فى مثل هذا اليوم..علاقة نجيب محفوظ بالسلطة
سامح جميل
١٨:
٠٨
ص +02:00 EET
الأحد ١١ ديسمبر ٢٠١٦
كتب : سامح جميل
علاقة نجيب محفوظ بالسلطة ..دائما ما كانت علاقة جدلية ..وكان محفوظ يوجه انتقادات لازعة للسلطة فى رواياته ..وافلامه ..بالصراحة او بالرمز ..ويحرص فى الوقت نفسه على ان لايتورط فى اى موقف تجاه السلطة يجعله يوما معرضا للسجن..وقد لخص الناقد الكبير "غالى شكرى "..فى جملته الشهيرة "نجيب محفوظ اشجع فنان ..وأجبن انسان "..
ولكن بنظرة اكثر عمقا فان نجيب محفوظ لم يكن جبانا وانما كان حريصا على عدم الدخول فى مشاكل تمنعه عن مواصلة ابداعه ..الذى كانت تبرز فيه دائما فكرة السلطة ومعارضتها ..ففى كل حكايات الحارة التى صاغها بحرفية ..كان الفتوة رمزا للسلطة يحكم الحارة ويذل اهلها حتى يثور الحرافيش وتظهر بينهم قيادة جديدة تهزم الفتوة القديم ..وياتى الفتوة الجديد عادلا محبا للناس ..لكنه سرعان ما يتحول لطاغية مثل الفتوة القديم..وتستمر الدائرة..
ولايمكن لشخص جبان ان يكتب رواية مثل "ثرثرة فوق النيل"..والتى جسدت كل معانى النكسة قبل حدوثها بالفعل ..
كان محفوظ يرى المستقبل ..ويكتبه فى ذروة مجد الاشتراكية ..وفى عز قبضة الدولة الامنية ..ثم كانت روايته "ميرمار"..التى جاءت اشد انتقادا لسلبيات السلطة وقيادات الاتحاد الاشتراكى ..ولم يتوقف اديب نوبل لانه كان يقبل السلطة كامر واقع ..ويرفض استبدادها و تحكمها فى كل صورها سواء كانت سلطة ابوية او سياسية او امنية او دينية ..!!