شابان يلقيان مصرعهما أثناء" التنقيب عن الآثار"
حوادث | الوفد
الجمعة ٩ ديسمبر ٢٠١٦
جلس محمد على المقهى كعادته كل مساء يقضى ساعات مع أصدقاء قبل أن يعود إلى منزله بعد منتصف الليل حتى يجد زوجته وأطفاله قد غرقوا فى نومهم حتى لا يطالبوه بمصاريف المنزل والمدارس والدروس الخصوصية، وفى تلك الليلة وأثناء تناوله الشاى والسيجارة فى يده تذكر أحمد أن سنوات عمره تعدت الـ 37 عاماً دون أن يحقق لنفسه شيئاً بعد أن عمل فى العديد من المهن لكنه لم يكمل فى أى منها بسبب عائدها الضعيف الذى لا يفى بمتطلبات الزوجة والأبناء، وأن سنوات عمره تمر ولابد من البحث عن وسيلة للثراء السريع لتوفير حياة رغدة لأبنائه تعوضهم عن سنوات الحرمان التى عاشوها.
وفجأة انتبه محمد إلى حديث أحد أصدقائه عن قريب له عثر على العديد من قطع الآثار وقام ببيعها بملايين الجنيهات وأصبح من الأثرياء
وسال لعاب محمد بعد أن تذكر العديد من أحاديث خاله والذى يقيم بوادى النطرون بالبحيرة عن وجود آثار داخل منزله يبحث عمن يستخرجها ويقوم بتقسيم الآثار التى يتم العثور عليها، ولم يضع محمد وقتاً للتفكير وأبلغ أصدقاءه يسرى وأمير وأيمن عما يدور بداخلة ووافقه الجميع وانصرفوا على أن يلتقوا باكراً للتوجه إلى وادى النطرون، وبعد ساعات التقى الأصدقاء فى موقف السيارات واستقلوا أول سيارة وبعد ساعتين كانوا فى منزل الخال الذى استقبلهم بالترحاب الشديد، مؤكداً لهم وجود «كنز» أسفل المنزل على عمق قريب من سطح الأرض واستعانوا بياسر أحد أبناء الدلنجات لمساعدتهم فى أعمال الحفر والتنقيب عن الآثار وبدأ الجميع العمل فى همة ونشاط وبعد ساعات طالبهم الخال بالتوقف عن العمل للراحة وتناول وجبة الغذاء وبعد تناول الشاى والحصول على قسط من الراحة واصل الجميع أعمال الحفر والتنقيب لساعات متواصلة حتى وصل عمق الحفر إلى 9 أمتار وحل التعب على الجميع، وطلب البعض أن يتجهوا إلى النوم على أن يواصلوا أعمال الحفر فى صباح اليوم التالى.
ورفض محمد الحصول على راحة معلناً أن الأمور قاربت على لنهاية ولم يتبق إلا القليل ويتم الوصول على «الكنز»، وأنه لن يهدأ له بال حتى الوصول إليه، مؤكداً لهم أنه بدلاً من الخلود إلى الراحة لابد من مواصلة أعمال الحفر وبالفعل نزل محمد وياسر إلى الحفر بعد أن تم ربطهم بالحبال وفور وصولهم إلى العمق فجأة انهارت الرمال فوقهما واختفت الحفرة فى لحظات بعد أن امتلأت بالرمال وحاول أفراد المجموعة إنقاذهما بشد الحبال حتى يتم استخراح محمد وياسر إلا أن الحبال انقطعت لتعلن دفنهما فى قاع الحفر.
تمكنت قوات الحماية المدنية من انتشال الجثتين ونقلهما إلى لمشرحة، بينما تم القبض على باقى المتهمين وأخطرت هيئة آثار البحيرة لاتخاذ شئونها.
لينتهى حلم الثراء السريع بكابوس الموت مات محمد ورفيقه مدفونين تحت التراب لم يحققا حلمهما فى العثور على الكنز ولسان حالهما يقول ما الذى دفعنا إلى هذا، هل هو الفقر حقاً أم الطمع تاركين خلفهما حفنة من الأطفال لا عائل لهم، ومصدر رزق فقد مات الأبوان ضحية لتحقيق حلم الثراء دون عناء أو تعب البحث عن الرزق!