''فرح بدون عرسان''.. حكاية 8 بنات في الحديقة الدولية
منوعات | مصراوي
الجمعة ٩ ديسمبر ٢٠١٦
ثمانية فتيات وقفن السبت الماضي أمام بوابة حديقة الأزهر ينتظرن دلوف المكان. "هو فين العرسان؟.." سؤال وجهه أحد حراس الحديقة للفتيات، اللاتي ارتدين فساتين زفاف. ليكون الرد: "مفيش عرسان إحنا جايين نتصور ونتبسط ونروّح".
كانت شروق شريف تتمنى دائما أن تتزوج مع صديقاتها في نفس اليوم، إلا أن ذلك بدا مستحيلا "عشان كدة قولتلهم تعالو نحجز فساتين ونتصور بيها". بعض صديقات شروق لم يوافقن "قالوا الفكرة مجنونة". إلا أن أخريات تشجعن على التدبير لليوم ليخرج بشكل مناسب.
على أحد صفحات فيسبوك بحثت شروق عن أسعار جيدة للفساتين، سألت أكثر من مختصة، حتى استطاعت التواصل مع صاحبة أتيليه، قبلت أن تُعطي لهن الفساتين بمقابل زهيد "أقل من 200 جنيه لكل واحدة". ذهبت الفتيات الثمانية لاختيار ما يناسبهن.
في اليوم الموعود اتجهت الفتيات إلى حديقة الأزهر، قبل أن يُصبح الأمر أكثر تعقيدا "كانوا عايزين فلوس كتير عشان ندخل جوّة"، تنقلت الفتيات بين 3 حدائق مختلفة حتى استطعن عبور بوابة الحديقة الدولية في النهائية.
بين الحديقة والأخرى اضطرت الفتيات للسير على أقدامهن، ليقابلن نظرات الاستغراب من البعض، أو الانبهار من آخرين "فيه واحدة جابت خطيبها جنبنا وقالتله عايزة أعمل زيهم"، حسبما تقول شيريهان شريف، إحدى المشاركات باليوم.
لم تُفكر الفتيات كثيرا قبل الإقدام على تلك الخطوة "احنا قررنا نقضي اليوم من غير قيود طالما مبنأذيش حد".. تقول شيريهان، فيما تُضيف شروق أن الفكرة أثارت استياء أهلها في البداية، لكنهم وافقوا بعد ذلك.
بأقل التكاليف حضّرت الصديقات أنفسهن لليوم، فتقول شروق: "فيه جزء مننا راحوا لميكب أرتيست ومخدتش فلوس كتير بس انا وشيريهان عملنا المكياج في البيت"، وساعد الفتاتين أن شيريهان تعمل بإحدى شركات مستحضرات التجميل "استخدمت ميكب من عندي في البيت عشان منتكلفش فلوس زياد"، فيما تطوع مُصور زميل للفتيات لتصويرهن.
توقعت شروق ردود الأفعال في الشارع، غير أنها لم تكن تعلم أن المواطنين سيقدمون "زفّة" مجانية لهن "الناس لما شافتنا في الشارع بقوا يصورونا بالموبايلات واللي ييجي يقولنا برافو عليكوا واللي يضرب كلاكسات"، إلا أن ذلك لم يمنع تعليقات سيئة سمعتها الفتيات.
داخل الحديقة الدولية التقطت الفتيات صور عديدة.. كان اللعب زادهن والغناء هو الرفيق "بعد ما فات وقت من اليوم اتعودنا على نظرات الناس وانطلقنا". دخول الحديقة كان صعبا "قولنا لهم على الباب للناس إننا أتيليه وهنتصور بس ونمشي"، إلا أن الخروج منها تمّ بسهولة "غيّرنا هدومنا ولبسنا لبسنا العادي وروحنا".
رواد فيسبوك تفاعلوا إيجابيا مع الصورة التي نشرتها الفتيات، غير أن البعض علق قائلا: "دة فراغ.. كنتوا اتبرعتوا بالفلوس دي للخير أحسن"، اتهام الفتيات بالتسطيح أصاب شروق بالاستياء "احنا كلنا بندرس وبنشتغل مننا اللي في طب وإعلام وتجارة.. الفرق بس إننا مش معقدين نفسنا بكلام الناس".
تُفكر شروق في تكرار التجربة مرة أخرى "فيه ناس كتير اتواصلوا معايا على فيسبوك وعايزين ينفذوها"، أما شيريهان فتتمنى تنفيذ أفكار أخرى جريئة بعيدا عن آراء المحيطين.