كتب : فادى يوسف
دماء فى البطرسية تلك الكنيسة الصغيرة التى تلاحق الكاتدرائية الكبرى بالعباسية التى عند زيارتك لها تشعر وكان المكان جزء من السماء بهدوء وروحانية لا مثيل لها ولا يخطر لك عند ملامسه جدرانها الاثرية والتى تحمل تاريخ يصل لمئة عام أن تلك الجدران تتصدع صراخا من الدماء التى أنتشرت عليها لابرياء من أمهات وعذارى وأطفال لم يملكوا فى هذا العالم سوء الصلاة وقد أختارهم الله شهداء بما يمتلكون

ترجع بك أحدث تفجير البطرسية بالزمن حيث بنيت الكنيسة تذكاراً لبطرس غالى باشا رئيس وزراء مصر الذى كمثل شهداء البطرسية أستشهد على يد متطرف بسلاح نارى وكأن التاريخ يؤكد أن تأسيس الكنيسة بدماء برئية منذ مئة عام تدشن اليوم بدماء أبرياء وأيضا على أيدى متطرفون

أنا وقد فقدت أقرباء بالجسد فى تلك المذبحة وأخوات بالروح تجاوزوا السبعة والعشرون أغلبهم من السيدات والشابات وأترجى من الله أن يتمجد مع أخوتنا المصابين وأعلم منذ حداثة أظافرى مكانه الشهداء فى الملكوت وأعلم أيضا مكانه الاشرار والقتلى فى الجحيم ولكنى لا أعلم لماذا الدولة المصرية متاخذلة بهذا الشكل فى حماية الاقباط ليس فقط من المنفذين بل قبلهم المحرضين ودعاة التطرف والارهاب

كلنا أعلمنا من هو الارهابى الانتحارى الذى قام بعمله الشيطانى فى تفجير البطرسية ولكن لم نعلم من المسؤل عن أخلاء سبيله منذ عاميين على خلفية القبض عليه فى مسيرة لجماعة الاخوان المسلمين بالفيوم وتوجيه الاتهام له بالانتماء لجماعة أرهابية وحمل سلاح نارى ومن المسؤل عن عدم متابعة هذا الارهابى الخطير فى الفترة التى تدرب بها تحت جناح داعش وكيف قام بالتواصل مع خليات إرهابية متواجده بقطر وكيف نجح فى الدخول للكنيسة البطرسية دون أدنى أجراء أمنى معه وكيف وكيف

مواجهة للحق الجانى ليس الارهابى فقط بل هناك جهات تنفيذية بالدولة مشتركة فى تقصيرها الامنى المتعمد مع العناصر الارهابية فى مصر وأذا كان هناك عدل فيجب أن يحاسب كل من وزير الداخلية ورئيس جهاز الامن الوطنى ورئيس جهاز المخابرات العامة المصرية ليس فى إقالتهم فقط وأنما محاكمتهم بتهمة التهاون فى القيام باعمالهم مما أسفر عن تلك المذبحة التى يدفع ثمنها دائما الاقباط بالدم

كما يجب محاكمة القاضى الذى قضى باخلاء سبيل المتهم فى مايو 2014 برغم ثبوت الادلة الجنائية عليه بالاضافة لمحاكمة الجهات المنوط بها مراقبة هولاء الارهابيين حتى يعلموا توجهاتهم بعد الافراج عنهم ولعل ما أكتبه سوف يتكرر بعد فترة وجيزة حيث مؤخرا تم العفو الرئاسى عن العديد من المسجونين بينهم من قام بأحراق كنائس والاعتداء على ممتلكات الاقباط

أن أجراس البطرسية تدق ناقوس الخطر حول مستقبل مصرفى محاربة الارهاب الاسود وما اشبه الليلة بالبارحة فبعد أيام قليلة من تفجير كنيسة القديسين التى تتشابه مع تفجير كنيسة البطرسية برغم أن الاخيرة هى الاسوء حيث تم التفجير داخل الكنيسة وليس أمامها ولكن كان هناك أحتجاج شعبى أسفر عن ثورة يناير وأستمرار الظلم أتجاه الاقباط سيصل صراخهم الى الرب وهو يجازى بعدل ويزلزل الكراسى ومن عليها

أما أنتم يا أبناء مامرقص فاثبتوا على الايمان واثقين أن الرب قريب وأنت أيها العظيم فى القبط البابا تؤاضروس الثانى فأيام راعيتك صعبة وثقيلة تشدد وتشجع فخلفك شعب لا ينكر المسيح حتى لو بحد السيف وأنظر كيف لابنائك بعد أيام من مذبحة البطرسية ممتلئين بالكنائس يسبحون وينشدون فى مجد أسم الله مكملين أعمال السنيكسار المحفور بدماء أجدادهم الابطال

سلاماً لكم يا أهل القبط ... سلاماً يا أهل مصر