نعم ليس خلل أمني ولكن
د. مينا ملاك عازر
الاربعاء ١٤ ديسمبر ٢٠١٦
د. مينا ملاك عاز
وسط الجدل الهادر حول محمود إيه ده يا محمود؟ حزام ناسف!ولا حقيبة يا حبيبي وبين هو ده محمود ولا مش محمود؟ أقف مندهشاً ليس لسرعة وصول أجهزة الأمن لهؤلاء الإرهابيين، ما يعني سهولة الوصول لهم، ما يعني إمكانهم منع الجريمة لو كانوا منتبهين، كما أقف أستمع لأسئلة، لما هو راجل إيه اللي وداه ناحية السيدات؟ فتعاجلني شهادة كانت مكتومة لا أعرف ما الذي كتمها وما الذي أباحها، أن فراشاً شهيداً كان يلاحقه، فاتجه الإرهابي مسرعاً صوب السيدات، ولعله لم يكن يعلم- للجهل الذي يصدر أننا نبوس بعض بالكنيسة- أن هناك صفوف للسيدات وأخرى للرجال يساراً وكان ما كان، وأتساءل ماذا رأى الفراش ليهرول وراء الإرهابي؟ هل شك فيه؟ والسؤال الثاني،وهل لو كان تأكد من أنه يحمل مواد ناسفة، هل كان بمقدوره منع دخول الإرهابي فجأة وبشكل مباغت مما جعل الفراش يتلجم ليفاجأ بالإرهابي في يمين الكنيسة من الخلف،حيث فجر نفسه وكان ما كان.
بين هذه الأسئلة التي تدور حول أن محمود في السودان، ويسأل عن أين أشلاؤه؟ وجدلية هو تحليل البصمة الوراثية بيطلع بسرعة ولا مش بيطلع؟ ومع هذا التناطح والتكذيب والتذكر بأكاذيب الشرطة المصرية، كدس جواز سفر روجيني بين أمتعة خمسة قتلتهم لتلفيق الجريمة لهم وبين كل هذا التلاطم الهادر مستمتعاً بإعمال المصريين عقلهم واستفساراتهم، وأدرك أن من لا يفعل هذا، ومن لا يبحث هو المغيب، والمستسلم ولعلي أرى محمود من بينهم فقد سلم عقله لأحمق دموي جعله انتحاري، لو كان محمود حقاً من فعلها؟ لكنه لو بحث لعرف لعله بحث كيف يخترق الوصول لكنيسة؟ لكنه لم يبحث عن
الأهم وهو عن ما هي الكنيسة ومن هم من بها؟
مسألة الإسراع في القبض على شركاء الانتحاري ذلك لأهمية الحدث، ولضغط الرئيس، وهو ضغط لأهمية الأقباط، ولأن من أسباب التفجير فيهمأن الكثيرين من الإخوان يرون أن من دعائم حكم السيسي هم الأقباط، فشعر الرئيس أنهم ينتقمون من خاصته، والضربة إذن موجهة له، كما أن المصيبة فادحة والمصاب كبير وأليم.
والمؤسف أن أي إجابة عن تحليل البصمة الوراثية سواء أنها يمكن ظهور نتيجتها سريعاً أو لا، يمكن يكذبها الرافضين لتصديق الرئيس، أو سيرفضها المطالبين بتصديقه،لكنفيديو يظهر محمود وهو يخترق ويفعلها، لعله سيكون أكثر تضيق إلا إذا خرج من قال أنه مفبرك ومصطنع في زمن التكنولوجيا يمكنها فعل أكثر من هذا، إذن القضية لم تعد من فجر نفسه؟ ولكن من حرضه على هذا؟ وهم كثر ويملئون الشات ويملئون آذاننا بمكبرات الصوت المنتشرة في كل حارة وشارع، هل ستلقي الشرطة القبض عليهم؟أمأنها ستبقى تتواطء وتتفاهم معهم، وتبرم الصفقات السياسية، هل ستطور الحكومة المناهج وتنقيها؟ أم سنبقى ننتظر حزاماً ناسفاً جديداً أو حقيبة تنفجر ونبقى نبحث عن محمود وأشباهه.
نعم سيادة الرئيس، ليس خللاً أمنياً، أتفق معك لأن الخلل يكون للحظة وطارئ لكنه ببساطة انفصام أمني لأنه مستمر، والترهل يأتي من أن الشرطة التي تكافح الإرهاب تتفاوض مع الإرهابيين غير الممسكين بالسلاح والممسكين بالأقلام ومكبرات الصوت، الانفصام لأن الأمن ترك حزاماً ناسفاً يجري على قدمين في شوارع العاصمة دون أنيستوقفه أحد، ترهل أمني لأن ما توصل له الأمن يكشف عن ملايين تم إنقاذهم يوم الأحد الماضي، فبينما كان يسعى الانتحاري أو حامل الحقيبة أياً كان نحو البطرسية مر على الملايين في طريقه إلى أن وصل لضالته، كان بإمكانه أن يفعلها في محطة مترو أو في أي تجمع كبير لتكن المصيبة أعظم، لعل شهداء وجرحى مصر والكنيسة فدوا الملايين، لكن الترهل الأمني ترك المواد الناسفة تسعى في العاصمة آمنة لذا هو ليس خلل ولكنه الترهل للأسف.
المختصر المفيد الله يلعن كل من حرض على القتل، وشوه الآخر، وادعى كذباً عليه.