الأقباط متحدون - رفع الجمارك بجنون وإلغائها بالجنون نفسه
  • ١٤:٤٠
  • الاثنين , ٥ ديسمبر ٢٠١٦
English version

رفع الجمارك بجنون وإلغائها بالجنون نفسه

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الاثنين ٥ ديسمبر ٢٠١٦

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

د. مينا ملاك عازر
لعل عنوان هذا المقال يعبر عن ذلك الجنون الذي انتاب الاقتصاديين الحكوميين في مصر حينما عوموا الجنيه، وأشبعوا رغبتهم الضعيفة في رؤيته عائم على وجه الماء تتقاذفه الأمواج دون ضابط ولا رابط، ولا معه سترة نجاة وهم أنفسهم عاجزين عن إنقاذه، هذا ما بدى واضحاً إذ بدى أيضاً أن لا أحد منهم يجيد العوم ليمد له يد النجاة، فتارة يلغون الجمارك فيكتشفون أنهم أخطأوا، فيجلسون مع المُضارين بعد أن يدعوا أن المستفيد هو الغلبان،

ونبحث عن مين دهه المستورد اللي اسمه الغلبان إللي لغوا له الجمارك لكي يستفيد بإلغائها؟ ويدخل بضاعته فيكتسح السوق، ويزداد شغفنا بمعرفة المستورد المسمى الغلبان الذي جعل الحكومة تلغي الجمارك يومين على ما يعدي بضاعته وتفكر ترجعها تاني بعد ما فهموها خطأها فلا نجده، ولا أظننا سنجده، فلعله اسمه كودي أو سين ما بينهم أو لعلهم صادقين على غير العادة حين كانوا يقصدون بقولهم الغلبان يقصدون به الغلبان من الشعب المصري، لكن هذا الغلبان الذين قصدوه من الشعب تضرر أيضاً برفع الجمارك التي سنوها بل بمضاعفتها ومضاعفة الجمارك على السلع المسماه استفزازية، أمر يدعونا للسؤال، هذه السلع تستفز مين؟ من منا رأى المكسرات تطلع لسانها لأحد أو الثلاجة تكيد أحد أو أن فرشاة السنان تغيظ أحد، السلع التي سميت بالسلع الاستفزازية كثيرة وليست قليلة، القائمة طويلة وروحنا قصيرة، وبالنا قصر أكثر على هذه الحكومة المرتجلة الفاشلة المدعية العلم والمعرفة التي تخجلنا في كل مرة تتصرف، ولا ألوم على الحكومة فحسب بل على ذلك الجهاز الذي اختارها وتركنا ألعوبة في أيديها،

هل استعدت الحكومة قبل ما تضاعف الجمارك بذلك الجنون؟ هل أمنت الأسواق أمام أن يرفع المصنع المصري من سعر سلعته الرديئة في الغالب؟ ودعك من الفخر بكونه صنع في مصر ليهتبل الفرصة برفع السعر لمنافسة المستورد الذي هو بالتأكيد أفضل منه بمراحل لكي يكسب هو مكاسب هائلة لا يستحقها ولا تستحقها رداءة ما ينتجه في ظل غياب الرقابة على جودة ما يصنعه ولا الأسواق التي بيع فيها بسبب تراخي وترهل جهاز حكومي رأسه منشغل باتخاذ قرارات ليس لها علاقة بأرض الواقع، في الماضي كنا نتهم بأن أيدينا ليس في النار مثلهم، ولسنا نفهم الواقع، وأن أيدينا في الماء البارد، وكان يقال لنا إن إللي على البر عوام، لكن اكتشفنا الآن بما لا يدع مجال للشك إن إللي في البحر مبلول ومحتاج إللي ينشفه وينقذه،
 

ولعل الحل الوحيد الآن مع ارتجالية وتضارب وتخبط الحكومة المبلولة أن تمد أيديها لنا لنذهب للبر الذي تتحدث عنه، وتجلس تنشف نفسها، وتترك للآخرين المسألة لعلهم ينقذوا ما أهدروه، ويفلحوا في تعويم الجنيه،تعويم حقيقي بما يعني إنقاذه من الغرق والضياع والابتلال بعد الابتلاء بهذه الحكومة المرتجلة المتخبطة الواهنة الفاشلة.

المختصر المفيد ارحلوا.