الحوادث الإرهابية الخسيسة
د. ميشيل فهمي
الخميس ١٥ ديسمبر ٢٠١٦
خواطر العرضحالجي المصري * د. ميشيل فهمي
تكييف الحــادث : إرهــــابي .. وليس طائــــــفي
***********************************
** الدولـــة المصرية تعاملت مع الجريمة الإرهابية كٓحٓدٓثّ قٓومـيّ وليس
كحادث إرهابي ، من حيث إعـــلان الِحــداد إلي جْـــنازة عسكرية رسمية
للشهداء ... الخ
** لا يمكن مقاومة الإرهابـي الإنتحــاري علي كافة المستويات الأمنية
في العالم إجمعّ
** صدمتيّ المُخٓطِطينّ والمدبريــن والمُمٓولـين ، تمثتلث الأولي : في عدم
تحقيق هدف الفتنــة ، والثانية : في السُــْرعةٌ الرهيبـــة والقيــْاسية
التي تم فيها الكشف عن الجريمة ، والقبض علي مُرْتتكبيها
** الحادث الحٓدٓثّ هو تِـــــكرار لسيناريوهات تْـفجير الكنائس وقتــــل
المسيحيين في العراق وســـــوريا
تعمدتّ عدم الكتابة عٓقْبّ الكارثة مُباشرةً حتي ينقشع دخان التفجيرات ويهدأ فورانٌ الإنفعالات وتتضح وتظهر كافـة جوانب الكارثة
التي إتضــح أنـْها عملية إرهابيـــة بكل المقاييس ، هدفـــها الأساسي إحــــداث فِتْنـةّ طائفية كُــــــبري في الشعب المصـــري بِشِقٓيْه القبطي والمُسلم ، بالإضافـــة الي محاولة إحداثّ شِــــقّ غائـــــر وعميــــق في العلاقــة بين أقبـــاط مصـر وقيادتها ،لأنها أول قِيٓـــادة مصريـة تعمل تفعيل وتعميق وتطبيق المواطــــنة بِجِدّ وحٓـــق ، وهذا يُعيق تماماً تتفيذ مُخٓطٓطٓاتهم التآمرية لِضرب وإســقاط الدولة المصرية بقيادة الصـادق الأمينّ الزعيم عبد الفتاح السيسي .
وخطورة العملــية أنه ولأول مــــرة في مصــــر يتــم تفجير كنيسة وبها صٓـلواتّ قائمة ،حيث تمثلتّ خِسٓةّ ودنــاءةّ الجريمــة ومرتكبيها في أنهم سٓــــلبوا حياة عُبٓـادّ مُصٓلينّ وهم يتضرعــــون الي الله أن يٓحِــــلّ الســـلام في العالـْـم وللعالم ، وتضرعات أن يؤيد الله الرئيس والوزراء والقوات المسلحة ويحْفظّ حدودنا .الخ حيث أن هناك جُزء من الصـلاة الرئيسية بالقداس الإلهي ينص علي ذلك فيما يُسمي أوشية السـلام والتي تٓنُصّ حَرْفِيـــاً
( الرئيس والجُنْد والرؤساء والوزراء وجيراننا ومداخلنا ومخارجنا زينهم بكل ســـلام يــا مٓلِكّ الســـلام ) ، والعقيدة المسيحية والطقس ينفردان دون العقائد الأخري بمثل هذه الصلوات ، فكانت الصورة هي : هُنـاك عُبَّاد مُصلين يتضرعون الي الله العليّ القدير أن يحفظّ الوطن وقياداته ومؤسساته وجيشه ، ويهُبّ سٓــالبي الحيـــاة لِعِقابهم علي ذلك ، ومن لم يتم سلب حياتهم من الضحايا تِرِكوا جرحي في حالات خطرة ..... ويتـــم هذا باسم الإسـلام ، وهذ إهانة ما بعدها إهانة للدين الإسـلامي الحنيف ، فـــقد قام الإرهاب الخسيس وفي يوم ذكـْــــري المولد النبوي الشريف بسلب الحياة من ستة أبطال من الشرطة المصرية بذلوا حياتهم وهم يؤمنونّ حياة وأموال وأعراض المصريين ،
فهل سيتم الصمت إزاء هذا ؟؟؟
ولا أعني قطعاً الصمت إزاء هذه الجرائم الكارثية فقد قامت الدولة بدور غير مسبوق إزاءها ، إنما أعني هٓـــبةّ قويــــة ماســـحة كاسحة مُزٓلْزِلــــــةّ لتطهــير الإســــــلام من أمثال حاملي هذه الأفكار المُعادية للإنسانـية والسالبة لحياة البشر رغم أن كافة الأديان السمائية تِحِـــثّ علي إحترام والحِفاظ علي هبة الله وهي ( الحــياة ) وليس ( القـــتل ) للأطفال وفتيات في عِمر الزهور وجنود من حِماةّ الوطن .
وفي سياق هذا الحٓدٓثّ الجٓلٓلّ لابد من توجيه كل التحية والتقدير لوزارة الداخلية وكوادرها الفنيةّ والبحثية علي الجهد الجٓبارّ والزمـــنٌ الإعجـــازي والقياسي الذي تم فيه الكشف عن مرتكبيّ هذه الجريمة الدنيئة والشديدة الخِسةٌ ، قبل أن تِــواري أجســاد الشهداء الطاهرة الثٓـريٌ ، وقد قام بالإعلان عن ذلك الصادق الأمين بنفسه قبل البِدءّ في تشييع الجنازة العسكريــــــة الرسمية التي أِقيمت للشهداء والتي أصر أن يتصدرها ويقوم بتقديم واحب العزاء الرئاسي لرجال الكنيسة وأهل شُـــــهداء تلك الجريمة والتي لا يمْكنّ مقاومتها علي كافة أجهزة الأمن العالميـة والمحلية ، لأن من قام بها إرهابي عقائــدي إنتحـــــاري ، هذا المجهود الذي أثار كُل الدهشـــة بالدوائر الأمنية في العالم ، بينما مٓثٓلٓ صدمة شـــديدة للمخططينّ والمِدبرين والمِحرضينّ .... لكن الصدمـة العِظْمي لكل هـــــــــؤلاء أن تلك الجريمة الإرهابية لم تأتــــي بالمـــردود الذي كان متوٓقـــــعاً ومُسْتهْدفاً منها من جانبهم ، حيث كان المّنْـــــتظر إحتجاجات وثورات ومسيرات ومظاهرات من الأقباط علي إضطهادهم وقٓتْلهمٌ ..... لكن قامت الإحتجاجات والثورات والمسيرات والمظاهرات فعلاً ، لكن من المسلمين والأقباط معاً ، الذين وٓحٓـــــدهِمّ الحادث وزاد من كثافة تفعيل وتأصيل المواطنة ، مما كان لهذا تخفيف تأثير المُصاب علي الأهل والأصدقاء وشعبٌ كنيسة الشِـــــهداء ، بينما إستقبل العالم كله الحادث بكامـل الإســتنكار والرفض وتأييــدّ مصـــــر في مكافحتها للإرهاب ، والإعتداء علي جنود مصر البواسل وخلق الفتن .
وأيضاً يجب توجيه كل التحية والتقدير للقوات المسلحة المصرية ، التي قامت فور الحادث وبتعليمات من القائد الأعلي للقوات المسلحة من إتخاذ كافة ترتيبات نقل الجثامين وتعقيم وتأمين كنيسة صـلاة الجناز وتأمين الجنازة العسكرية ، وقامــــت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بمعاينــــة آثــــار التدمير بالكنيسة البطرسية وبتعليمـــــات من السيد الرئيس السيسي أدي اليوم الخميس ١٦ ديسمبر اللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة " تمام " أمام القائد الأعلــــي للقوات المسلحة بأن يتم ترميم الكنيسة بالكامل قبل يوم ٧ ينايـر !!!
وفي الختام نطلب من العليّ القدير أن يمطر أهل شهداؤنا من الشرطة وضحايا الكنيسة البطرسية بكل شآبيبٌ الصبر والسلوان ... لأن الشهداء في فردوس النعيم .
وتحيــــا مصــــر