الأقباط متحدون | الشرعية العالمية ليست حماية اجنبية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٢:١٩ | السبت ٢٢ يناير ٢٠١١ | ١٤ طوبة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٨٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الشرعية العالمية ليست حماية اجنبية

السبت ٢٢ يناير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : د. رأفت فهيم جندى
 
فى القرن ال 19 خافت روسيا القيصرية من زيادة فتوحات محمد علي وحاولت تعزيز وجودها في مصر عن طريق الأقباط, فأتي أمير روسي للبطريرك القبطى وقتها البابا بطرس الجاولى يعرض عليه انضمام الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ألي الكنيسة الأرثوذكسية الروسية لكي يتمتع الأقباط بحماية القيصر الروسي. 
 
فسأله البابا بطرس, هل ملككم يموت أم يعيش إلي الأبد؟ فأجابه الأمير الروسي باندهاش أن القيصر يموت مثل كل البشر. فرد عليه البابا بطرس قائلا له إذا أنتم تحت حماية ملك يموت, أما الأقباط فهم تحت حماية ملك لا يموت هو الله, فخر الأمير علي ركبتيه وهو يقبل يدي البابا بطرس بدموع. وقال بعدها للوالي محمد علي, أنه لم يذهل من الأهرام أو المسلات الفرعونية بقدر ما أذهله بساطة إيمان و أتضاع البطريرك القبطي.
 
ليس هناك تعارض بين ما قاله وفعله البابا بطرس الجاولى وما يقوله ويفعله نشطاء الأقباط هذه الايام فى دعوة المجتمع الدولى لوقفة جدية ضد الحكومة المصرية فى إبادتها للأقباط. نحن لا نريد أن نغير ايماننا، ولانطلب أن تكون الكنيسة تحت حماية أية جهه أو مؤسسة أجنبية سواء كهنوتية أو علمانية. وايضا نحن نعلم ونؤمن أن ملكنا لا يموت ولانثق فى سواه، ولكن الرب وضع لنا وسائل مقاومة وإفساد مخطط ابادة الأقباط الذى تتولاه الدولة حاليا. 
 
وكما رفع القديس بولس دعواه إلى قيصر، كذلك نحن للشرعية الدولية العالمية، وعدم استخدام هذه الوسائل الشرعية المتاحة حاليا هى تجربة للرب الإله، وهذا مثل عدم الذهاب للطبيب بالتواكل على أن الرب هو الشافى، والشرعية العالمية ليست حماية اجنبية، ولقد لجأت لها مصر فى نزاعها مع إسرائيل حول طابا. 
 
ولهذا نحذر العالم كله أن صورة بداية مذابح راوندا تطل علينا الآن من مصر. وايضا كل ما فعلته المانيا النازية من بث الكراهية تجاه اليهود قبل الهولوكوست يتكرر الآن مع الاقباط، فلا يبث ائمة الجوامع سموم الكراهية بدون رغبة واذن الاوقاف، ولم يعتدى عرب هوارة على دير ابو فانا من بنات افكارهم، ولم يخرج العواء من تلقاء نفسه يبث اكاذيب اسلحة الأديرة والكنائس، ولم يطلق الكمونى النار على اقباط نجع حمادى بغير تحريض من جهات عليا، ولا يعرقل محافظ المنيا امور الاقباط من لب قلبه فقط، ولم تخرج مظاهرات بث الكراهية ضد الكنيسة والاقباط بدون تشجيع وحماية الأمن، ولا يخرج محافظ الجيزة ويطلق جنوده صيحات الله اكبر فى غزوة العمرانية بدون طلب السلطات العليا. وحتى إطلاق الرصاص على اقباط قطار سمالوط هو عرض بسيط لمرض الكراهية الذى بثته وتبثه الحكومة المصرية بجميع وسائلها فى المجتمع المصرى فى مخطط التطهير العرقى لإبادة الأقباط.  
 
وعلى الجانب الآخر كانت الملكة استير تعيش فى قصر الملك وفى امان من تدبير مخططات هامان، ولكن لم تكتف الملكة استير بالصوم والصلاة ضد مخطط هامان لأبادة شعبها وقتها، بل عرضت نفسها للموت لكى تفسد مخططات هامان، والأقباط حاليا فى نفس الأوضاع والظروف ايام الملكة استير والوزير هامان الشرير، ونهاية الأمر أنه قد صلب هامان على الخشبة التى اعدها لرجل الله مردخاى، وكما كان هكذا يكون من جيل إلى جيل.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :