الأقباط متحدون - سيادة الرئيس من فضلك ما هى الثوابت؟!
  • ١٦:٣١
  • السبت , ١٠ ديسمبر ٢٠١٦
English version

سيادة الرئيس من فضلك ما هى الثوابت؟!

مقالات مختارة | خالد منتصر

٢٦: ٠٧ ص +02:00 EET

السبت ١٠ ديسمبر ٢٠١٦

خالد منتصر
خالد منتصر

كرر الرئيس للمرة العشرين دعوته لتجديد أو كما سماه تحديث الخطاب الدينى مرة أخرى فى خطابه الذى ألقاه فى ذكرى المولد النبوى، وللمرة العشرين أوكل مهمة التجديد للأزهر، وللمرة العشرين أيضاً أخفقت المؤسسة ولم يحدث التجديد بل خرج خطاب شيخ الأزهر فى نفس الذكرى يؤكد احتكار المشايخ للتجديد، مهاجماً من هم خارج المؤسسة من عصابة الفتنة التى تناطح العظماء، أهم ما ذكره الرئيس هو اتفاقه مع وزير الأوقاف على أن التجديد لا بد ألا يمس الثوابت، وللأسف لا توجد كلمة أسىء استخدامها فى هذا الوطن مثل كلمة الثوابت، بداية من ثوابت الدين حتى ثوابت الأمة مروراً بكل الثوابت التى يفصلها كل على مقاسه، أتفق معك سيادة الرئيس على أنه لا بد من احترام الثوابت، لكن أولاً ما هى الثوابت؟ هل انتقاد البخارى هو انتقاد للثوابت؟ ألم ينتقد الكثير من أحاديثه مثل حديث السحر ولطم موسى لملك الموت.. إلخ شيوخ أزهريون منهم الشيخ محمد عبده والغزالى؟!

هل التفاسير من الثوابت وبها الأرض التى ترقد على ثور أو حوت وأن معتنقى أديان أخرى هم من الضالين والمغضوب عليهم؟! هل عندما أذكر فى مقالى ما قالته السيدة عائشة رضى الله عنها عن ذى النورين عثمان بن عفان فى كتب التاريخ أثناء أحداث الفتنة الكبرى، وما كتبه على بن أبى طالب كرم الله وجهه إلى ابن عباس فى خطاب شديد اللهجة ينتقده فيه ويتهمه بالاستيلاء على أموال ليست من حقه، وما قاله الصحابة الكرام فى حق بعضهم البعض أثناء موقعة الجمل وصفين.. إلخ، هل عندما أكتب عن تلك الأحداث محللاً أكون قد مسست وهدمت الثوابت؟!

نأتى إلى آخر اتهامات هدم الثوابت التى قُدمت بسببها بلاغات وأحيل بسببها الصحفى مفيد فوزى إلى النيابات أثناء إلقاء سيادتكم خطابكم عن الثوابت وقلعة الاستنارة، أنه ثابت الشيخ الشعراوى الذى انتفض بسبب انتقاد مفيد له الملايين وطالبوا برقبة كل من يحاول المساس بأفكار الشيخ!! هل تحول الشيخ الشعراوى إلى نصف إله؟! هل انتقاد الشعراوى صار خروجاً ومروقاً عن الدين وإنكاراً لما هو معلوم من الدين بالضرورة؟! لماذا صرنا الشعب الوحيد الذى ينحت أصنامه كل نهار ليعبدها آخر الليل؟! هل أكون كافراً لو انتقدت الشعراوى على أنه سجد لله شكراً عند هزيمتنا فى ٦٧ وقلت إنه بذلك أهدر معنى الوطن؟! هل أكون مرتداً حين أستنكر وصفه للسادات بأنه لايسأل عما يفعل وأقول إنه تكريس للديكتاتورية؟! هل تصفوننى بالزندقة حين أتساءل عن دم الغلابة الذين ماتوا نتيجة فتواه برفض نقل الأعضاء وقوله بأن غسيل الكلى تأجيل لمشيئة الله، وأتساءل لماذا لم يرفض علاجه ونقل الدم إليه فى لندن ويصفه بأنه تأجيل لنفس المشيئة؟! هل حفاظى على الوحدة الوطنية من كلماته التى انطلقت كالرصاص من التليفزيون تحرم تهنئة النصارى بعيدهم وتحرم مودتهم القلبية، هل هذه تعتبر جريمة أمن دولة؟! هل مفروض على أن ألقى بكل ما تعلمته فى كلية الطب فى سلة القمامة وأقتنع بتأييده لختان البنات وبحديثه عن البظر الذى يحتك بملابس البنت الداخلية فيحدث لها هياجاً جنسياً؟! هل لا بد لكى يكتمل إيمانى أن أغض الطرف عن منح الشعراوى شركات توظيف الأموال مظلة شرعية كانت السبب فى تغرير الريان وغيره بالغلابة والنصب عليهم؟! هل لا بد أن أفعل كل هذا حتى لا تجرجرونى لنيابة أمن الدولة وتتهموننى بازدراء الأديان؟!!!!!

سؤال أخير وساذج وشرعى سيادة الرئيس وفضيلة شيخ الأزهر ومعالى وزير الأوقاف، إذا كانت الثوابت واضحة وجلية ومنبلجة بهذا الشكل فلماذا رُفعت السيوف وسالت الدماء بين فريقين، على بن أبى طالب فى جانب والسيدة عائشة والزبير وطلحة فى جانب آخر؟! ألم يكن الجميع على علم بتلك الثوابت؟!
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع