يوم فى حياة طفل ضال على رصيف المترو: «أنا بردان»
أخبار مصرية | الوطن
٢٨:
٠٩
م +02:00 EET
الثلاثاء ٢٠ ديسمبر ٢٠١٦
فى ليلة من ليالى الشتاء القارس، وبينما انفتحت أبواب إحدى عربات المترو، وخرج من أحشائها عشرات الملتحفين بكوفيات صوفية واضعين أياديهم الدافئة فى جيوبهم، كان الطفل «يحيى» يجلس على «سيراميك» المحطة البارد، وأمامه بضعة أكياس من المناديل، ينظر فى عيون الركاب مستدراً عطفهم، لكن الكثير منهم لم يلتفت لوجوده ومروا فى طريقهم نحو المصعد الكهربائى.
طفل لم يتعدَّ عمره 5 سنوات، جلس وحيداً فى محطة الدقى، زحفت البرودة إلى جسده فجعلته غير قادر على الحركة ولسانه غير قادر على التعبير، بينما حاله كان الأصدق من الاثنين، والدة «يحيى»، بحسب قوله، لم تخف عليه، تركته وحيداً، بينما قررت هى متابعة عملها فى بيع المناديل فى شوارع الدقى، وطلبت منه أن ينتظرها، وبعد انتهاء عملها ستمر عليه لتصطحبه إلى منزلهما فى إمبابة، لكنها فى تلك الليلة التى انخفضت فيها درجة الحرارة إلى 13 تأخرت عليه على غير عادتها: «أمى قالت لى اقعد بالمناديل دى وأنا هخلص وأجيلك، بس معرفش ليه اتأخرت وأنا بردان ومحدش بيشترى».
لدى «يحيى» أخت رضيعة عمرها بضعة أشهر، تستقر على كتف أمها أثناء رحلة بيعها للمناديل فى شوارع الدقى: «أبويا قاعد فى البيت، مش بيشتغل عشان تعبان، إحنا بنخلص وبنروح نديله فلوس وأكل». معاناة «يحيى» الحقيقية ليست فى البرد ولا الفقر الذى يجعله مقيماً فى محطة مترو، ولكن فى حرمانه من الذهاب إلى الحضانة كأقرانه: «عايز أروح الحضانة، أنا بحب الرسم والألوان، قلت لأمى ودينى الحضانة زى صحابى قالت لى مش معانا فلوس، ولما تكبر هوديك مدرسة».
الكلمات المتعلقة