"حادث الهرم".. مجند: استشهد صديق عمري.. وآخر: يا رتني موت معاهم.. ووالدة "عز": ابني مامتش
هشام عواض
الجمعة ٩ ديسمبر ٢٠١٦
كتب: هشام عواض
بين الحين والأخر يطل علينا الإرهاب القبيح بتنفيذ أعمال دموية يقع على أثرها العديد من الأرواح، تعددت العمليات الإرهابية وكان أخرها الحادث الذي وقع صباح اليوم، عندما استيقظ أهالي شارع الهرم بالجيزة، على دوي انفجار هائل، هز غالبية عقارات المنطقة، إثر زراعة مجهولين لعبوة ناسفة، تحتوي على قرابة 10 كيلوجرامات من مادة شديدة الانفجار. وأسفر الحادث عن استشهاد 6 من قوات الأمن وإصابة 3 مجندين آخرين، تطوى صفحات حياتهم، ويخلفون ورائهم المزيد من القصص والمشاهد المأساوية، وفي الأسطر التالية نبرز من بعضها.
تفاصيل الحادث
ذكرت وزارة الداخلية في بيان لها أنه انفجرت قنبلة في محيط منطقة مسجد السلام في شارع الهرم دائرة قسم شرطة الطالبية، قرب تمركزين أمنيين تابعين لقوات الأمن بالجيزة، وانتقلت قوات الأمن لمحل الواقعة". وأضافت الوزارة في بيانها، أنه تبين انفجار عبوة ناسفة قرب الخدمة الأمنية المشار إليها، ما أسفر عن استشهاد 6 من قوات الأمن، ضابطين وأمين شرطة، و3 مجندين وإصابة 3 مجندين آخرين.
وأكدت وزارة الداخلية، نقل الجثامين والمصابين للمستشفى، وفرض كردون أمني بمحل الواقعة، بينما تكثف الأجهزة الأمنية جهودها للوقوف على ملابسات الحادث، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
وكانت قد أعلنت حركة سواعد مصر مسؤليتها عن الحادث.
أسماء الشهداء
قال مصدر أمني، إن الشهداء هم، ملازم أول أحمد عزالدين حسين من قوة قسم شرطة العمرانية، وملازم شرف محمود نجيب محمد على الحارثي، والرقيب محمد محمود سعد الدين أبوبكر، والمجند رجب عاطف عبدالرازق، والمجند يوسف فرج عبدالعزيز، والمجند عمر مصطفى محمد، وجميعهم من قوات أمن الجيزة.
مجند باكيًا: يا رتني مت معاهم
قال المجند رجب، باكيًا "ذنبه أيه "أبو ملك"؟.. ده شاب ضهر أبوه وسند أمه.. صاحبي اللي بيهون عليا فترة جيشي وبقا أخويا اللي أمي مخلفتهوش.. ولا الظابط اللي بيعملنا زي أخواته الصغيرين.. ياريتني مت معاهم".. بهذه الكلمات أجهش المجند "رجب" بالبكاء وتمتم بأسماء زملاءه صارخًا "حرام.. ليه.. أشمعنى هما"، يقولها غير مصدق لما حدث لدفعته الذي كان يقف معه منذ ساعات قبل أن يخرج لاستلام خدمته في الكمين.
الشهيد عز قبل وفاته مباشرة لزميله : متسبنيش خليك معايا
نشر أحد الضباط محادثة على جروب للضباط اسمه قوتنا في صداقتنا ذكر خلالها آخر ما ردد الملازم أول أحمد عز شهيد انفجار الهرم الذى وقع صباح اليوم. وقال الرائد رامي حسين، أن آخر ما نطقه الشهيد هو الشهادتين كما طلب من الرائد رامي عدم تركه قائلًا متسينبش يا رامي خليك معايا كما طلب الرائد رامي حسين من أحد الضباط على الجروب بإبلاغ اهل الشهيد بأن آخر ما نطقه هو الشهادتين ليصبر قلوبهم قليلًا.
مجند: زمايلنا كلهم كانوا مرمين على الأرض
قال مجند إنه فوجئ بانفجار ضخم مكان تواجد القوات، مضيفا "الانفجار كان شديدا، وبعده الدنيا كلها قلبت عتمة". وتابع المجند "زمايلنا كلهم كانوا مرمين على الأرض، واللى زاد من المفاجأة إن القنبلة كانت على الشجرة".
الحزن يسود أهالي قرية الشهيد "الحارثي"
اتشحت قرية طحلة بمركز بنها بالسواد عقب استشهاد النقيب محمد نجيب محمد الحارثي ابن القرية، وسادت حالة الحزن على أهاليها، حزنًا على وفاة ابنهم في انفجار الهرم الإرهابى الذي وقع اليوم .واستعد أهالى القرية لاستقبال الجثمان لتوديعه إلى مثواه الأخير وقدموا العزاء لأسرة الفقيد.
مجند: كيف أعود لبلدتي وحيدًا بعد فقدان صديق عمري الذي أوصتني عليه أمه
كلما تذكر المجند وهو صديق أحد الشهداء، كلمات والدة صديقه حينما زارهم في بيتهم البسيط، تجهش عيناه بالبكاء، فقد أوصته في أخر إجازة مضت قائلة "يا ولدي خد بالك من أخوك.. انتوا الاتنين ملكومش غير بعض وربنا حامي الغلابة، كيف سيعود ويدخل بلدته وحيدًا دون صديق عمره، كيف ستقابل عيناه عين أم صديقه وقد خالف عهده لها بالعودة إلى بلدتهم وحيدًا، كيف تركه يموت بمفرده دون صديق يلقنه الشهادة، ويؤازره في زفرات الموت".
والدة الشهيد عز: ابني ماماتش
دخلت والدة الشهيد الملازم أحمد عز أحد ضحايا الحادث الغدر ، في نوبة بكاء شديدة، مرددة "ابنى ماماتش، ابني عايش، حسبي الله ونعم الوكيل".
شاهد عيان: الإسعاف جاءت بعد 15 دقيقة.. والكمين نصب ليلًا
قال أحد شهود العيان، بالقرب من موقع الانفجار الذي حدث صباح اليوم، بمنطقة الهرم ، أن عربات الاسعاف وصلت عقب الحادث بمدة لم تتجاوز 15 دقيقة، موضحًا أن الكمين تم نصبه من منتصف الليل، ووقع الإنفجار في تمام العاشرة صباحًا.