الاحتفال بالذكرى المئوية لميلاد الدكتور عبد الحميد يونس رائد الادب الشعبى
قرن من الزمان على ميلاد رائد الأدب الشعبي.. عبد الحميد يونس
اليوبيل الذهبي لميلاد صاحب "الأسطورة والفن الشعبي"
د. عبد الحميد يونس:
قام بالدفاع عن الجذور القومية والإنسانية للمأثورات الشعبية
آمن بأن ثقافة الشعب هي التي يجب أن تسود
كان في حالة عراك شديد مع أعداء حرية الرأي
اقتنع بأن الأدب الشعبي تظهر فاعليته حين يقهر الشعب ويغلب على أمره
رأى أن الأدب والتراث الشعبي وسيلة هامة للدفاع عن الذات وعن الهوية القومية
كتب: ميرفت عياد
أقامت لجنة الفنون الشعبية والتراث الثقافي غير المادي، بالمجلس الأعلى للثقافة، احتفالية للدكتور "عبد الحميد يونس" رائد الأدب الشعبي، بمناسبة الذكرى المئوية لميلاده، وشارك فيها كل من د. "أحمد شمس الدين الحجاجي"، ود. "عبد الحميد حواس"، ود. "عبد المنعم تليمة"، ود. "محمد عناني"، د. "مصطفى جاد"، ود. "نبيلة إبراهيم"، وألقى كلمة الأسرة الدكتور "أحمد يونس".
معجم الفولكلور سجل غنى بالعادات والتقاليد
أكد جميع المتحدثين على أن الدكتور "عبد الحميد يونس" كان له العديد من الإنجازات أهمها إنشاءه مركز دراسات الفنون الشعبية، و"جمعية النور والأمل للكفيفات"، فقد كان له نشاط كبير في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة، فقد شاءت الأقدار أن يفقد بصره وهو لم يبلغ عامه السادس عشر بعد، نتيجة صدمة قوية في جبهته أثناء لعبة كرة القدم، ومنذ ذلك الحين فقدت عيناه النور، إلا أن عقله لم يفقد نور المعرفة والعلم والنبوغ، فالتحق بكلية الآداب، وعمل بالصحافة كاكتب ومترجم، وبعد حصوله على الدكتوراه، عمل كأستاذ للأدب الشعبي في الجامعة، ومن شدة اهتمامه بالفولكلور المصري والعربي، ألف موسوعة أدبية تقع تحت عنوان "معجم الفولكلور" الذي جمع فيها عددًا هائلاً من العادات والتقاليد والأمثال والأغاني الشعبية، كما أن له مؤلفات عديدة تبلغ حوالي 40 كتابًا، منها الكتاب الذي قام فيه بالدفاع فيه عن الجذور القومية والإنسانية للمأثورات الشعبية، ويقع تحت عنوان "دفاع عن الفولكلور"، هذا إلى جانب كتاب "حكايات من النوبة"، وكتاب "الأسطورة والفن الشعبي" وغيرهم، كما أنه استطاع أن يقتنص العديد من الجوائز والأوسمة، منها قبل أن يتوفى عام 1988، تاركًا خلفه ثراءً علميًا ومعرفيًا كبيرًا في مجال الأدب الشعبي.
تأسيس مركز الفنون الشعبية
كما أشادوا بموقف الدكتور "عبد الحميد يونس" وتحذيره من التعلق بأهداب السلطة، خاصة للباحثين في مجال الثقافة الشعبية، مؤمنًا بأن ثقافة الشعب هي التي يجب أن تسود، وأن الديمقراطية هي الطريق الحقيقي لبناء الأمة، ولهذا كان في حالة عراك شديد مع أعداء حرية الرأي والتعبير، كما كان من أصحاب الرسالات التي خاض من أجلها المعارك ليصل ما بين الفن والحياة، فاستطاع أن ينتزع من الفكر الأكاديمي اعترفًا رسميًا بأهمية الأدب الشعبي في الدراسات الجامعية، كما استطاع أن ينشئ قسمًا للأدب الشعبي في كلية الآداب، وهو أول أستاذ لمادة الأدب الشعبي، كما أنشأ مركزًا للفنون الشعبية، وهذا من شدة إيمانه بالفولكلور المصري، الذي يتميز بالتطور، طبقًا لتعديل العادات والتقاليد في المجتمع، والسير الشعبية، وما تتضمنه من شخصيات ومعانٍ وقيم أخلاقية تضفي على تلك السير عمقها الفني والشعبي على حد سواء، مثل سيرة أبي زيد الهلالي، وعنترة بن شداد.
الأدب الشعبي موازٍ للأدب الرسمي
مؤكدين على أنه لا يوجد باحث منصف في مجال الأدب الشعبي والدراسات الشعبية، يمكن أن ينكر الدور الرائد الذي اقتحم به الدكتور "عبد الحميد يونس" هذا الميدان، حيث كان يرى أن الأدب والتراث الشعبي وسيلة هامة للدفاع عن الذات وعن الهوية القومية، كما أنه تيار مستمر لا ينقطع على مدى العصور، وإن كان يتلون ويتغير باختلاف المكان والزمان، فالأدب الشعبي هو ذلك الخط الموازي للأدب الرسمي، الذي تظهر فاعليته حين يقهر الشعب ويغلب على أمره وحين يعجز الأدب الرسمي الموالي للسلطة -في أغلب الأحيان- عن التعبير عن الوجدان القومي، فلا يجد الشعب مهربًا من هذا لتحقيق ذاته والسخرية من أوضاعه القائمة، غير الأدب الشعبي الغني بالرموز والإيماءات والإشارات، التي تكون في غاية الثراء والعراقة، والتي تهدف إلى تمجيد القيم الإنسانية والوطنية، والحفاظ على الذات القومية العامة.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :