الأقباط متحدون - من الكتاتني إلى عبد العال .. ياقلب فلتحزن !!
  • ١٧:١٦
  • الأحد , ٤ ديسمبر ٢٠١٦
English version

من الكتاتني إلى عبد العال .. ياقلب فلتحزن !!

مدحت بشاي

بشائيات

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الأحد ٤ ديسمبر ٢٠١٦

مدحت بشاي
مدحت بشاي
كتب : مدحت بشاي
medhatbeshay9@gmail.com
رغم بشاعات زمن حكم الإخوان ، و غباوات رموز حكمها ، إلا أن ماحدث من مساخر في عهدهم لم تسفر عن تشريعات ضد أحكام الدستور أو كانت تسفر فعاليات وأنشطة المجلس عن إصدار قوانين لها البعد التمييزي والفوقي المتعالى عن شرف مجالسة الناس كما حدث في برلمان ما بعد ثورة إسقاط حكم المرشد ، وإصدار دستور 2015  الذي وافق عليه الشعب بأغلبية رائعة  ليهان تحت قبة البرلمان !!!  
 
لقد كانت مجرد تصرفات جماعة من الحمقى يجهلون أمر ممارسة العمل السياسى والحزبي والبرلماني، كأن يقوم  النائب السلفى ممدوح إسماعيل برفع أذان العصر أثناء انعقاد الجلسة ، وخروج الدكتور محمد سعد الكتاتنى رئيس البرلمان عن الجلسة بقوله: "لست أكثر إسلاما منا"، الأمر الذى تسبب فى ردود أفعال محلية ودولية واسعة عن أداء نواب الثورة.فى حين تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعى "الفيس بوك" و"تويتر" بالسخرية والاستهجان، طلبا تقدم به النائب الوفدى أحمد عطا الله بتعويض شهداء الثورة بـ100 ناقة لأسرة كل منهم، على اعتبار أنها دية القتيل تطبيقا للشريعة الإسلامية بدلا من دفع 100 ألف جنيه، بحجة أنه لا يصح شراء روح إنسان برىء بالمال.من ناحية أخرى حصدت إحدى الماركات العالمية للحلوى شهرة واسعة بعد أن أشار إليها رئيس البرلمان محمد سعد الكتاتنى فى إحدى جلساته، حيث أهدى واحدة منها للنائب سيف رشاد من أجل استرجاع صوته الذى بُح من كثرة نداء الأخير عليه للسماح له ، لقد كان الأداء البرلمانى متسما بالحماقة والجهل بشكل عام ، لأنه جمع عددا كبيرا من النواب حديثى العهد بالعملية السياسية..
 
تذكرت تلك الأحداث ، ونحن نتابع مؤخراً جلسات برلمان ثورة 30 يونيو التي ثار فيها شعبنا العظيم على حكم فاشي ديني لجماعة إرهابية ، فقد حدث تحت القبة أن رفضت اللجنة التشريعية خلال اجتماعها الأخير، برئاسة المستشار بهاء أبو شقة مشروعى قانونين مقدمين من النائبين أحمد سعيد ونادية هنرى، بإلغاء عقوبة الحبس فى جرائم النشر الخاصة بخدش الحياء، وجاء التصويت برفض 21، وموافقة ستة أعضاء !! 
 
ورغم بشاعة وكارثية دلالة الحدث وتبعاته ، أرى أن الحدث نتيجة طبيعية لمشوار بعد إسقاط " حكم المرشد " بدأ باستدعاء قيادات الأحزاب الدينية للمشاركة في وضع خارطة الطريق !!! ...أيضا الأمر يأتي في سياق طبيعي لبرلمان تم السماح تحت قبته بمطالبة أحد نوابه بختان الإناث ، وإهانة رجال ونساء مصر بإدعاء تدين مزيف .. ويأتي الأمر أيضا طبيعيا حدوثه تحت قبة برلمان أعلن عدد من نوابه عدم احترام الدستور عبر إهانة ثورة يناير التي أكد دستورنا على احترامها كثورة مجيدة قدمت الشهداء وأنهت عصراً لحكم رفض استمراره الشعب ،فكان طبيعيا الموافقة على قانون يخالف بنود الدستور التي أكدت على حرية التعبير والنشر !!
 
لقد تساءل النائب أحمد سعيد ، ما هو خدش الحياء؟، هو نجيب محفوظ كان بيخدش الحياء فى السكرية وقصر الشوق؟، فرد النائب أبو المعاطى مصطفى: هل يعنى الإبداع أننى أقوم بتصوير حالة جماع كامل على الشاشة، وقاطعه أحمد سعيد قائلا: يعنى روايات قصر الشوق والسكرية لنجيب محفوظ خدش حياء؟، فرد أبو المعاطى مصطفى، أيوه السكرية وقصر الشوق فيهم خدش حياء ونجيب محفوط يستحق العقاب بس محدش وقتها حرك الدعوى الجنائية، وردت نادية هنرى قائلة: يا نهار أسود !!.. 
 
نعم يوم برلماني شديد القتامة أن يتهم برلماني حاصل على الدكتوراة في القانون الكاتب العالمي الراحل الذي نحتفل بعد أيام بعيد ميلاده ال 95 بأن أعماله خادشة للحياء !!!
تعالوا يا أهلي وناسي ويا كل المصريين ــ ووفق رؤية أبو المعاطي ــ نحطم كل منجزات الحضارة المصرية القديمة .. وأظننا في الطريق للمناداة بهدم دور السينما والمسارح والأوبرا ومعارض الفنون التشكيلية ومباني التليفزيون والانتاج الإعلامي ودور الصحف المصرية فجميعها تعرض وتنتج أعمالاً خادشة للحياء بتوقيع برلماني مؤسف لنعود إلى كهوف أزمنة التراجع الحضاري ..