- وزير الأوقاف: بناء كنيسة بجوار جامع أمرٌ غير مقبول
- أقباط سيدني يطالبون بإعدام رفاق "الكموني" في تظاهرة أمام البرلمان
- محافظة الجيزة ترفض طعن المطرانية على قرار وقف بناء كنيسة العمرانية
- البابا شنودة يحتوى خلافاً بين قيادات الأمن بالكاتدرائية
- إجراءت أمنية مشددة لحراسة كنائس وأديرة سوهاج أثناء الاحتفال بعيد الغطاس
حول الذكرى السنوية للمواطن المصري جورج عجايبي
بقلم: علاء قاعود
مما لا شك فيه أننا في حاجة ماسة في هذه اللحظات الحرجة التي تعيشها مصر إلى التوقف عن وضع رؤوسنا في الرمال والتغطية ما أصاب الوطن من جرح غائر حتى بتنا نجلس على لغم قد ينفجر بالخطأ أو بفعل فاعل. فعلى كل منا أن يفعل ما بوسعه لكي نتجاوز تلك الحالة الحرجة وأن نسعى لترميم الشرخ الذي حدث وننطلق لتأسيس وترسيخ المواطنة كأساس للعلاقات في المجال العام بين كافة أبناء الوطن وكأساس لعلاقاتهم بالسلطة والقائمين عليها. وبالطبع لا ينبغي علينا أن نعيد اختراع العجلة بل يجب أن نبي على الجهود السابقة في هذا المضمار؛ إذ كانت المواطنة وما زالت الشغل الشاغل لبعض أبناء هذا الوطن الذين ينبغي علينا أن نحتفي بهم وبجهودهم ونراكم عليها.
فتجاهل مثل هذه الجهود يشكل ليس فقط إهدارا لحق أصحابها بل أيضا تشويه لصورة أبناءه وتقديمهم باعتبارهم وقفوا مكتوفي الأيدي واتخذوا مقاعد المتفرجين بينما تتصدع العلاقات وتصاب الجسور بالشروح أو تنهدم. وتمر علينا في 16 يناير الذكرى السنوية الأولى لرحيل المهندس جورج عجايبي، وذلك بعد أن كرس عقودا من حياته لقضية المواطنة سواء عبر قيادته لعدد من الهيئات منها لجنة العدالة والسلام أو تنظيمه ومشاركته في المئات من الجهود والأنشطة. ولقد أشار م. أبو العلا ماضي إلى أنه برحيل جورج عجايبي فقدت مصر والوطنية المصرية شخصية نبيلة، فلقد كان \"فكره واضحًا لا لبس فيه، فهو وطني حتى النخاع، وعقلاني، ومتواصل مع الأفكار والبشر، وباني للجسور، ومطفئ للحرائق التي تنشأ بسبب الخلافات هنا أو هناك.\" وكما أوضح أ. أحمد الجمال أن جورج كان \"المؤسس مع قلة قليلة جسورا صلبة تحمل مصر على عاتقها وتجسدها جلية في صفائها وتسامحها وعنفها في مواجهة كل ما يهدد أصول وجودها الحضاري والثقافي والتاريخي... كان الجندي المجهول من وراء كل هذا النشاط في صمت وإيثار وتواضع.\"، كما وصفه د. نبيل عبد الفتاح بأنه \"باني الجسور والساعي للحوار بين المتناقضات، وصانع الأرضيات المشتركة. رجل روحه العذبة، والثرية أمدته رغم مرضه بالقدرة على السعي مع آخرين لمواجهة بعض الأزمات التي عصفت بتاريخ الاندماج القومي، والأمة المصرية الواحدة حول مشروع الحداثة والتحديث والدولة القومية.\" ولقد كان الهم الأول لدى جورج كما أشار سمير مرقص هو \"كيف يمكن إحياء التواصل بين مكونات الجماعة الوطنية.. فلديه إنه وبسبب أن \"قنوات الاتصال أو جسور الاتصال إما مقطوعة أو مهدمة، وفي بعض الأحيان منسوفة أيضا\"، فإننا بتنا \"نجهل بعضنا البعض\"..
وفي هكذا لحظات حرجة ومتوترة.. كان جورج يرى أن المسألتين المهمتين واللتين يجب أن يحتلا الاهتمام هما \"مسألة معرفتنا ببعضنا البعض ومسألة بناء جسور الاتصال بيننا، وألا نجعل التنظير (وهو مهم) يلهينا عن إيجاد بعض الحلول العملية الواقعية الفعلية..\"... وفي ضوء ذلك علينا، يقول جورج، \"أن نبذل أقصى ما في وسعنا من جهد ونستخدم أقصى ما هو متاح من إمكانيات لمعرفة بعضنا البعض ولبناء الكباري مرة أخرى..\". كما قالت عنه د. نفين مسعد \"هو أحد التلاميذ النجباء في مدرسة المواطَنة المصرية الصميمة، فتِش عن أي هيئة تناقش هموم الوطن وستجد جورج بين الآباء المؤسسين، شارك في أي ندوة تدور حول العلاقة بين أبناء الوطن الواحد وسترى جورج يجلس في الصفوف الخلفية لا يتكلم إلا حين يكون لديه ما يقول، ابحث عن أي شخصية عابرة للانتماءات السياسية وستقودك قدماك حتما إلى جورج. هو شخص لا يدلك على دينه إلا اسمه أما طائفته فلن يدلك عليها شيء...\". ويشير نبيل مرقس إلى أن جورج امتاز بأنه \"كان صيرفيا يزن المواهب ويميز الصحاح من الزيوف\" كما جاء في وصف المستشار عبد الحليم الجندي لشخص الشيخ الإمام محمد عبده. منوها \"استطاع جورج في فترة زمنية وجيزة أن يجمع حوله نخبة من المثقفين الأقباط الذين تصاعدت أدوارهم العلمية والثقافية والسياسية والتنموية في ساحة العمل العام في مصر... جمع جورج عجايبي بين العمل الثقافي في حركة العدالة والسلام المصرية، والعمل الخيري التنموي في جمعية الصعيد للتربية والتنمية، والعمل السياسي من خلال انضمامه لحزب الكرامة، والعمل الديني والإعلامي من خلال تدريسه في معهد السكاكيني للدراسات اللاهوتية وتحريره لدورية رسالة الكنيسة.
في كل هذه الأعمال كان يقرن ما تعلمه من تقاليد الحوار الثقافي بروح الحداثة التي اشتمّها وتشربها من فكر وممارسات معلميه الكبار الذين تتلمذ عليهم... خاض جورج جميع معاركه متسلحا بتقاليد الحوار ومؤمنا بروح الحداثة، وعندما أراد أن يترجل عن صهوة جواده بعد أن أكمل مسيرته.. أشار لنا نحن اللذين اجتمعنا من حوله في دائرة الحوار نتلمس انبلاجة الفجر المحتجب خلف عتمات الظلمة... أن ثقوا... إن الفجر لقريب... الفجر قريب.\" ولنتوقف بالنداء الذي وجهه أ. أحمد بهاء الدين شعبان: فيا أبناء مصر المحروسة في الزمن القادم: إذا ما عشتم لحظة فرح حقيقي، وعلت الابتسامة القلبية الدافئة وجوهكم المستبشرة، ونمت قريرو العين، مطمئنو البال، تذكروا أولئك الذين قاوموا الموت والسواد وعناصر البغض والتهلكة، وقدموا للأم الرؤوم مصر ذوب عقولهم ونبض قلوبهم عن رضا وطيب خاطر. لم يخشوا البأس حين هبط بكلكله على أرض الوادي الخصيب، وقاتلوا فرق الخراب بشجاعة وبسالة، ولم يهربوا من دفع ثمن الحرية، واختاروا حين عزّ الاختيار، ألا يخونوا أرضهم المباركة الطيبة.! فيا أبناء مصر المحروسة في الزمن القادم: تذكروا هذا الجيل الذي خط لكم معالم الطريق. واعلموا أن واحدا من أنبلهم، كان اسمه \"جورج عجايبي\" فباركوا ذكراهم وذكراه وازرعوا، باسمه واسمهم، زهرة من زهور اللوتس الخالدة، على قبره وقبورهم حتى تظلل عليهم أنسام الرضا والسعادة في الدار الأخرى، التي غادرونا إليها على متن المركب الأبدي وقت أن آذنت الشمس بالمغيب. ونختتم بأن نردد مع أ. جورج اسحاق في رثاءه لصديقه ورفيقه جورج عجايبي \"... نعاهدك بمقدار حبنا لهذا الوطن ورغم افتقادنا إليك وحاجتنا لجهدك أننا لن نتراجع وسنكمل ما بدأناه معا من أجل مصر لكل المصريين مصر المساواة والعدل والحرية.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :