الأقباط متحدون - من زرع القنبلة؟!
  • ١١:٤٣
  • الثلاثاء , ١٣ ديسمبر ٢٠١٦
English version

من زرع القنبلة؟!

مقالات مختارة | خالد منتصر

١٢: ٠٩ ص +02:00 EET

الثلاثاء ١٣ ديسمبر ٢٠١٦

خالد منتصر
خالد منتصر

مَن الذى وضع القنبلة وزرعها فى الكنيسة البطرسية؟، من الذى تسلل إلى داخل الكنيسة وهل وضع أو وضعت القنبلة فى حقيبة أم فى عربة أطفال؟، من الذى ضغط على الزر أو اتصل بالموبايل لتكتمل دائرة التدمير الكهربية وليتم هذا التفجير الرهيب الذى اخترق أعمدة الرخام وأطاح بالسقف وحطم النوافذ ونثر الأشلاء؟، كلها أسئلة أمنية للأسف غرقنا فيها فقط ووضعناها فى رقبة الداخلية والنائب العام وحصرناها فى الكاب والروب!،

ولكن ماذا عن الجلباب القصير الذى فى جيبه سواك والذى يرتديه الداعية الذى غسل الدماغ وزيف الوعى؟، أليس مسئولاً ويجب أن نوجه إليه أسئلة أعمق واتهامات أشد وأكثر صراحة ووضوحاً؟، من زرع القنبلة ليس السيدة التى دخلت عبر الباب وغافلت الأمن، إن من زرعها هو من أقنعها بأن تهنئة النصارى حرام ومودتهم القلبية لا تجوز، من زرعها هو من يصر على أنهم الضالون المغضوب عليهم، من زرعها هو من روج لعقيدة الولاء والبراء، من زرعها هو من يستدعى زمن الجزية وينتشى وهو يخطب فى جموع المغيبين بأنه ولا بد من فرض المهانة والذل عند جباية الجزية!!، من زرعها هو من يردد نصوص الجهاد والتكفير والحرب والإغارة على الآخر وكأنها نصوص مطلقة خارج الزمان والمكان والبيئة وعلى أنها فرض عين وأمر إلهى علينا أن نسعى من أجله حتى يستجيب الآخر لعقيدتنا وإلا قتلناه بالسيف، من زرعها هو من ما زال يعتبرهم ذميين وديتهم ليست كديتنا وسرقة صلبان كنائسهم ليست كسرقة أبواب مساجدنا!!،

من زرعها هو من ينصحنا بالتضييق عليهم فى الطرقات، هل رجل الأمن الذى «سمح بـ» أو «غفل عن» تفتيش الإرهابية هو المتواطئ الوحيد؟، المتواطئ الحقيقى هو من سمح بكليات ومدارس لا تقبل إلا المسلم فقط، ومن سمح لأقسام فى كلية الطب أن تغلق بابها أمام أى مسيحى، المتواطئ هو من ارتعش وتراجع عن تعيين محافظ قبطى لمحافظة قنا ومنع ناظرة مسيحية من تسلم عملها!، المتواطئ هو من وضع فى مناهج وزارة التربية والتعليم قصصاً وحكايات تمجد من يقطع الرؤوس ويقتل الأسرى، وقبل أن نتهم من ضغط على الريموت كنترول لتفجير القنبلة لا بد أن نتهم الذى ضغط على العصب والشريان والجمجمة والديناميت بدون ريموت!، المنبر الذى يقف عليه خطيب الجمعة ليدعو لمرضى المسلمين فقط ثم يدعو على اليهود والنصارى، هذا المنبر ريموت تفجير من خشب، مكتب المدير أو الوزير الذى تخرج منه التقارير السرية للترقى رافضة ترقية جرجس وبطرس وميخائيل لاقتناع الوزير بأنه لا يجب أن يولى عليك ذمى، هذا المكتب ريموت تدمير انشطارى مصنوع من النابالم!، عندما يخرج علينا برنامج يدعى ضيفه بأن فى الكنائس أسوداً ونموراً مفترسة يربيها القساوسة تمهيداً لاحتلال مصر وهزيمة المسلمين، فهذا ريموت من أثير، ريموتات كثيرة لا تنتهى،

عندما تخرج مظاهرات يكون كل همها المطالبة بأن تتحول كاميليا إلى فاطمة، وعندما يقبل لواء أمن الدولة يد الشيخ محمد حسان ويسمع دروس برهامى ويحفظ فتاوى وجدى غنيم، وعندما تحرق مساكن غلابة لمجرد أن خطيب مسجد أشعل الفتيل وأخبر الأهالى بأنهم يريدون الصلاة وتحويل البيت إلى كنيسة، عندما يستفزك منظر الصليب ولا يستفزك مشهد الطفل الذى يأكل من صفيحة القمامة، هنا لا بد أن تعرف أن آخر المتهمين وأقلهم إدانة وإجراماً هو من حمل الحقيبة ودخل الكنيسة، إنه مجرد دمية فى مسرح عرائس أو بالأصح مسرح أصنام تحركها أصابع المجرم الحقيقى الذى لا بد من أن نقبض عليه، وألا نكتفى بالدمية أو بعقلة أصبعه الأخيرة!.
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع