في الذكرى الـ104 لميلادها.. المناضلة درية شفيق.. حررت المرأة المصرية وناضلت ضد الإنجليز
نعيم يوسف
الاربعاء ١٤ ديسمبر ٢٠١٦
جوجل يحتفل بذكراها.. وترجمت القرآن للإنجليزية والفرنسية.. ورفضت جامعة القاهرة تعيينها بسبب كونها امرأة
كتب - نعيم يوسف
احتفال عالمي
يحتفل محرك البحث العالمي "جوجل" اليوم الأربعاء، بالذكرى الرابعة بعد المائة لميلاد السيدة المصرية درية شفيق، التي ساهمت بشكل كبير في تحرير المرأة المصرية، حيث وضعت "جوجل" صورة تعبيرية لها في صدارة صفحة محرك البحث، ونعرض في السطور التالية تقريرًا عن هذه المرأة التي مازالت ذكراها تفوح بالنضال والتحرر.
في الرابع عشر من ديسمبر عام 1908 وُلدت درية شفيق، في مدينة طنطا، بمحافظة الغربية، ودرست في مدرسة البعثة الفرنسية في طنطا، وسافرت ضمن أول فوج طالبات من قبل وزارة المعارف المصرية للدراسة في جامعة السوربون في باريس على نفقة الدولة.
بداية المشوار
من نفس الجامعة حصلت "شفيق" على درجة الدكتوراه في الفلسفة عام 1940، وكان موضوع الرسالة "المرأة في الإسلام" حيث أثبتت في رسالتها أن حقوق المرأة في الإسلام هي أضعاف حقوقها في أي تشريع آخر.
رفض عميد كلية الآداب في جامعة القاهرة تعيينها بالجامعة، بعد عودتها من فرنسا لكونها "امرأة"، فعرضت عليها الأميرة شويكار منصب رئاسة مجلة المرأة الجديدة التي تصدرها، لكنها لم تستمر في منصبها طويلا.
طريق طويل لتحرير المرأة
لعبت "شفيق" دورًا قويًا فى تحرير المرأة المصرية، حيث أصدرت مجلة بنت النيل والتى كانت أول مجلة نسائية ناطقة بالعربية وموجهة لتعليم وتثقيف المرأة المصرية، كما أسست حركة للقضاء على الجهل والأمية المتفشية بين الفتيات والنساء فى عدة مناطق شعبية من القاهرة فأسست مدرسة لمحو الأمية فى حى بولاق بولاق، كما كانت وراء إصدار مجلة الكتكوت الصغير للأطفال، وترجمت درية شفيق القرآن الكريم إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية.
النضال الوطني
لم تكن "شفيق" تهتم فقط بأمور المرأة، بل بشؤون الوطن ككل، ففي عام 1951 أسست فرقة عسكرية من النساء المصريات وذلك لمقاومة الجيش البريطانى داخل قناة السويس -حيث كانت مصر محتلة من قبل المستعمر الإنجليزي آنذاك-، كما حوكمت بسبب قيادة مظاهرة نسائية من "اتحاد بنت النيل" وقمن بمحاصرة بنك باركليز البريطانى فى القاهرة فى يناير ودعين لمقاطعته.
النضال السياسي
في نفس العام أرادت "شفيق" لفت انتباه مجلس النواب المصري إلى قضايا ومطالب المرأة، فقادت مظاهرة برفقة 1500 امرأة أخرى واقتحمت بها مقر المجلس.
تعتبر "شفيق" أول سيدة تؤسس أول حزبًا سياسيًا في مصر، بعد حركة الضباط الأحرار في عام 1952، وذلك بعد أن قدمت طلبًا للحكومة بتحويل اتحاد بنت النيل إلى حزب سياسى ووافقت الحكومة وقتها على هذا الطلب.
أما بالنسبة لحقوق المرأة الدستورية، فقد أضربت "شفيق" مع عدد من زميلاتها عن الطعام لمدة عشرة أيام، أثناء تشكيل اللجنة التأسسية عام1954 لوضع دستور جديد للبلاد، للمطالبة بحق المرأة في التصويت والترشح، حتى ذهب إليها محافظ القاهرة برسالة شفوية من الرئيس الراحل محمد نجيب، وعدها بأن الدستور الجديد سيكفل ذلك.
مؤلفات مازالت تعيش
ألفت عدة دواوين شعرية وكتب إضافة إلى مذكراتها الخاصة، وصدر عنها كتاب وهو "امرأة مختلفة" لسينثيا تيلسون (دراسة بحثية في الأربعينيات) ترجمة نهاد أحمد سالم، ومن إصدار المجلس الأعلى للثقافة.
وفاة أم انتحار
في 20 سبتمبر عام 1975 توفت "شفيق" إثر سقوطها من شرفة منزلها في حي الزمالك بمدينة القاهرة، ولقد قيل أنها انتحرت بعد عزلة عاشتها لمدة 18 سنة.