الأقباط متحدون | هل المرأة العربية تختلف عن المرأة الغربية؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٥:١٦ | الأحد ١٦ يناير ٢٠١١ | ٨ طوبة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٧٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

هل المرأة العربية تختلف عن المرأة الغربية؟

الأحد ١٦ يناير ٢٠١١ - ١٩: ٠٣ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: سحر حمزة
بالطبع هناك اختلاف بين قيم المرأة في الغرب والمرأة في وطننا العربي الكبير، سواء كانت مسلمة أو مسيحية . المرأة في المحصلة، أنثى خُلقت مثل الرجل لأهداف عدة، وهي صاحبة رسالة تقوم بأعظم الوظائف الإنسانية؛ فهي الأساس في تربية الأجيال القادمة، ووظائف التكوين للمجتمع، ونواته الصغيرة في إنشاء أسرة متكاملة معدَّة لحمل مسئولية المجتمع برمته. أعظم القادة قدموا للحياة من رحم امرأة ذات أرض خصبة للإنبات، وهي المهد الذي يحتضن هؤلاء- أقصد الرجال- كل أنواع الرجال.

الخلافة، والبناء، والعلم والمعرفة، وكل أنواع الحياة، تأتي جميعها من المرأة الأساس. وفي البيئة التي تحتضن المرأة، نرى انعكاساتها بصورة جميلة، أو العكس بكل أشكال القبح، نتيجة ما تنشأ عليه المرأة، سواء على القيم الدينية والالتزام بما أمرها الله به، والسلوك الإجتماعي الذي يعكس الخلق العظيم لهذه العظيمة التي تنجب الرجال- كل الرجال بأنواعهم- فحين يُقال "فتش عن المرأة"، فإني أجزم بأن كل شيء جميل في الحياة وراءه امرأة، وكل شيء قبيح وراءه امرأة! وإن وجدت رجلاً سيئًا، فهو بلا شك وُلد من رحم سيء، بمكنوناته وأفكاره وهواجسه، وبكل ما ينعكس من سلوكه، فتجده سطحيًا لا يعرف اين يمضي وما هو هدفه؟ 

هناك صور "المرأة العربية" تطالعنا في عصرنا الحاضر.. صور فظيعة لا تمت بصلة للمرأة العربية في العصور الماضية! لقد تفوَّقت على المرأة الأجنبية أو الغربية في شكلها وتصرفاتها وسلوكها، وفي طريقة تربيتها لأبنائها، ومعاشرتها لزوجها، وفي علاقاتها المجتمعية، وخلقها، وفي أشكال عدة يلحظها الكثيرون والكثيرات عبر ما يعلن عنه في وسائل الإعلام المختلفة، التي قلما تُعرض حاليًا. وصورة المرأة العربية في الإعلام العصري مشوَّهة للمرأة التي تربت على خلق الإسلام، وعلى القيم والعادات العربية الأصيلة.. صورة القبح في ثوب جميل، مثل كائن قادم من الفضاء في صورة إنسان! ومحال أن تكون المرأة التي نراها في الإعلام حاليًا كنساء كُثر كن مثالاً للمرأة التي يفخر بها العالم؛ لأنها عربية الأصل والمنبت. كثيرات هن العربيات اللائي تحدث عنهن التاريخ العربي الإسلامي، وكثيرة هي القصص التي وردت فيها المرأة كي تكون أمًا صالحًا.. فتاة خلوقة تحمل القيم الإسلامية والعادات العربية الأصيلة، والخلق العظيم في سلوكياتها. فأم المؤمنين "عائشة" و"أسماء بنت أبي بكر" و"خولة بنت الأزور" و"زنوبيا"، وكثيرات كثيرات لا يُحصرن في مقال.. فلماذا اختلفت الصورة الآن؟ هل هي الثقافات المتداخلة، والعولمة، وانخفاض قيمة المرأة، ماذا إذًا؟ 

لو نظرنا إلى المرأة الغربية؛ تبيح المحرَّم، وتسوق نفسها من خلال مقوماتها كإمرأة "بتمثال جسدها" دون روح أو قيم وشعور بالحياء، وغدت أداة فساد، ووسيلة لتنحية الرؤوس والذلة، وأصبحت المرأة سلعة، ودمية للهو، وأداة فقط لتحقيق ما يفسد الأرض ويسقط كل القيم- بحجج الحفاظ على الجمال- المتعة المؤقتة- والتداول في بورصات خاسرة دائمًا وأبدًا!

من هنا أنادي أهل الفكر والثقافة والعلم، أن تشن حملة على تسويق المرأة بمفاتنها وبمعالم جسدها الجاذبة التي خُلقت لمتعة رجل واحد، لمتعة زوجها المحلَّل وليس عيون الرجال من كل حدب وصوب.. المرأة صورة خلقها الله سبحانه لتكون الأساس في صلاح المجتمع كلـّه، والأم المربية المعلمة، والتي تعطي الآمان والدفء الإنساني لأسرتها ولأبنائها قادة المستقبل، وإن كان عليها أن تتحمل المسئولية حتى تجاه الرجل وإن كان فاسدًا، وإن كان صاحب سطوة وسلطة ذكورية مُنحت له بصفته القائد ورب الأسرة والمعيل، مع أن هذه الأمور غدت في مجتمعنا من مهمات المرأة؛ إلا أن المرأة مطالبة كي تصحو، والأم مطالبة أن ترعى أبناءها وتنبههم بمحاذير المخاطرة والتقليد الأعمى للغرب، وخاصة الفتيات اللواتي في الجامعات والمدارس، وأهم من ذلك البيت ومحيط الأسرة، وكي لا تقارن المرأة العربية بالغربية؛ على الجميع مسئولية رعاية المرأة: طفلة.. فتاة يافعة.. امرأة متزوجة، أو حتى عجوز هرمة. فهي التي ولدت في صباها، وبنت وعمَّرت، ولكنها مُهملة، وكثيرات يذرفن الدموع بحسرة على ماضيهن العريق الذي غاب عنها وجه الزمان، لتحط مكانها امرأة عربية بصورة أجنبية غربية دمية فارغة، مجرد أداة لهو لمتعة قصيرة. والمرأة التي قال عنها "نابليون" بأنهـا  تهز العالم بيسارها، إذ تهز السرير بيمينها، وهذا القول لا يحتاج إلى تفسير. 

وحين قال الشاعر: الأم مدرسة إذا أعددتها.. أعدت شعبًا طيب الأعراق، كان يقصد كل كلمة فيه.. المرأة تحتاج لرعاية خاصة، وعناية من نوع متميز؛ كي لا تنتهي صلاحيتها عند الإنجاب فقط، أو عند الكبر، لتُبدَّل بغيرها، أو عند الهرم لتصبح تحفة أو شيئًا من الماضي. المرأة التي كرَّمها الإسلام، هي المرأة التي تبني الأجيال وتُعد الرجال. والمرأة المقلِّدة للحياة الغربية، لا يجب أن تبقى هكذا. يجب أن توجَّه وتعلَّم وتعزَّز وتكرَّم لتعرف قيمتها الجوهرية في إعداد القيادة، وليس فقط أن تكون صورة مشوَّهة تتنهي مع تقادم الزمن. وإن كانت المرأة العربية الآن تائهة، وتـُظلم دائمًا، وتبكي كثيرًا، فإنما هو بفعل يدها، وبفعل تقليدها الأعمى لقشور تافهة. والاختلاف بين العربية والغربية يحتاج لملفات وجلسات تبحث في جوانب عدة، والبقية تأتي إن شاء الله.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :