الأقباط متحدون | لو لم اكن مصريا لتمنيت ان اكون تونسيا او جزائريا
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:٥٥ | الاثنين ١٧ يناير ٢٠١١ | ٩ طوبة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٧٩ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

لو لم اكن مصريا لتمنيت ان اكون تونسيا او جزائريا

الاثنين ١٧ يناير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: مجدي جورج
عفوا فبرغم ان العنوان السابق ليس من بنات افكارى ولكنه مداخلة لمشاهد مصرى شارك بها فى تلفزيون  بى بى سى الا فكرة الكتابة عن الاوضاع فى الجزائر وتونس تراودنى منذ فترة ولم يؤخرنى عنها الا همومى كقبطى وتلاحق الاحداث الجسام التى وقعت اخيرا فى مصر  بدء من مذبحة الاسكندرية وحتى الحادث الارهابى  الاخير فى سمالوط .

فحركةالاحتجاجات التى قام بها الشباب فى تونس والجزائر بقدر ما اسعدتنى ايما سعادة  بقدر ما اصابتنى بالهم والغم على اوضاع الشباب المصرى خصوصا والشعب فى مصر بصفة عامة .

فلقد  تظاهر الشباب فى الجزائر وخرج عن بكرة ابيه فى معظم مدن الجزائر لان الاسعار ارتفعت الى حوالى  ثلاثين بالمائة فرفض الشباب والشعب الجزائرى هذا الارتفاع وخرجوا محتجين على هذه الزيادات وهذا يبين ان الشعب هناك واعى وغير مغيب .

فى تونس الوضع غير بعيد عن ذلك فالشباب العاطل الذى لم يجد وسيلة ما للتعبير بها عن رفضه لهذه الاوضاع لم يجد وسيلة ما ليعبر بها عن معاناته بعد ان اغلقت فى وجه معظم طرق التعبير عن المعاناة . اقول لم  يجد احد هؤلاء الشباب وسيلة الا الانتحار (مع رفضنا الكامل لفكرة الانتحار ) وتبعه شباب اخرين وهكذا بدأت شرارة الاحتجاجات التى بدأت والتى نتمنى ان تنتهى على كل الخير بالتغيير الايجابى لصالح الشعب التونسى كله.
اذا قارنا ما سبق بالاوضاع لدينا فى مصر التى تصيب بالهم والغم فالشعب عندنا لا يخرج  متظاهرا الا احتجاجا  على قضايا دينية واحيانا يتظاهر بسبب اشاعات كاذبة فقد شاهدنا مظاهرات اسبوعية فى بعض المساجد امتدت لاربع عشر اسبوع فى الاسكندرية والقاهرة من اجل قضايا دينية وسمعنا عن قرى خرجت باكملها لانها سمعت ان بعض المسيحيين هنا او هناك سيقيمون كنيسة وسمعنا عن قرية بمحافظة سوهاج خرجت كلها  طاردة بعض البهائيين بتحريض من صحفى عضو نقابة الصحفيين .

وسمعنا عن قرى الكشح وماجاورها  خرج معظم اهلها من المسلمين لقتل المسيحيين هناك وحرق بيوتهم واملاكهم والسبب كله اختلاف العقيدة .
اقول ان الاسعار قى مصر ارتفعت ليس 30% فقط بل ارتفعت فى بعض الاحيان حتى 300% واقول ان البطالة فى تونس مهما ارتفعت فانها لن تصل ابدا لحجم البطالة فى مصر .مصر التى تعانى من بطالة صريحة فالملايين لا تجد فرص عمل , وتعانى ايضا من بطالة مقنعة فهناك الاف الموظفين الذين يوزعون على الدوائر والجهات الحكومية ولا يجدون ما يفعلونه بل لا يجدون حتى الكرسى والمكتب الذى يجلسون عليه , وهناك بطالة موسمية تصيب غالبا عمال الريف وفلاحيه الذين يعملون مواسم ويجلسون فى بيوتهم مواسم اخرى . كل هذه الانواع من البطالة مع كثرتها وتضخم نسبتها وكل هذه الارتفاعات فى الاسعار وموت البعض فى طوابير الخبز او فى صراعهم على شرية ماء او على انبوبة غاز لم تجعل الشعب المصرى يثور ولو مرة واحدة ضد حكامة وضد هذه الاوضاع المزرية وهذا نجاح عظيم للنظام الذى جعل الشعب حتى عندما يغضب فانه يستطيع ان ينفث عن غضبه فى الفئة الاضعف وهى الاقباط.
نعم حدثت هناك بعض الاحتجاجات الجزئية والتى كانت غالبا فئوية كاحتجاجات عمال الغزل فى المحلة واحتجاجات عمال الضرائب العقارية وغيرها و سبق وان القى شاب مصرى بنفسه فى النيل لانه تخرج من احدى كليات الحقوق  بتفوق ولكن تم تجاوزه لصالح اخرين للتعيين فى احدى الوظائف الهامة ولكن كل هذه الاشياء لم يتم البنيان عليها .

فى الجزائر ونتيجة الاحتجاجات تراجع النظام عن خططه لزيادة الاسعار وفى تونس اقال الرئيس وزير داخليته وبعدها اقال كل الحكومة ولكن فى مصر لم يتراجع النظام ابدا وكلما زادت الانتقادات لوزير كلما ازداد تمسك النظام به ولو حدث فى اى بلد فى العالم ماحدث فى كنيسة الاسكندرية او حادثة قطار سمالوط لاقيلت الوزارة كلها وليس الوزير فقط بينما فى مصر لم يسئل فى هذه الجرائم ولا حتى ضابط شرطة صغير بل الاكثر من ذلك لم نسمع ان هناك جندى حراسة واحد تمت محاكمته لتركه مكان خدمته سواء فى جريمة الاسكندرية او نجع حمادى او غيرها .
مات الف مصرى فى عبارة الموت لم نسمع عن مسئول واحد تم عقابه .ورفعوا اسعار الخبز واسعار الحديد والاسمنت عشرات الاضعاف ونحن مستكينين هادئين متصورين ان  هذا سيجعل النظام يغير سلوكايته او يكافئنا على هدوئنا واستكانتنا ولكن  النظام  للاسف كلما راى  هذه الاستكانة كلما زاده  ذلك غيا وتكبرا .
تحية تقدير منى الى الشعب التونسى والشعب الجزائرى الذى خرج يدافع عن حقوقه والف حسرة على الشعب المصرى الغارق فى التدين الزائف الذى لا نعرف الى اين سيقودنا .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :