الفكر أو الأمة أو القومية العظيمة من أن تأخذ مكانها طبيعي في العالم وهو القيادة والزعامة العالمية.
يمنح هذا الانغلاق والتقوقع على الجماعة والشعور بالعظمة، الفرصة لظهور أفكار أكثر تطرفا تنادي برد العدوان ورفع الظلم ومقاومة المعتدين المتخيلين واحباط المؤامرة، وهنا يفتح الباب على مصرعيه لجميع أنواع الارهاب الفكري واللفظي والبدني. فكل من يشير إليه قادة الجماعة المنغلقة بأنه شريك في المؤامرة حتى ولو بكلمة يفسرها قادة الطائفة بأنها تصب في صالح المؤامرة، يصبح هدفا لارهاب أعضاء الجماعة الدينية أو القومية.