هل يعود الفريق أحمد شفيق إلى القاهرة قريباً؟. الحقائق على الأرض تقول عدم وجود مانع من عودته، فقد تم رفع اسمه من قوائم الترقب والوصول، وقد عبر هو ذاته أكثر من مرة عن رغبته فى العودة إلى مصر، وربما كان الرجل يستوعب أكثر من غيره أن احتمال التحرش القضائى به بعد العودة لم يعد وارداً بنسبة كبيرة. يوصف «شفيق» بأنه «رجل الخليج الأول فى مصر»، وهو أمر تدلل عليه الكثير من الحقائق، أولها أن الخليج كان وجهته بعد خسارته فى انتخابات الرئاسة (2012) أمام مرشح الإخوان محمد مرسى، وثانيها أن الخليج سمح له بالعمل السياسى، وقد صرح هو نفسه ذات يوم بأنه كان يدعم ثورة 30 يونيو من الخارج بوسائل متنوعة، ولا يخفى عليك أنه بمجرد وصوله إلى دولة الإمارات عيّنه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان مستشاراً سياسياً له.
عودة الفريق «شفيق» إلى مصر تأتى فى أجواء حالة ملحوظة من التوتر البالغ، يتعمق يوماً بعد يوم، ما بين السلطة فى دول الخليج ونظيرتها فى مصر. كان آخر مؤشراته «الهرولة الخليجية» لدعم مشروع «سد النهضة» الإثيوبى، التى بدأت بالمملكة العربية السعودية، لتليها قطر. هذه الخطوات التى يتخذها الخليج ويصفها بعض المحللين بأنها تقع فى سياق «مكايدة مصر» قد تتطور أكثر وأكثر، مع وجود «شفيق» فى القاهرة، لتتحول المكايدة إلى ما هو أكبر وأعمق، خصوصاً أن الخصومة بين الطرفين تتطور يوماً بعد يوم، بعد أن خرجت من أروقة الاجتماعات السرية إلى الإجراءات العلنية!. ولو أنك ربطت بين زيارة مستشار العاهل السعودى إلى إثيوبيا وزيارة الرئيس «السيسى» إلى أوغندا التى جاءت تالية لها، فيمكنك أن تخلص إلى نتيجة أن التحركات أصبحت «على عينك يا تاجر». من ناحيته يرى «شفيق» أنه كان الأحق بالفوز بانتخابات 2012. وكلنا يعلم أن «شفيق» طعن على نتيجتها بالتزوير أمام القضاء. ولست أدرى كيف يقيم «الفريق» المشهد بعد 30 يونيو 2013، وهل يرى أن هناك من حصد مجهوده فى مقاومة حكم «مرسى والجماعة» أم لا؟!.
ثمة اتفاق على أن مؤيدى «شفيق» كانوا طرفاً أساسياً ضمن تحالف 30 يونيو الذى انفرط عقده سريعاً، هذا الطرف شكل فيما بعد الكتلة الأكبر التى تحلقت حولها شعبية «السيسى» قبل وبعد ترشحه لانتخابات الرئاسة. وإذا كان لهرم هذه الكتلة قاعدة وقمة، فإن مفردات القمة، التى يختلط فيها رجال سياسة مع رجال إعلام مع رجال أعمال، شكلت -ولم تزل- ركناً من أركان الحكم الحالى، وتدلل مشاهدات عديدة على أن السلطة ترتاح أكثر إلى عناصر نظام «مبارك» أكثر من غيرهم، وكأن قدر أى حكم - بعد ثورة يناير- تقريب عناصر النظام الذى ثار عليه الشعب، وإقصاء العناصر التى شاركت فى ثورة يناير وآمنت بها. «شفيق» أكبر رمز معبر عن عصر «مبارك» بعد 2011، والعناصر المؤيدة له تقبع الآن آمنة مطمئنة فى بطانة جاكتة النظام الحالى الذى يبادلهم اطمئناناً باطمئنان، وأخشى أن تكتشف السلطة -أمام أى اختبار- «الولاء الشفيقى» لهذه العناصر، لينطبق عليهم قول القائل: قلوبهم مع النظام الحالى وسيوفهم عليه.. مع «شفيق» طبعاً!.
نقلا عن الوطن