تاريخ العلاقــات المصرية السعودية .. بين الماضي والحاضر
د. ميشيل فهمي
الاثنين ١٩ ديسمبر ٢٠١٦
خواطر العرضحالجي المصري*د. ميشيل فهمي
** ٢٠٠ عام تاريخ العلاقات من عام ١٨١٦ الي عام ٢٠١٦
** المساعدات والمعونات المصرية للمملكة العربية السعودية
** كسوة الكعبة الشريفة .. وطٓلْعٓةّ المٓحْمٓـلٌ
** التِكِيٓةّ المصرية بمكة والمدينةّ وجٓـدٓةّ وتقديم الطعام والشراب لفقراء
المملكة
** إنشاء المدن والمدارس والمستٓشْفيات بالمملكة
** إتفاقية التعمير بالرياض في ١٩٣٢ لإنجازرالمشروعات العمرانية
بالمملكة السعودية
في حٓقْبةّ من حٓقٓباتّ تاريخ منتقتنـــا العربية ، وفي العصر الحديث ، كان قٓــدٓرّ مصــــر أن تتولٓــــي الرِيــادة ، كانت فيها مصــــر هي الزعيم الحٓضٓــاري الغني والثريٌ بالإقـليم والذي يُِــــنْفِقّ بِســـخٓاءّ
علي كثير من الدول العربية التي كانت تُعانـــي أشدّ المُعاناة من الفقرّ المُدْقعّ وشٓظٓفٌ العيش ، وكان النصيب الأكبر من المساعدات والإنفاقات والمعونات المصرية يُقـدٓمّ للملكة العربية السعوديـــــة ، قٓبلّ أن يٓمِـنّ الله عليها باكتشــــاف الغرب للنفط في أراضيهـا ، لأن بعض الدول والتي هي أعضــــــاء في مجلس التعاون الخليجي اليــــوم لم يكن لها وجود بٓــــعْدّ ..
وما بين تاريخي ١٨١٦ عٓهْدّ المملكة السعودية الوهابية الأولي بالدرعية ، و ٢٠١٦ عهدّ المملكة السعودية الوهابية الثالثة ، مٓـرٓ التاريـخ بمراحل زاخــرة بأحداثّ مُرُهٓـــا يزيد عن حِلْوُهٓـــا ، ففي المملكة الأولـي قـــــام ابراهيم باشا بحمـــلة عسكريـــــة بناء علي طلب من الخليفــة العثماني لمحمد علي باشا ، نظراً لإرهابها المنطقة وقطع الطرق وسرقة ونهب القوافل المتجهة الي الحج وذبح الكثيرين ، وتهديـد نفوذ السلطنة العثمانية ، واجتاز ابراهيم باشا العديد من المـعارك الضاريـة الشرسة وسحق قوات بن سعود واستولي علي الدرعية ، ودحر المملكة الوهابية السعودية الأولـــي ، وأسٓـر مؤسسها عبدالله بن سـعود وهـو ( جٓـــدّ
الملك الحالــــي ) ونقله مُكٓبٓلاً الي القاهرة ومنها الي الأسِتانة حيث تم إعدامه .. هذا هو الجانب المُرّ والذي سٓـبٓبّ جُرحاً نفسياً غائـراً وعميقاً وخٓفِياً في نفس حُـــكام المملكـــة وحتي اليوم ، والـذي لم ولـــن تنساه المملكة السعودية لمصر ويٓظْهٓرّ ذلك في التعاملات الشاذة والغير مُبٓرٓرٓةّ التي تبدو علي سطح وفي عُمْقّ العلاقات مع المملكة السعودية الوهابية الثالثة ٢٠١٦ ... مثل النكـْـوص عن العهود والإتفاقيات ، بل واللجــــوء الي تصرفاتٌ وسلوكيات وتصريحات حمقاء أول ما تضُرّ ، تٓضُرّ بهم هُمّ ، مثل ما الداني قبل القاصي يــــري ما يـــري من ذلك الهـــــطل السياسي الذي تقوم به المملكة السعودية تِجٓاهّ مصــــر الناهضة .
لكن من الجانب الحلوّ في تاريخ العلاقـات ، كان من مُنْطٓلقّ مسؤليـْة مصـر الإســلامية ، حيث كانت تــــقوم بنٓسْجّ كسوة الكعبـــة الشريفة بحي الخرنفش بالقاهــــرة ، وإرسالها سنويــــاً الي المملكة العربية السعودية في إحتـــــفال شــعبي ورســـمي فيمـا يُِـْعْرف بــ ( طلْعٓـةٌ المٓحْمٓــلٌ ) ، وذلك لِــفقر المملكة وعجزهـها المالــي عن القيــام بذلك ، واستمر ذلك لعشرات السنين منذ العهد الفاطمـي حتي عـام ١٩٦٢ حيثُ بدأت المملكة في تولي الصرف علـي الكِسْوةّ الشريفة
الأمر الثاني والحيويّ من المساعدات والمعونات التي قدمتها مصــــر الي المملكة السعودية ، تٓمٓثل في إنشـــاء وتأسيس التِكيـــةٌ المصريةّ بِمُدُنٌ مكة والمدينة وجٓدةّ ، أنشأها محمد علي باشـا لإطعام الفـــقراء والمساكين من السعوديين بتلك المدن من لــحم وأرز وخُبْــــزٌ
وكان يُصاحب ذلك توزيع معونات من ملابس وزيت وأرز وسكر علي السعوديين ، وكان يصل عدد الوجبات ٤٠٠٠ وجبة يومياً في مواسم
الحج ... ..... وامتلكت مصــر أراضي شاسعة ومبانــــي ضخمة في الحرم .. تِقدر اليوم بملايين الملايين من الريالات ، وقد قامــت المملكة بتصفية كل هذا والإستيلاء علي الأراضي المصريـــــــة بها في عـام
١٩٨٤ بتسويات غامضة حتي الآن في عهد مُبَارَك وتهاون تــــام من
وزارة الأوقاف المصرية في حينه .
واستمرت المساعدات والمعونات المصرية بلا توقف بعد ١٩٥٢ حيث
قامت مصــــر ببناء أول المدارس والمستشفيات بالممـــلكة ، وأوفدت لها
عشرات المئات من المدرسين والأطباء مدفوعي الأجر من حكومة مصــــر واستقبلت عشرات المئات من السعوديين لتعليمهم بالجامعات المصرية وخاصة الأزهر .
هذا جزء من فيض المساعدات والمعونات للمملكة والتي تقدر الآن
بمليارات الريالات ، وذلك قبل أن يٓمِنٌ الله القدير علي المملكة بالنــــفط الدولاري
كان حتميـــاً تذكير المملكة وحُكامها وشعبها وشــبابها وإعلامهــا ، وكذلك إعلاميي مصـر العاملين بالدولار السعودي ، لكي يَكُف كاذبي الإعلام في كُلٍ منهما عن القول من أن السعودية سٓـــــاعدت مصر ... إنه جُـــزءٌ يٓسيرّ من رٓدٌ الدِيـــنّ والجٓمِيـــلّ ليس إلا ...
وتحيــــا مصــــر دائــــماً .. سنداً وعٓوْنـاً للعرب .. لإنعدام دوام النفط والخوف كل الخوف من تطبيق قانون جاستا
JASTA : Justice Against Sponsors of Terrorism Act.