دماء شهداء الكنيسة البطرسية تروي شجرة الوحدة الوطنية
جاك خزمو
٠١:
٠٩
ص +02:00 EET
الاثنين ١٩ ديسمبر ٢٠١٦
لتزيدها صلابة ومناعة
جاك خزمو
التفجير الارهابي الذي تعرضت له الكنيسة البطرسية القبطية الارثوذكسية في العباسية وسط القاهرة أثناء قداس الاحد الماضي الموافق 11 كانون الاول 2016 يؤكد من جديد أن الارهاب هو خارج عن تعاليم الدين السماوي، ومدان أشد الادانة، وهو عمل وحشي قذر ودنيء وسافل وأرعن الى ابعد الحدود.
ومن يخطط لمثل هذه التفجيرات الارهابية ليس انسانيا بل هو مجرماً وقاتلاً وسفاحاً لان مثل هذه التفجيرات تنال من حياة عزل من أطفال ونساء، ناهيك انها تدمر وتلحق اضراراً مادية كبيرة.
لقد ادان الازهر الشريف هذا الاعتداء الجبان، كما ادانه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وادانه كل انسان عاقل وشريف يملك ضميرا حيّاً، وقدموا جميعا العزاء لاهالي شهداء هذا الحادث الاجرامي، وللكنيسة القبطية وابنائها جميعا، وتم التأكيد على أن هذا الاعتداء الجبان لم يمس الاقباط بل يمس كل مصر، ويمس أيضاً كل عربي وكل مسلم، ويمس التعاليم الدينية السمحاء المسيحية والاسلامية!
إن هذا التفجير يعكس مدى وحشية الفكر التكفيري الذي لا يحترم اماكن العبادة، ولا يحترم الانسانية، ولا يحترم أي شيء، بل يعكس مدى سفالة وانحطاط اصحاب هذا الفكر المعادي لكل الاديان السماوية وحتى الوثنية، ومدى انحطاط اخلاق هؤلاء التكفيريين الذين يعملون على ضرب الاستقرار، والعيش الهادىء القوي المشترك بين أبناءالوطن الواحد، وسعي هؤلاء الى بث روح الفتنة والشقاق.
هذا العمل الاجرامي الذي تعرض له ابناء مصر من الاقباط لن يمس الوحدة الوطنية في مصر، بل انه يعززها اذ ان جميع المصريين وقفوا معا في وجه هذا العمل البشع والقذر وادانوه، واجمعوا على افشال واسقاط اهدافه. وقرروا ان يتماسكوا اكثر، وان يتعاضدوا بشكل اقوى لمواجهة مثل هذه الاعمال البربرية التي لا تعكس الا حقارة منفذيها ومخططيها. وكل الاجلال والاحترام لشهداء الوطن العربي الذين سقطوا أو يسقطون نتيجة اعمال وحشية بربرية على يد جهات تكفيرية، ودماء هؤلاء الشهداء ستروي شجرة الوحدة الوطنية والتكاتف والتعاضد لتزداد قوة وصلابة ومناعة.
القدس المحتلة