كمال حبيب: التنفيس عن طاقات الشباب فنيًا يقيهم من التطرف.. وإهمال الأسرة للأبناء يجعلوهم فريسة للأفكار الإرهابية
هشام عواض
الجمعة ١٦ ديسمبر ٢٠١٦
كتب: هشام عواض
منذ حادثة تفجير الكنيسة البطرسية وتثار العديد من الأسئلة منها ما الذي دفع الشاب محمود شفيق محمد مصطفى إلى تفجير نفسه وإنهاء حياته بالرغم من إنه في بدايات شبابه وعمر الزهور ويقتل الأخرين، ولماذا لم يفكر مثل من في سنه من الاستمتاع بشبابه ووقته والسعي لجعل مستقبله أفضل، بل إنه في الأخير أخذ طرق مختلف وطرق أبواب التطرف، إلى أن وصل لقمته بإنهاء حياته في هذا العمل الدموي، وفي هذا الشأن يتحدث الدكتور كمال حبيب الخبير في شئون الحركات الإسلامية، ليكشف عن أهم أسباب تحول مثل هذا الشباب من شاب يمارس حياته بشكل طبي إلى انتحاري.
الفئة العمرة لتجنيد الإرهابيين
قال الدكتور كمال حبيب، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، إن الفئة العمرية لتجنيد الشباب هي من سنة 18 إلى 23 عامًا، وهذا السن يكون فيه الشاب أكثر حساسية وعدم إدراك للعالم والبحث عن تصور جديد للسلطة ومحاولة التحرر من سلطة الأب وتحمل المسئوليات، ويريد أن ينضم للمجموعات المرجعية، وفي الجامعة يبدأ الشاب الارتباط بتلك المجموعات ويكون اشتباك حساس وعميق.
عدم اهتمام الأسرة بالشاب تجعله يتوجه لأصدقائه والإنترنت
الأسر الصغيرة التي لا تحتوي على العديد من لا تستطيع أن تقوم بتوجيه الأبناء، وعندما يفقد الشاب تقديم التجارب والنصائح له، فيقوم بالتوجه إلى أصدقائه والإنترنت ويبحث فيه، وهذا الشاب يبحث من خلاله عن هوية جديدة و مجتمع جديد بعيدًا عن مجتمعه الذي يرى أنه أرهقته العادات والتقاليد وأصبح مجتمع جامد، إلى أن يجد شخصًا أكبر منه ويستغل قلة خبرة الشاب ويزرع فيه أفكاره.
التفاعل الاجتماعي للشباب يقيهم من التطرف
من ما يمثل خطورة على الشباب هو الغلق عليهم منهم من التفاعل مع محيطهم والمجتمع، ضروري إتاحة المجال أمام الشباب للتنفيذ عن طاقاتهم والتفاعل مع المجتمع في النادي والمدرسة وغيرها من الأعمال الاجتماعية، وفتح له وادي الطاقات، وذرع فيه التدين اللطيف وهو الاهتمام بالواجبات الدينية الأساسية مثل الصلاة والصوم، مع الاستمتاع بالحياة من مشاهدة الأفلام وغيرها من الأشياء، يساعد على تقوية شخصية الشاب.
التعليم عليه دور كبير في مواجهة التطرف
خلال فترة التسعينات وما قبلها تعرض التعليم المصري إلى تجارب مختلفة ولم يكن هناك شكل راسخ وواضح ومن المفترض أن يكون التعليم إستراتيجية ثابتة، بالإضافة إلى أن واضعو المناهج التي تحتوي على القيم المناهضة للتطرف، لم يكونوا على قدر عالي من الخبرة الكافية ، مثل علي أمين، ويجب أن تقام مسابقات ينتج عنها الفائزين يقوموا بإعداد المناهج، وبعد ما يقومون بوضعها تكون هناك لجنة لتقيم تلك المناهج، وحتى أن فلسفة التعليم هنا هي التلقين والحفظ وليست عقلية نقدية.
أحزمة الخطر حول المدن منبع تطرف
العامل الاقتصادي والفقر هو احد العوامل الهامة لدفع الشباب للتطرف، خاصة مع القيادات الصغيرة والعناصر المجندين من أوضاع معيشية فقيرة وتفكك أسري وأوضاع اجتماعية سيئة، وهناك من يعرف بأحزمة الخطر حول المدن الكبرى، ومثل تلك الأحزمة مناطق كرداسة وصفط اللبن وناهية في محافظة الجيزة وهي مناطق ترييف المدن التي لها تطلعات أعلى ويخرج منها العديد من الإرهابيين، وهناك أيضًا الفيوم والشرقية.