الأقباط متحدون | مسيحيون ومسلمون.. إخوة أمام الله
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٠:٣١ | السبت ٢٢ يناير ٢٠١١ | ١٤ طوبة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٨٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

مسيحيون ومسلمون.. إخوة أمام الله

السبت ٢٢ يناير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

عرض: عماد توماس
قيمة هذا الكتاب انه يبتعد-بقدر الإمكان- عن النظريات الفلسفية-رغم أن كاتبه أستاذا للفلسفة- ويبتعد عن التنظير والشعارات الرنانة، ويحاول أن يقدم خبرة حياتية معاصره للتعايش المصري المشترك بين إتباع الأديان، فكاتب هذا الكتاب الراهب الكاثوليكي اليسوعي الأب كريستيان فان نسبن يرى أن الله موجود في داخل كل العلاقات التي جمعته مع أصدقاءه المسلمين، فأصبحوا جميعًا "سويًا أمام الله" وبالتالي أصبحوا معا يدافعون عن "الإنسان" هذا اللقاء في الله كان احد ابرز أفكار هذا الكتاب المهم " مسيحيون ومسلمون.. إخوة أمام الله"

كتب الأب كريستيان هذا الكتاب بالفرنسية، وترجمه  للعربية الدكتور أنور مغيث أستاذ مساعد الفلسفة بكلية الآداب جامعة حلوان، وقدمت له الدكتورة زينب محمود الخضيري أستاذة الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة، وصدر ضمن إصدارات مكتبة الأسرة. ويحتوى على 195 صفحة من القطع الكبير، ويتكون من خمسة فصول، الأول  يقدم فيه المؤلف خبرة لقاءاته ومعرفته بالإسلام والمسلمين بعنوان : مراحل اكتشاف للإسلام، والثاني : السياق التاريخي والاجتماعي للحوار-الاسلامى-المسيحي، والثالث : لقاء وحوار، والرابع : اللقاء في الله، أما الفصل الخامس والأخير فيأتي تحت عنوان: معًا في المجتمع.

حكاية خبرة لقاء
في هذا الفصل يستعرض الأب كريستيان خبرته الشخصية في العلاقات بين المسلمين والمسيحيين، وكيف أن هذه الخبرة شكلت رؤيته واكتسى اللقاء الشخصي وأثر عليه في تكوينه، فهو الراهب القادم من هولندا إلى العالم العربي فجاء إلى مصر في عام 1962، وهو المسيحي الكاثوليكي الذي لم يتعامل مع "الأخر" سواء كان مسلمًا أو ارثوذكسى أو انجيلى، وكان يحلم بالذهاب إلى اندونيسيا التي كانت مستعمرة هولندية، حتى جاءه طلب رسمي من الآباء اليسوعيين بهولندا أن يعاون زملاءه في الشرق الأدنى فجاء متطوعًا إلى لبنان في عام 1960 ليتعلم اللغة العربية، وعلى ظهر الباخرة التي نقلته كان أول لقاء له مع احد المسلمين، ليصبح المسلمون بالنسبة له دمًا ولحمًا وليس مجرد مفهوم نظري.

السياق التاريخي والاجتماعي للحوار
يعتقد الأب كريستيان، إن العلاقات الإسلامية –المسيحية، توجد دائمًا تحت سياق تاريخي واجتماعي في آن واحد.
فهو تاريخي لان الجميع يحملون إرثا ثقافيا ودينيا يؤثر بعمق على نظرة بعضهما لبعض، خاصة أن هذا الإرث بالغ التعقيد بين المسلمين والمسيحيين.
وهو اجتماعي لان السلوك والعلاقات بين البشر مختلى الأديان تخضع بقدر كبير لردود أفعال الجماعات سواء على المستوى العالمي أو داخل كل بلد.

ويرى الأب كريستيان، أن التاريخ ليس محايدًا، فالصعوبة التي نجدها عندما نتناول تأثير الإرث على العلاقات بين المسيحيين والمسلمين هي أن كل جماعة في أغلبها متأثرة بقراءتها الخاصة لهذا التاريخ واحد الطرق الخصبة للحوار والبناء المشترك للمستقبل قد يكون هو التوصل إلى قراءة مشتركة للتاريخ.
ويشير الأب كريستيان، إلى أن الحوار بين الطوائف المسيحية –المعروف باسم الحوار المسكونى- هدفه الأخير هو الوصول إلى إيمان مشترك وتجاوز الخلاف والانقسام في الإيمان. وهذا لايمكن أن يكون هدف الحوار بين الأديان ، إذ يجب عليه احترام الاختلاف الذي لا يمكن محوه بين الديانتين وهو ما لا يمنع من البحث عما هو مشترك بينهما، ولا حتى من اللقاء في الله وفى عيادة الله الواحد الأحد.

لقاء وحوار
في هذا الفصل –الثالث- يضع عنوانا له "لقاء" قبل "حوار" فالحوار الذي لا يجد منبعه في اللقاء ولا يستخدم في تدعيم هذا اللقاء قد يكون حوارًا زائفًا وعقيمـًا.

فاللقاء عند الأب كريستيان هو اكتشاف الآخر من اجل الدخول في حوار حقيقي  معه وهو ما ينطبق على المجتمعات التي يعيش فيها مسلمون ومسيحيون من نفس الأصل ويشتركون في نفس الثقافة، كما ينطبق على المجتمعات التي يكونون فيها من أصول وثقافات مختلفة.
والحوار الحقيقي هو ثمرة اللقاء، فكل حوار لم يتأسس على لقاء مهما كان بسيطا، فهو لا يعدو أن يكون إلا ثرثرة، وكلامًا لا يفضى إلى شئ، مجرد تجارة كلام.
وهناك لقاءات حقيقة بدون كلام، يكون الحوار فيها ضمنيًا ولكنه حقيقي.

يرد الأب كريستيان، على من يقول أن الحوار غير مجدِ، لأنه لا ينتج لديهم شيئًا، فيقول أن التحدي المشترك الأساسي هو أن نبنى سويًا مجتمعًا إنسانيا يعيش فيه كل فرد حياة كريمة وحرة، وهكذا يتم اللقاء بالآخر في إطار من المساواة والعلاقات الحقيقية، فأحد أهداف الحوار هو القدرة على أن نحيا الاختلاف بصورة ايجابية في إطار من احترام الآخر وقبوله كما هو بلا عنف ولا احتقار وبدون تمويه للاختلاف.
ويستشهد بمصر التي تمثل فيها الثقافة القبطية جزءًا من ثراء المسلم، كما تمثل الثقافة الإسلامية جزءًا من هوية القبطي المسيحي، بدون تلفيق وبدون إنكار للاختلاف في الإيمان.

يضع الأب كريستيان عدة نقاط في الحوار بين الأديان منها:
- الحرية الداخلية التي تسمح بتجاوز العلاقات الإسلامية المسيحية من المواقف الانفعالية.
- معرفة الإسلام كمؤسسات وتاريخ والخبرة الدينية التي يعيشها الآخر
- فهم السياق الثقافي والاجتماعي، والتفرقة بين ما يأتي من الثقافة وما يأتي من الدين بالمعنى الدقيق.
- تجاوز الخطاب المزدوج والكلام المحفوظ المكرر.مع تحليل أسباب مثل هذه اللغة.
- اختيار المتحاورين وعدم الإفراط في محاباة فئة بعينها أو إهمال أخرى.
- قبول المساءلة دون خوف ولا عقد مع الاهتمام بجلاء الحق.

اللقاء في الله.
يأتي الفصل الرابع تحت عنوان: "اللقاء في الله" يؤكد فيه الأب كريستيان، على أن المسلمون والمسيحيون هم قبل كل شئ مؤمنون بالله، وان كان لا ينفى أن هذه الملاحظة البديهية لم تعد كذلك بالنسبة للكثيرين في أيامنا هذه.
ويوضح الأب كريستيان، أن وحدة الإيمان بالله تسمح بلقاء بيننا بوصفنا مؤمنين، ويسمح لنا أن نكون "معًا أمام الله" وهز يعنى بأنة يمكن لنا أن نكون سويا "معًا أمام الله" وهذا يتضمن أن نعطى الأولوية في هذا اللقاء لله، وان نعترف بصورة أو بأخرى بأن الله هو الذي وضعنا معًا، وجعلنا نلتقي.

معا في المجتمع
"معا في المجتمع"  هو عنوان الفصل الخامس والأخير من هذا الكتاب، فيرى المؤلف، أن اللقاء والحوار هو لقاء بيم أشخاص يعيشون في المجتمع، وينتمون لجامعات، ويعيشون كل أنواع الروابط والانتماءات الجماعية. هذه الحياة في المجتمع هي الخلفية والإطار الملموس والأساس والمحصلة لكل خطاب حول اللقاء.
ويدعو الأب كريستيان، في نهاية كتابه، انه لكلى نلتقي من أجل أن نبنى معًا المجتمع أن نتجرد من الأحكام المسبقة المتبادلة التي يمكن أن تشكل خطرًا على البناء المشترك للمجتمع، وكسر الدائرة من الاتهامات المتبادلة وتأسيس قاعدة من الثقة المتبادلة التي لا تستبعد الصراحة.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :