كتب: هشام عواض
تثار دائمًا حالة من الجدل بين رجال الدين وآرائهم الفقهية حول مسألة متلبسة وهي الطلاق الشفوي للمتزوجين رسميًا، وذلك في ظل حضارة التوثيق التي نعيشها في العصر الحالي فالزوجين يوثقون قسائم الزواج وتتغير بيناتهم طبقًا لحالتهم الاجتماعية الجديدة، ولهذا فيقول البعض أنه يجب عند الطلاق أن يكون رسميًا أيضًا حتى لا يحدث خلل في البيانات، وتتردد الأسئلة منها أليس من الطبيعي أن يتبع الطلاق نظام الزواج، وألا يعتد بالطلاق الشفوي بأن يكون موثقا بعقد رسمي وأمام شهود؟! أم أن صيغة الإيجاب والقبول التي يرددها الزوج وولى الزوجة قبل توقيع وتوثيق عقد الزواج، مثلها مثل "يمين الطلاق" التي يلقيها على مسامع زوجته عند حدوث خلافات أسرية؟، ويناقش تلك المسألة الفقهية الدكتور سعد الدين هلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، ونسرد في الأسطر التالية ما قاله.
كل إنسان يتمنى حياته مرضية متصالحة لأسرته
قال الدكتور سعد الدين هلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن الدعاء ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إمامًا، به رسالتين الأولى لكل إنسان على نفسه كم يتمنى كل إنسان حياته مرضية متصالحة مع نفسه يرى في زوجته وفي أولاده قرة العين وفي بيته السكن وفي حياته الأسرة لبنة قوية وحميمية هو قلبه على زوجته وأولاده وزوجته تكون قلبها على زوجها وعلى أولادها ، وأيضًا الأولاد قلبهم على الوالدين، ليعيشوا حياة شراكة إنسانية راقية، حيق أن كل إنسان يعذر الأخر إذار صدر من الأخر خطأ، وأن يقف بجوار بعضهم.
كيف تصبح إمامًا للمتقين؟
دعاء اجعلنا للمتقين إمامًا، هو هدف للإنسان يجب أن يسعى إلى المرتبة الأولى، إذا سألتم الله الجنة فطلبوا الفردس الأعلى، لا تطلب أن تكون أحاد المتين بل أطلب أن تكون إمام المتقين، وهذا يتطلب صفاء قلب، واحترام الذات والاطمئنان، وعلى قدر إمكانيات نفسه ليس على قدر إمكانيات شيخك، وإمامة المتقين ليست بحفظ المعلومات، بل بتفعيل ما تتعلمه، وبتطبيق علمك، الدين تقوى وإخلاص وصدق، صدق في الذات وعلاقة بين العبد وربه لا يتدخل بها طرف ثالث.
الإنسان يستطيع فهم فقه الدين بمفرده
قسم سعد الدين هلالي عناصر الحكم في الطلاق الشفوي للمتزوجين رسميًا، إلى 14 عنصرًا لتقسيم المعلومة إلى معلومات مبسطة وصغيرة، وحتى يعي ويعلم الإنسان الحكم في تلك المسألة ويكون هو عالم ومسفر لنفسه، بدلًا من أن يتوه البعض ويصعب عليه الأمور ويقحموه في مسائل كثيرة فقهية، إلى أن يشعر الإنسان بصعوبة في الأمر ووعيه فيترك المسألة لشيخ ما، وهذا غير صحيح فقال الرسول من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين، وإذا أردت أن يريد الله بك خيرًا فتفهه في الدين.
الفرق بين الطلاق الشفوي والرسمي
تعريف الطلاق الشفوي والفرق بينه وبين الطلاق الرسمي، والشفوي هو الطلاق الذي يخرج من الشفاه، والبعض ينفعي وجود الطلاق الشفوي ويوجد طلاق لفظي، وهذا غير صائب لأن من الممكن أن يصدر الإنسان أصوات دون استخدام الشفاه، والطلاق الشفوي هو استخدام الطلاق غير الرسمي، والأخرس يطلق دون استخدام الشفاه لكن من الممكن أن يطلق دون استخدام الشفاة بإشارة ما.
حالتين للطلاق الرسمي والشفهي
الزواج الرسمي، يكون عبر المأذون وإمضاء والبصم على الأربعة قسائم، ويتم تسجيل أسماء الزوج والزوجة، وإصدار بطاقة الرقم القومي. ولا يصح أن يقوم الزوج في مكان عرفي أن يقول أنه سيطلق زوجته شفيهًا فقط جون أي تغيير في البيانات في كل تلك الجهات بالدولة، بتغيير البيانات بعد توثيقها، وهنا العبرة بالرسمي، ومن الممكن أن يكون الطلاق شفهي دون أن يكون رسمي، وهناك صورة أخرى عكسة أن يطلق رسمي دون الطلاق شفهيًا.
أهمية قضية الطلاق الشفوي
أهمية قضية الطلاق الشفوي للمتزوجين رسميًا ثلاثة، وأولهم فائدة للعزباء، ويجب عليهم أن يعرفوا أن عقود الزواج والطلاق عقود منطقية وليست كهنوتية، وأصحاب الدين الوصائي يريدون تصوير أن العقود هي كهنوتية، وأن تكون خارجة عن نظاق الفهم، ولهذا الزواج يتم بوجود أحد من أصحاب الدين الوصائي وأيضا في حالة الطلاق، وهذا لا يعقل أن يريدون أن الزواج يجب أن يكون في المسجد.