- الإعدام للكموني حكم ذو دلالات خاصة جدًا
- يونيو 2000
- د. "عوض شفيق": حكم المحكمة في قضية شهداء نجع حمادي "رادع" وأتوقع ذات الحكم لباقي المتهمين جلسة 20 فبراير
- مظاهرة حاشدة بـ"بريطانيا" أمام رئاسة الوزراء تطالب الحكومة البريطانية بالضغط علي "مصر" لحماية الأقباط
- الأنبا "كيرلس" يرحِّب بحكم المحكمة في قضية شهداء "نجع حمادي" لتهدئة الأجواء الملتهبة
بالأسواق: الثورة بتاعة زمان بالخلطة التونسية
بقلم: جوزيف شفيق
المقادير
½ كيلو حمص
ثار الشعب التونسي على البطالة لأن الشاب "بوعزيزي" أحرق نفسه، لأنه بعد أن أمضى سنوات عمره في التعليم لم يجد حياة كريمة تنتظره.. هذه بكل بساطة وبدون تعقيد كانت البداية.
ثم تبلورت المطالب إلى مطالب بالحرية والحقوق الدستورية، والقضاء على الفساد، وبمساعدة الدهاه الناظرين إلى السلطة تمت بلورتها مرة أخرى، وشخصنة الاستبداد في "بن علي"، والفساد في أسرته، و في زوجته، وكأن الاستبداد والفساد تجسد في هؤلاء وهؤلاء فقط، وبمجرد طردهم ستصبح تونس باريس الشرق، ولا أستبعد أن تتم بلوره ثالثة ورابعة حسب ما يرغب أعلى الأصوات بين الثائرين.
معلقتين زيت زيتون
"الثورات يدبًرها الدهاه، وينفذها الشجعان، ثم يكسبها الجبناء" هكذا قال "نجيب محفوظ"، وفي التجربة التونسية لا أعرف الدهاه، ولكن أعدكم أنهم سيظهرون في كتابات ما بعد الثورة، بعد أن يقتلهم أول من يتولى السلطة، ولكن أعرف أن الشجعان هم الشعب الذي ضحى بأبنائه، وهم الموجودون في الصورة الآن، ولكن بعد قليل ستتغير الصورة ويملأها الجبناء الذين لم يستشهد منهم أحد في الثورة، فمن هم الجبناء في تونس؟
خبز بايت
لا تفرحوا بالثورات الشعبية، فهي التى أتت بالإسلاميين في إيران، ودخلت بإيران النفق المظلم بعدما كانت تحت فساد الشاه فى اقتصاد أفضل، ومستوى من الحرية أعلى كثيرًا مما هي عليه، وثقوا تمامًا أنه من يجلس على الكرسي حتى ولو أتى على أكتاف الشعب بثورة حرة مباركة ميمونة، فلن يسمح للشعب أن يثور عليه.
ففى عام 1979 وصل الإمام "الخوميني" للسلطة بعد ثورة شعب إيران على الشاه، وفي عام 2009 ثار الشعب بعد تزوير نتائج الانتخابات لصالح "أحمدي نجادي" ضد "موسوي"، ولكن قمع الفقيه الشعب وثورته.
2 ملعقة كبيرة هريسة
كل ما يحدث فوضى ولا يمكن أن يكون إلا فوضى، فالثورات في العالم العربي والإسلامي لن تُصلح المجتمعات، لأن المشكلة ليست فى الحاكم.. المشكله في العقول.. فهذا يشابه الاعتقاد بأن نزاهة وشفافية صندوق الاقتراع تعنى الديمقراطية، وأن حكم الأغلبية يعني الديمقراطية، وفي هذا مغالطة، فالديمقراطية لا تعني أبدًا أن 51% من الناخبين يمكن أن يهمشوا ويتغلبوا ويفتكوا بـ 49 % منهم، وليس هذا ما يحدث في الانتخابات الأمريكية أو البريطانية، أو أي انتخابات يطمئن الشعب كله أنها حرة، وتعبر عنه.
الديمقراطية هي أن يكون الشعب كله، بكل طوائفه ممثلاً تمثيلاً حقيقيًا في الحكم.
نصف ليمونة
أنا لا أدعو إلى الخنوع والاستسلام والانهزامية، ولا أدعو أيضًا للتحلي بالحكمة القبطية والتفنن في كلمات التعزية والرثاء، ولكن أدعو إلى أن نقوم بثورتنا وأعيننا على أهداف، أن نقوم بثورتنا ونحن ندرك النهاية، ولا يمكن لأحد أن يتلاعب بنا فى الطريق.. أنا أدعو إلى أن لا نحمل المستبد على أكتافنا للسلطة.. أنا فقط قد كفرت بثورات العميان.. أنا كفرت بأنصاف المثقفين الليبراليين، الذين يُمجدون الثورة، وهم يراهنون أنفسهم بأن الشعب الثائر سيكون فرنسيًا أو أمريكيًا، أو أن لديهم تأكيدات إلهية من آلهة الإغريق بأن حاكمنا بعد الثوره سيكون ليبراليًا.. ديمقراطيًا.. مؤمنًا بتعدد الأحزاب.. مشروعه قائم على حقوق الإنسان، وسيكتفي بفترتين في السلطة ويكون أول رئيس سابق.
طماطم وفلفل أخضر
في 1979 كانت الثورة الشعبية الإيرانية التي أتت بحكم إسلامي، وفي عام 1981 تم قتل السادات ومحاولة انقلاب الإسلاميين على السلطة، وكانوا قد استولوا على أسيوط والمنيا، وعلى بعد 100 مترًا من ماسبيرو لإلقاء البيان الأول للثورة الإسلامية المصرية، وفي 2011 كانت الثورة الشعبية التونسية، فمن سيكون على بعد 100 مترًا من ماسبيرو؟؟
في يونيو 1981 كان حادث الزاوية الحمراء الطائفي، الذي استهدف أقباط مصر، وفي يناير 2011، كان حادث كنيسة القديسين الذي استهدف أقباط مصر، سبقه في التاريخين المظاهرات العمالية.
بقى شئ واحد خرج عن الإطار..
في 1979 استضاف الرئيس السادات الشاه "رضا بهلوي" بعد الثورة الإيرانية، وفي عام 2011 لم يستضف الرئيس "مبارك" الرئيس التونسي "بن علي" ربما تشاؤمًا من هذه التواريخ!!
ولكن هل تبقى النهاية واحدة؟
ففي عام 1981 اغتيل السادات على أيدي الإسلاميين الملهمين بالتجربة الإيرانية، وفي عام 2011 كانت الثوره التونسية التي لا نعرف بمن تأتي إلى السلطة حتى الآن وفي.... سيحدث في مصر أو لن يحدث.. ربما تكون خزعبلات، ولكن ما هو ليس خزعبلات أن 2011 ستشهد غلاءً فاحشًا في أسعار الغذاء!!
تونة وملعقة كبيرة كمون
يقول "محمد نجيب" في مذكراته "كنت رئيسًا لمصر" عن الثورة المصرية التي حظت بدعم شعبي واسع وعشاقها كثيرون حتى الآن:
"السلطة العسكرية أو الديكتاتورية العسكرية لا تطيق تنظيمًا آخرًا، ولا كلمة واحدة ولا نفسًا ولا حركة ولا تتسع الأرض لها ولا أحد غيرها".
"ساعتها أدركت ماذا فعلت حركة يوليو في مصر، كيف أزالت الاحترام بدلاً من الفوارق بين الطبقات.. كيف أطاحت بالكرامة في الوقت الذي كانت تقول فيه ارفع رأسك يا أخي".
"وعرفت ساعتها كم كانت جريمة الثورة في حق الإنسان المصري بشعة، وعرفت ساعتها أي مستنقع ألقينا فيه الشعب المصري.. فقد حريته.. فقد كرامته.. فقد أرضه.. وتضاعفت متاعبه.. المجاري طفحت.. المياه شحت.. الأزمات اشتعلت.. الأخلاق انعدمت.. والإنسان ضاع".
يقول فرج فوده فى كتابه "قبل السقوط" تحت عنوان "مصرية.. مصرية" عن ثورة الشعب الإيراني:
"وكان التركيز في الشارع السياسي على صغار السن، الذين لا يرون في المستقبل القريب أملاً أو أمانًا. ويستوي لديهم كل شئ. ويستهويهم أن يدفعوا المجتمع بأكمله إلى الانتحار الجماعي. وهكذا تكامل مربع الرعب الإيراني، إمام ساعٍ إلى الزعامة، وأئمة مُسيسون على المنابر، وشارع مطحون بالمشكلات، ومغامرون صغار فقدوا الأمل في مستقبلهم، فاستهوتهم المخاطرة بمستقبل الوطن. وعندما تكامل المربع انهار كل شئ ولم يُغن المثقفون عن أنفسهم شيئًا. ولم يدفعوا عن وطنهم ذلك الفزع. لأنهم كانوا قد انهزموا منذ زمن طويل، حين فضلوا الصمت على الكلام والتقوقع في الداخل عن المواجهة".
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :