دموع الأقباط... على خدود البشر
د. مجدي شحاته
٢٠:
١٠
ص +02:00 EET
الأحد ١٨ ديسمبر ٢٠١٦
بقلم : د . مجدى شحاته
بقيت فى مقعدى مشدودا ما بين شاشة التلفيزيون والانترنيت طوال الليل حتى صباح اليوم التالى ، اتابع الهجوم الشرس و الدامى على كنيسة " البطرسية " العريقة بالقاهرة . التفجير الذى اسفر عن عشرات الشهداء والمصابين معظمهم من النساء والاطفال الابرياء .. ياللعجب !! تعالوا يا كل البشر.. وتساءلوا .. لماذا يقتل المصلين الابرياء فى كنيستهم وهم يصلون لله ؟؟ وا أسفاه ... التعبد والصلاة والايادى المرفوعة تتضرع الى الله أصبحت جريمة تستوجب القتل !!! نعم ... ما أكثر ما قاله السيد المسيح له كل المجد عما هو عتيد أن يحل بأولاده المؤمنين به من ضيقات وآلام ، وجعل حمل الصليب والسير خلفه شرطا للتلمذة المسيحية ،اليس هو القائل : سارسلكم حملان بين ذئاب ( لو 10:3 ) وأن فى العالم سيكون لكم ضيق ( يو 16 : 33 ) ويأتى وقت يظن كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله (يو 16 : 2 ) .
فى بدء المسيحية كان مجرد الايمان بالمسيح والتمسك بتعاليمه ، تكون بداية الدخول فى دائرة الضيقات والالم ، والتى غالبا ما تصل الى حد الموت ... موت الشهادة ، وها نحن فىالقرن الحادى والعشرين والتاريخ يعيد نفس الدائرة !!. لاشك ان هناك من علم وأكدللجانى القاتل أنه لو فجر نفسه فى الكنيسة وقتل أكبر عدد من المصلين فان أجره فى الاخرة عظيم !! وكيف يفكر أى انسان عاقل أن الله يكافئ من يقتل الابرياء ؟؟آه .. يا ربى والاهى .. من ذا الذى لا ينفطر ألما وحزنا امام هذا المشهد المفجع فى كنيسة البطرسية ؟؟ المشهد الذى أدمى قلوب الناس فى كافة أنحاء الارض ، وجعل دموع الاقباط تسيال على خدود البشر ؟؟ أسألكم أيها الجناة الاثمة .. أعرفتم لمن كان يصلوا من قتلتموهم ؟ وماذا كانوا يقولون فى صلواتهم ؟ ؟ كانوا يصلون لله الواحد الخالق القدوس .. يتضرعون ويطلبون من أجل خير وسلامة العالم كله ، فجرتم الكنيسة وهم يقولون : " أبانا الذى فى السموات .. لتكن مشيئتك .. وأغفر لنا ذنوبنا كما نغفرنحن أيضا للمذنبين الينا .. أنعم على شعبك بوحدانية القلب ، أعط طمئنينة للعالم ،شفاء للمرضى ، راحة للمعوزين ، اطلاقا للمسبيين ، قبولا للأيتام ، مساعدة للارامل ، المتضايقين أشبعهم بالخيرات ، الساقطون أقمهم والقيام ثبتهم .. فرح وجه الارض ليرو حرثها ولتكثر أثمارها ، أعدها للزرع والحصاد .. بارك أكليل السنة بصلاحك من أجل فقراء شعبك ، من أجل الارملة واليتيم والغريب و الضيف ، املأ قلوبنل فرحا ونعيما " هل فجرتم الكنيسة لأن من فيها يصلون بهذه الصلوات والطلبات !! أما انتم أيها الشهداء الابرار ، أيتها النفوس المطمئنة ، تقدموا.. الطريق أمامكم ممهد ومقدس بدمائكم ، فاسلكوا بشجاعة ويقين الى عرش النعمة واصعدوا اليه بكل العزم والثقة واليقين ، اليس الجالس على هذا العرش هو الذى دعاكم اليه ؟ اذن اطمئنوا واسلكوا واسكنوا دياره الى الابد ... لقد فاتكم ان تفرحوا وتعيدوا مع أهلكم وأحبابكم بعيد ميلاد السيد المسيح على الارض ، لكن فى السماء سيكون لكم فرحا عظيما ينتظركم ، وتحتفلونبعيد الميلاد فى حضور المولود " عمانوئيل" صاحب العيد والملائكة والقديسين ، فهنيئا لكم هذا المجد العظيم ، والذى نلتوه بكل استحقاق وتقدير وتوقير .