الأقباط متحدون - التوجهات القومية الراديكالية فى إدارة ترامب بعد انتخابات 2016 (7)
  • ٠٥:٤٨
  • الخميس , ٢٢ ديسمبر ٢٠١٦
English version

التوجهات القومية الراديكالية فى إدارة ترامب بعد انتخابات 2016 (7)

مقالات مختارة | بقلم الدكتور: جهاد عودة

١١: ٠٥ م +02:00 EET

الخميس ٢٢ ديسمبر ٢٠١٦

الدكتور جهاد عودة
الدكتور جهاد عودة

“إنه هجوم على ديمقراطيتنا، وهجوم على هويتنا كشعب.. إن عبث حكومة إحدى الدول الأجنبية بانتخاباتنا يعني في وجهة نظري تهديداً وجودياً لمنهج حياتنا.. الأمر بالنسبة لي يشبه أحداث 9/11، النظير السياسي لها…” بهذه الكلمات وصف مايك موريل، المدير السابق لوكالة الاستخبارات الأميركية، التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية التي فاز بها دونالد ترامب العام الجاري 2016، مضيفاً: “لا أقول ذلك من باب المُبالغة، الأمر جسيم، وما صدمني هو أنه لم يحظَ بمزيد من الاهتمام من قبل إدارة أوباما، أو الكونجرس، أو حتى وسائل الإعلام”.
 
وأوضح تقرير لصحيفة واشنطن بوست، أن وكالة المخابرات المركزية توصلت في جلسة تقييم سرية، إلى أن التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية لم يكن بهدف التلاعب بالنظام الديمقراطي، وكنل لمساعدة ترامب على الفوز بالرئاسة.
 
وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى، من المُطلعين على النتائج: “ما وصلت إليه تقييمات أجهزة الاستخبارات هو أن هدف روسيا من التدخل هو تفضيل أحد المُرشحين على حساب الآخر، والمساعدة في فوز ترامب بالرئاسة، هذا هو الرأي الذي اتفق عليه الجميع”.
 
وخلال الانتخابات، تم اختراق رسائل البريد الإلكتروني لكل من اللجنة الوطنية الديمقراطية، والحساب الخاص بجون بوديستا، رئيس حملة هيلاري كلينتون للرئاسة، ونُشرت جميعها على موقع ويكيليكس.
 
وتسببت رسائل البريد الإلكتروني الخاصة باللجنة الوطنية الديمقراطية على وجه الخصوص، في الاضطراب داخل الحزب، وأدت هذه المراسلات إلى اتهام أنصار السيناتور بيرني ساندرز، لمسؤولي الحزب الديمقراطى بترجيح الكفّة لصالح كلينتون، خلال الانتخابات التمهيدية للحزب.

بوتين وترامب

وخلصت وكالات الاستخبارات إلى أن القراصنة الروس اخترقوا أيضاً أنظمة حاسبات اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، ولكنهم لم ينشروا تلك المعلومات على الملأ.
 
وقال زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل “جمهوري”، إنه يؤيد إجراء تحقيق في عملية القرصنة التي تمت، مضيفاً إن الأغلبية “بطريقة أو بأخرى، تتحدى الاعتقاد السائد بأن الجمهوريين في مجلس الشيوخ يعارضون مراجعة التكتيكات الروسية أو يتجاهلونها”.
 
ونقلت الصفحة الرسمية لشبكة سى إن إن، على موقع التواصل الاجتماعي، تويتر، فيديو يقول فيه زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل: “التحقيق يتحدى الاعتقاد السائد بأن بعض الجمهوريين لا يريدون استجواب روسيا”، وقال ماكونيل، إن لديه “ثقة كبيرة في مجموعة الاستخبارات”، مضيفاً أن وكالة الاستخبارات الأميركية بها الكثير من “الوطنيين غير الأنانيين، ويخاطر كثير منهم بحياتهم من أجل الشعب الأميركي، دون أن يُعرفوا”.
 
إلا أن هناك تناقضات صريحة ما بين تعليقات ماكونيل وتعليقات ترامب، الذي قال لموقع فوكس الإخبارى، الأحد الماضى إن تقارير التدخل الروسي في الانتخابات كانت “سخيفة”، وبمثابة “حجة” للتقليل من شأن فوزه و”لا، أصدق أياً من هذه الأشياء على الإطلاق”.
 
وأضاف ترامب : “لا أحد يعرف الحقيقة، والقرصنة أمر مثير للاهتمام.. لأنك إن لم تلق القبض عليهم أثناء عملية الاختراق فلن تتمكن من القبض عليهم مُطلقاً.. وهم لا يملكون أدنى فكرة عن هوية القراصنة، وما إذا كانت الدول التي قامت بها هي الصين أو روسيا، أو ربما شخص ما.. فقد يكون القرصان شخصاً يجلس على سريره في أحد الأماكن. ما أعنيه، هو أنه ليست لديهم فكرة عمن قام بالقرصنة”.
 
كما رفض ترامب البيانات الموجزة التي تصدرها الاستخبارات الأميركية يومياً، مُفضلاً الحصول عليها مرة واحدة فقط في الأسبوع، وقال إنه ليس بحاجة لتلك البيانات في كل الأوقات، لأنه “شخص يتمتع بالذكاء”.

ترامب الرئيس الأمريكي
 
أما جيسون كاندر، الحاكم الديمقراطي في ولاية ميسوري، النقيب السابق للجيش في أفغانستان، فصرح بأن تعليقات ترامب مهينة بشكل لا يُصدق، وقال في تغريدة عبر حسابه على “تويتر”، إنه لا يستطيع تخيل كيف كان سيشعر -كشخص كان يخاطر بحياته من أجل الحصول على هذا النوع من المعلومات- لو قال الرئيس بوش إن الأمر لا يهمه، ولا مصلحة له فيه.
 
هناك عدد متزايد من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين يطالبون بعقد جلسات استماع في الكونجرس بشأن التدخل الروسي في الانتخابات، وأصدر الأعضاء الجهوريون ليندسي غراهام وجون ماكين والديمقراطيان جاك ريد وتشاك شومر، بياناً مشتركاً، الأحد الماضي، يحثون الناس على عدم جعل الأمر “قضية حزبية”، وافق الجمهورى جيمس لانكفورد على البيان في تغريدة نشرها فى نفس اليوم قال فيها: ” التحريات الأمنية الإلكترونية على التدخل الروسي لا يمكن أن تكون حزبية”، وقالت السيناتور الجمهورية راند بول، إنها تريد إجراء تحقيق في المسألة، أما الجمهورية سوزان كولينز، فقالت إنها تظن أن إجراء تحقيق في الكونجرس من قِبَل الحزبين “قد يكون خطوة مفيدة نحو تحقيق المحاسبة الموضوعية تجاه أي تدخل مزعوم من قِبَل أي خصوم أجانب”.

مجلس الشيوخ الأمريكي
 
أما موريل، الذي شغل منصب القائم بأعمال مدير وكالة المخابرات المركزية في عهد الرئيس باراك أوباما، فقد أشار بدوره إلى أن لجنة من الحزبين ستكون مفيدة، لأنها “ستنظر بالضبط فيما فعله الروس، وما يمكننا فعله هنا للتأكد من عدم قيام أي حكومة أجنبية بهذا الأمر مرة أخرى”.
 
وأضاف: “لا ينبغي لهذه اللجنة أن تنظر فيما هو مجهول، وهو هل أثّرت عملية القرصنة على النتائج أم لا؟ فنحن لن نعرف ذلك أبداً.. لن نعرف أبداً ما فعله الروس، سواء أثر ذلك في أي صوت من الأصوات أم لا ولكن ما يمكننا القيام به هو معرفة ما فعلوه بالضبط، وإجراء تغييرات هنا في طريقة التعامل مع المعلومات، وكيف يمكننا حمايتها، والتأكد من أنهم لن يقدروا على تكرار ذلك مرة أخرى”.
 
ويزيد المعركة اشتعالاً هو اختيار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، ريكس تيلرسون، لتولي منصب وزير الخارجية، وأرجع اختياره له “لخبرته الواسعة وفهمه العميق للعوامل الجيو سياسية، واكتسب رجل الأعمال الأمريكي، تيلرسون، 64 سنة، خبرته الدبلوماسية من إبرام صفقات مع دول أجنبية لصالح أكبر شركة للطاقة في العالم، حيث يشغل منصب رئيس مجلس إدارة شركة إكسون موبيل النفطية منذ عام 2006، والتي تُعتبر خامس أكبر شركة أمريكية من حيث القيمة السوقية.
 
وُلد تيلرسون في عام 1952 في ويتشيتا فولز بولاية تكساس، وحصل على درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية عام 1975، من جامعة تكساس.
 
,يتمتع تيلرسون بعلاقات وثيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن؛ الذي منحه وسام الصداقة عام 2012، كما تجمع بين الرجلين معرفة تمتد إلى أكثر من 20 عاماً، وكان انتقد العقوبات الأمريكية على روسيا بسبب تدخلها في أوكرانيا.

ريكس تيلرسون
 
أشاد ترامب بالجمهوري ريكس، ووصفه بأنه أحد أنجح رجال الأعمال في العالم، قائلا: “المسيرة المهنية لتيلرسون تمثل تجسيدا للحلم الأمريكي، من خلال العمل الجاد والتفاني وعقد صفقات ناجحة»، اما تيلرسون، فقال إنه سيركز على تعزيز التحالفات، بالتزامن مع الاهتمام بالمصالح الوطنية المشتركة وتعزيز قوة الولايات المتحدة الأمريكية وأمنها وسيادتها.
 
وقال مسؤول كبير في الفريق الانتقالي للرئيس الأمريكي إن ترامب اختار تيلرسون بعد أن دعمه عدد من الجمهوريين وبينهم وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر، ووزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس ووزير الدفاع السابق روبرت جيتس.
 
يقول مسؤولون وخبراء حاليون وسابقون في الأمن القومي الأميركي، إنه إذا كان صحيحاً أن الحكومة الروسية حصلت على وثائق تعود إلى اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، فإن إدارة دونالد ترامب القادمة قد تكون أكثر الإدارات اختراقاً في تاريخ الولايات المتحدة، وأكَّد مسؤول بارز في الإدارة الأميركية لموقع “ذا ديلي بيست” الأمريكي، أن وكالة الاستخبارات المركزية تعتقد أن الروس قد اخترقوا اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري.
 
وقد تحدث المسؤول رافضاً نشر اسمه، لأنه لم يكن مخوَّلاً بالحديث عن القضية علناً..
 
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية قد ذكرت في تقرير لها، نشرته 10 ديسمبر الجارى أن مخترِقين على صلة بجهازي أمن روسيَّين زُعِم أنهم اخترقوا أنظمة الكمبيوتر الخاصة باللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، لكنهم مع ذلك لم يكشفوا عن محتوى هذه الأنظمة، وذلك في تناقض واضح مع الكشف التدريجي الذي تم عن طريق موقع “ويكيليكس” لرسائل إلكترونية تعود إلى اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي خلال الربيع والصيف الفائتين.
 
ونتيجة لذلك، قال التقرير إن وكالات الاستخبارات الأميركية خلصت “بدرجة عالية من الثقة” إلى أن دوافع الكرملين من وراء هذه الهجمات كان ضمان انتخاب ترامب، وليس فقط التأثير على منافسته هيلاري كلينتون، أو تقويض الديمقراطية الأميركية، وذلك عكس ما خلصت إليه الوكالات ذاتها “بثقة” في أكتوبر 2016، بأن هدف الاختراقات الروسية خلخلة الديمقراطية الأميركية وليس مساندة ترامب.

الاستخبارات الامريكية
 
وأخبر مسؤول أميركي بارز صحيفة “واشنطن بوست”، أن “تقديرات أجهزة الاستخبارات تشير إلى أن هدف روسيا كان تأييد أحد المرشحيْن على حساب الآخر، أى مساعدة ترامب على النجاح في الانتخابات”، وقال ضابط استخبارات سابق، حول تسريبات وكالة الاستخبارات المركزية، مستشهداً بنقاشاته مع زملاء سابقين آخرين، إن “هناك ثورة تجري”.
 
وأضاف: “إنهم لا يحبون المرشح لمنصب مستشار الأمن القومي مايكل فلين، ويكرهون كذلك غطرسة ترامب، إنهم يرون عمل حياتهم يذهب أدراج الرياح أمامهم.. إنهم يشعرون كما لو أن لجنة الاستخبارات بأكملها قيد المراقبة”.
 
ولم يرغب الجاسوس السابق في الكشف عن هويته، لأنه لم يكن مخوَلاً بالحديث عن المحنة الداخلية التي تمر بها الوكالة علناً، وجرى الاعتُقِاد على نطاق واسع أن اختراق اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطى، تم تدُبّيِرها بواسطة فرديْن مستقلّيْن من أعضاء المخابرات الروسية، الأول هو كوزي بير، وهو مخترِق يعمل لحساب جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، ذراع المخابرات الروسية في الداخل، وتم اختراق خوادم اللجنة في أواسط 2015.
وفي نفس الوقت تقريباً اخترق فانسي بير، وهو مُخترِق مرتبط بمديرية المخابرات الرئيسية الروسية، التي تُعَد الوكالة الرئيسية للاستخبارات العسكرية في روسيا، هو الآخر هذه الخوادم، وتم ذلك من أجل اختلاق قدر معقول من حالة الاستنكار في الأوساط الأميركية، وتم إُرساِلَ المعلومات التي استُولي عليها إلى موقع “ويكيليكس”، وتم تحميلها على الإنترنت بواسطة موقعين يُشتبه في علاقتهما بالحكومة الروسية: الأول هو Guccifer 2.0، والثاني موقع مُنشأ حديثاً أُطلِق عليه اسم DCLeaks.com.
 
ووفقاً لصحيفة “نيويورك تايمز”، بلغت وكالة الاستخبارات المركزية ووكالة الأمن القومي كلاً من البيت الأبيض والكونجرس أن مسؤولين روساً قاموا بالاختراقات التي تعرضت لها اللجنتان الوطنيتان لكلا الحزبيْن -الديمقراطي والجمهوري- تم التعرُّف عليهم، بينما لم تُعلَن أسماؤهم.
 
وقال العقيد المتقاعد توني شيفر، الذي حظي بمقابلة مع مرشّح ترامب لمنصب مستشار الأمن القومي مايكل فلين الأسبوع الماضي في برج ترامب، إن “جون برينان، مدير وكالة الاستخبارات، يعتقد أن الروس خلف هذه الاختراقات”.
 
وأضاف شيفر، وهو عضو مركز لندن لأبحاث السياسة الموجود في نيويورك، وهو المركز الذي يتمتع فلين أيضاً بزمالته: “لقد اطّلع مجلس الشيوخ على اعتقاده بأن الروس متورطون في هذا، لكنه لم يقدم أي دليل ملموس.. ما أفهمه هو أن البيانات المقدمة ليست أكثر من مجرد رأي، وليست تفاصيل عن هجمات بعينها.. الشعب الأميركي يستحق إجابة، لكنني لا أعتقد أنه سيحصل عليها أبداً لأنه ليست هناك معطيات حقيقية لدعم هذه الادّعاءات”.
 
وأخبر مايك ماكول، رئيس لجنة الأمن الوطني بمجلس النواب، مجلة بوليتيكو، أنه أبلغ ترامب بأن روسيا كانت تحاول التأثير على الانتخابات”، وقال ماكول في أكتوبر 2016: “ليست لدى ترامب التقارير الاستخباراتية التي أملكها الآن، لكني قلت بوضوح إن الفاعل
من وجهة نظري تابع لدولة وليست مجموعة مستقلة”.
 
ورفض مكتب ترامب التعليق على المسألة، ورفضت السي آي إيه أيضاً التعليق، وقال آدم شيف، العضو الديمقراطي البارز عن ولاية كاليفورنيا بلجنة الاستخبارات في مجلس النواب، فى 10 ديسمبر الجارى، مستشهداً بالبيان الرسمي لمدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر، إن “الروس اخترقوا مؤسساتنا الديمقراطية، وسعوا إلى التأثير على انتخاباتنا وزرع الشِّقاق بيننا.. وللأسف، كانت جهود الروس بهذا الصدد ناجحة بشكل مذهل.. وسيكون المرء أعمى إذا لم ير أن هذه الأفعال الروسية كانت وبشكل متسق تضر بالوزيرة كلينتون وتساعد ترامب.. ولا أعتقد أن هذا محض صدفة أو غير متعمَّد”.
 
لم يؤكد شيف أن وكالة الاستخبارات المركزية على وجه التحديد تعتقد أن روسيا كانت خلف الاختراقات المتعلقة بالانتخابات. ويُتهم مدير الاستخبارات الوطنية بمحاولة حشد جميع رؤى وكالات الاستخبارات الـ16 خلف رؤية وكالته، وأشار مسؤول قريب من كلابر، أنه قدّم أنباء مزعجة وغير مرغوبة إلى البيت الأبيض، في ظل رئاسة أوباما من قبل، بما في ذلك التقديرات التي أشارت إلى أن تنظيم داعش كان آخذاً في التعاظم، رغم أنها لم تف التنظيم بقدر قوته الحقيقية، التي رأى مدير وكالة استخبارات الدفاع فلين آنذاك أنها كان ينبغي أن تُقيَّم بها.
 
وقال كلابر أيضاً بعد ذلك، إن النظام السوري كان يستخدم الأسلحة الكيماوية في معاركه، رغم الصفقة التي جرى التفاخر بها حين تم التفاوض فيها مع روسيا، والتي كان من المفتَرَض أن تتخلّى دمشق بموجبها عن كامل مخزونها من الأسلحة الكيماوية، في مقابل عدم توجيه الولايات المتحدة ضربات ضدها،وتحدث المسؤول رافضاً الكشف عن نفسه، لأنه لم يكن مخوَّلاً بالحديث علناً عن الاتصالات الحساسة بين كلابر والبيت الأبيض.
وفي هذه الأثناء، لا يُلقي الفريق الانتقالي لترامب بالاً لكل هذه المعلومات المكشوفة، فبعد أن نفى الفريق، أو قلَّل تباعاً من تورط روسيا في توجيه الانتخابات الأميركية، أصدر الفريق بياناً غير موقَّع يثير إلى حد كبير ظلالاً من الشك، حول جدارة مؤسسة الاستخبارات التي سيرثها الرئيس المنتخب على مساعدته في إدارة البلاد بعد شهر ونصف الشهر.
 
وتضمّن البيان أن: “هؤلاء هم نفس الأشخاص الذين قالوا إن صدام حسين كان يمتلك أسلحة دمار شامل.. وانتهت الانتخابات منذ فترة طويلة شاهدة على واحد من أكبر الانتصارات التي تحققت داخل المجمع الانتخابي.. والآن هو الوقت المناسب لمواصلة المسيرة، وجعل أميركا عظيمة مرة أخرى”.
 
في المقابل قال بوب بيير، عميل وكالة الاستخبارات المركزية السابق، الذي اعتاد بدوره على التدخل في شؤون الحكومات الأجنبية -حسب تعبير الديلي بيست-: “إننا بحاجة لانتخابات جديدة.. إنها أزمة دستورية غير مسبوقة.. إذا اخترقت وكالة الاستخبارات المركزية الانتخابات في أحد البلدان الديمقراطية، فرنسا أو ألمانيا على سبيل المثال، وقامت بتوجيهها فإن هذه الدولة ستطالب بعقد انتخابات جديدة لا شك”.

ترامب وسط مؤيديه
 
وقال بيير إنه يتفق مع ترامب في أنه إذا أصبح الأخير في موقع السلطة، فإن الوكالة ربما ستلتف حول رغباته، وهو الأمر الذي يجعل بث الوكالة للأدلة التي لديها قبل 19 ديسمبر، عندما ينعقد المجمع الانتخابي لاعتماد فوز ترامب بالرئاسة حتمياً، حسب قوله.
 
وأضاف: “لا يمكننا الانتظار إلى ما بعد توليه الرئاسة واختياره لمرشح لرئاسة وكالة الاستخبارات المركزية، الذي سيكون صاحب القرار بشأن ما إذا ما كانت الدلائل التي لدينا ضد الروس قانونية أم لا”.
 
وبشكل جوهري، يمكن الآن أن تكون بحوزة أجهزة الأمن الروسية ما كانت تسمّيه لجنة أمن الدولة السوفيتية أدوات المساومة الشخصية على ترامب وطاقمه، التي يمكن أن تُستَخدم لاحقاً لابتزازهم من أجل تنفيذ الأجندة الروسية.. ومجرد وجود احتمال بأن بوتين يعرف الآن أسرار اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري والشؤون الداخلية للحزب الفائز في انتخابات 2016، هو قيد على العلاقات الأميركية الروسية طوال الأعوام الأربعة المقبلة، بغض النظر عمّا إذا كانت هذه الأسرار تُعَد بأي شكل من الأشكال فضيحة أم لا.
 
وسيُفسر أى جنوح من واشنطن تجاه روسيا، أو أي مواءمة تحدث مع الكرملين بشأن الحروب الجارية في سوريا وأوكرانيا على أنه مقايضة في مقابل الحفاظ على صمت بوتين على ما يمتلكه ضد القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية أو دائرته المقرّبة.

الكرملين
 
وقال توم نيكولز، أستاذ شؤون الأمن القومي في كلية الحرب البحرية الأميركية، لموقع الـ”ديلي بيست” معبِّراً عن رأيه وليس عن رأي كلية الحرب: “الروس لا يزالون يحتفظون بما استولوا عليه من اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، لأنها قيّمة بما فيه الكفاية، لتُحفَظ في بنك الاحتياط حتى تنصيب الرئيس المنتخب. هذا احتمال مرعب بكل صراحة”.
 
وأضاف نيكولز إن “إجابة الجمهوريين المعارضين لترامب هي متابعة المسير، وربما
يكون ذلك شيئاً من الملائم قوله للسياسيين غير المتقبّلين لنتيجة الانتخابات، لكنه رد لا يمكن تصوُّره في مواجهة الهجوم المفتوح لروسيا على النظام السياسي للولايات المتحدة.
 
وقاد ترامب حملته ببرنامج يسير في اتجاه تحسين العلاقات مع روسيا، ووصل به الأمر إلى مدح بوتين بشكل شخصي في العديد من المرات، موضِّحاً إيجابية أسلوب قيادته في مواجهة أسلوب قيادة باراك أوباما، مشكِّكاً في انتهاكات الحكومة الروسية الموثَّقة جيداً ضد حقوق الإنسان، بما في ذلك المزاعم بشأن إصدار الكرملين أوامر قتل معارضين والتشهير بصحفيين.
 
وأنكر ترامب كذلك أي دور لروسيا في إسقاط الطائرة الماليزية فوق أوكرانيا في يوليو 2014، رغم أن تحقيقات دولية مستقلة قالت إن صاروخاً نُقِل من روسيا استُخدِم لإسقاط طائرة الركاب، وقال كذلك إن سكان القرم رغبوا في ضم روسيا لجزيرتهم، في الوقت الذي أنكر فيه أن موسكو قد غزت أوكرانيا.
 
وهناك كذلك حقيقة أن ريكس تيلرسون، المدير التنفيذي لشركة إكسون موبيل، الذي أُشَيع أن ترامب قد يرشّحه لوزارة الخارجية، تلقّى في إحدى المرات توصية روسيةً من بوتين شخصياً له، للحصول على جائزة الصداقة.
 
وقال عميل سابق، خدم في موسكو إبَّان ذروة الحرب الباردة، إنه من السابق لأوانه القول كيف توصّلت وكالة الاستخبارات المركزية إلى حقيقة أن ترامب كان مرشح بوتين المُفضل، “إنهم ينسبون الدوافع إلى الروس، لكنني أرغب في رؤية الدليل.. وقول إن هذا الأمر قد حدث بسبب هذا أو ذاك خلال اجتماعات اللجان أو جلسات الاستعراض أمرٌ يخضع للظروف.. في غياب الاعتراض أو المصادر –أكثر من مصدر- التي يمكن الاعتماد عليها بشكل مؤكد، فإنك تصل إلى استنتاجات يمكن للفرد أن ينتقدها”.
 
وقلل العميل السابق من شأن التأثير الذي يمكن أن تحدثه “وسائل المساومة الشخصية” على عملية صنع القرار، وقال مستخدماً الكلمة المتداولة بين الجواسيس الروس، التي تعني التحكم بالجميع: “إنك تفترض أن ترامب سيتجاوب مع “وسائل المساومة الشخصية” فقط، وليس شيئاً آخر، كمصالحه الشخصية مع روسيا.. لدى ترامب نقطة ضعف فيما يتعلق بالدولة.. ويمكن أن يتلاعب بك أعضاء الشيكا (هيئة الطوارئ السوفيتية لمكافحة الثورة المضادة والتخريب) بطرق عدّة وليس فقط عن طريق الابتزاز.. إننا لا ندري ما تحويه رسائل البريد الإلكتروني الخاصة باللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، أو من سيتأثر بها في نهاية المطاف”.
 
وأدَّى اختراق اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي إلى استقالة المسؤولة آنذاك ديبي واسرمان شولتز، لكن من غير الواضح إذا ما كان هذا الاختراق هو العامل الحاسم في توجيه الانتخابات إلى صالح ترامب، فهناك محللون آخرون أشاروا إلى الضعف الكبير الذي شاب تواصل كلينتون مع مصوِّتي الطبقة العاملة في الولايات الحاسمة أوهايو، وميتشيجان وبنسلفانيا، التي فاز ترامب فيها بهامش ضئيل.
 
ورأى آخرون أن خطاب مدير جهاز المباحث الفيدرالية، جايمس كومي، الذي أخبر فيه الكونجرس أن التحقيق في قضية استخدام هيلاري كلينتون لبريدها الإلكتروني الشخصي لا يزال مستمراً أضرَّ بفرص المرشحة الديمقراطية، في الوقت الذي كان يستعد فيه المصوِّتون إلى الذهاب إلى صناديق الاقتراع، أكثر مما أضرَّها أي شيء ورد في الرسائل الإلكترونية الخاصة باللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، أو المراسلات الشخصية الخاصة بمدير حملتها جون بوديستا.
 
ويعتقد أندريا سولداتوف، المشارك في تأليف كتاب “الويب الأحمر”، وهو كتاب حول أمن روسيا الإلكتروني، واستخدام الإنترنت في إسكات المعارضة، أن الهدف الأكثر احتمالاً لموسكو ليس ترامب، ولكن حزبه الجمهوري القوي، وقال سولداتوف: “أشكك بإمكانية وجود أي وسائل ضغط شخصية على ترامب يمكن أن تؤذيه ولكن الحزب الجمهوري أمر مختلف”.
 
بالنسبة لسولداتوف، فإن التهديد بنشر الوثائق التي تؤكد الشائعات أو الصلات المزعومة بين اختيارات ترامب لإدارته وبين الحكومة الروسية يمكن أن يكون أداة مفيدة في الإبقاء على هذه الإدارة خاضعة للرقابة.
 
وقال سولداتوف في إشارة إلى فلين، مستشار الأمن القومي لترامب: “هل تتذكرون قصة القائد السابق بوكالة استخبارات الدفاع، الذي قام بمقابلات مع قناة روسيا اليوم والحصول على أموال مقابل ذلك؟.. سيكون الأمر أكثر سوءاً بالنسبة لترامب إذا قمنا ببساطة بتقديم الأدلة الموثَّقة التي تؤكد صحة ما نعرفه بالفعل”.
 
ويتفق قائد جاسوسي روسي سابق مع هذه التقديرات.. كان أوليج كالوجين جنرالاً سابقاً مسؤولاً عن العمليات في الولايات المتحدة في جهازالـ”كى جى بى” وأدار أيضاً أول شعبة تابعة للجنة، أو ذراع اللجنة لمكافحة التجسس، الذي توصل إلى نوع خاص من الحيل القذرة أو “الوسائل الفعّالة”، والذي يُعَد اختراق دولة لحزب سياسي أحدها.
 
وقال كالوجين لموقع “ذا دايلي بيست” إنه “في الأيام الخوالي، في عصري، اعتمدنا على الجهود البشرية في الاختراق والتلاعب بالناس من الداخل” مشيراً إلى أنه ليس مقتنعاً بشكل شخصي بأن اختراق اللجان الوطنية للحزبيْن الديمقراطي والجمهوري تم بواسطة الحكومة الروسية، وليس بواسطة “أفراد”.
 
ومع ذلك، يرى كالوجين أنه إذا كان جهاز الأمن الروسي ومديرية المخابرات الرئيسية الروسية هما المسؤولان، وأن بوتين يضع يديه على معلومات حسّاسة تتعلّق بمسؤولين بارزين في الحزب الجمهوري، فإنه سيكون من التهور والخطورة محاولة ابتزاز البيت الأبيض بشكل مباشر، وبسبب ما يعتبره كالوجين “تداعيات محتملة”، فإن روسيا قد أحجمت بشكل كبير عن زرع جواسيس أو مصادر معلوماتية في مناصب رفيعة المستوى، مثل الوزراء.
 
ويُعَد مسؤولو المستويات الوسطى والمستويات الأدنى في وزارة الخارجية أو المجمّع الصناعي العسكري درجات وأهداف أفضل بالنسبة للجواسيس، وفي ظل هذه الفرضية، فإن الموظف شبه المجهول حتى الآن في اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، الذي ربما كتب أموراً شخصية أو مهنية مُضرّة به وإذا ما تم الكشف عنها قد يجد نفسه في موقف يتواصل فيه مع عميل روسي ليعرض عليه تقديم الولاء للروس، وإذا لم يقبل فسيكون الشخص الذي يتواصل معه هو ضابط في مجلس الأمن القومي الأميركي.
 
وقال كالوجين: “رجل واحد فقط بإمكانه تدمير كل شيء ولا يجب أن يكون هذا الرجل رئيساً”.
 
من ناحيه اخرى إنَّ ترامب على وشك أن يقود الغرب نحو المرحلة الثالثة، والأكثر ظلامية، من تحدي الـ15 عاماً للقضاء على تهديد الإسلام المتطرف.. كانت المرحلة الأولى هي “مبادرة الحرية” التي قام بها جورج بوش الابن، والتي طرحت أنَّ التحرر السياسي في ظل الأنظمة الاستبدادية الحاكمة للشرق الأوسط، سيوقف ضم أتباع جدد للإرهابيين.

أما المرحلة الثانية فكانت سياسة التفاعل التي تبنَّاها باراك أوباما، الذي راهن على أن الحوار المحترم والانتباه إلى مطالب المسلمين من أجل تحقيق العدالة –والفلسطينيين بخاصة- قد يجعل الغرب هدفاً أقل إلحاحاً، وكلاهما حُكم عليه بالفشل، أما الرئيس الجديد، فسيتبنَّى المنهج الذي طالما رفضه بوش وأوباما أخلاقياً وعملياً، إذ إنَّه سيأتي بنتائج عكسية: صراع الحضارات.
 
يمكننا تحديد ملامح ما يمكن تسميته بـ”حملة ترامب” من خلال خطابات ستيفن بانون، ومايكل فلين، وجيف سيشنز، وآخرين ممن عيَّنهم ترامب في إدارته، إنهم يتحدثون عن “تاريخ طويل من النضال اليهودي-المسيحي في الغرب ضد الإسلام”، كما يصفه بانون، أو “حرب عالمية يقوم بها أهل الشر ضد الحركة الجماهيرية المسيحية” بحسب فلين، مستشار الأمن القومي القادم.

دونالد ترامب
 
حرص بوش وأوباما على تمييز إرهابيي تنظيمى القاعدة وداعش، عن الإسلام نفسه، الذي وصفه بالدين العظيم الجدير بالاحترام، ولكن فلين ليس كأوباما؛ فهو يقول إنَّ الإسلام وباء، حركة سياسية تتخفى تحت عباءة الدين ونتاج ثقافة متدنية، و يقول فلين في كتاب نشره هذا العام: “لا أعتقد أن كل الأديان تتساوى أخلاقياً، وأعتقد أن الغرب –الولايات المتحدة الأميركية تحديداً- أكثر تحضراً وأخلاقاً بكثير”.
 
ما الذي قد يعنيه هذا عملياً؟ على أرض المعركة بالشرق الأوسط، فريق ترامب واثق من مواصلة الهجمات ضد داعش في العراق، وسوريا، وليبيا، ونظراً للنجاح البطيء الذي تحققه الهجمات، فمن غير المرجح أن يُغير فلين ووزير الدفاع القادم جيمس ماتيس من نهج أوباما في دعم القوات المحلية إلى إرسال أعداد أكبر من قوات الجيش الأميركي.
 
ستبحث الإدارة الجديدة عن طرق استعراضية لتحدي إيران، بينما لا يبدو أنها ستفعل الشيء ذاته في المكان الأهم: سوريا، ولن يؤثر صراع ترامب الحضاري على الميليشيات الشيعية أو الإرهابيين السُنَّة، الذين سيرحبون به – ولكن سيؤثر على مواطنين عاديين في العالم الإسلامي.. سيختبرونه في “التدقيق الشديد” معهم، إن لم يكن منعهم تماماً، من الدخول إلى الولايات المتحدة الأميركية، وسيشعرون به في دعم أميركا للديكتاتوريين والملوك الذين أسماهم ترامب بالحلفاء التكتيكيين في المعركة الحضارية، أولهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والذي احتفى به ترامب ومساعدوه لحربه ضد الجهاديين أثناء سعيه لإصلاح صورة الإسلام.
 
وقد تصطف أنظمة استبدادية أخرى وراء استراتيجية ترامب، رغم أن صانعيها معادون للإسلام، وسترحب المملكة العربية السعودية وبقية الممالك بالعداء الأميركي المتصاعد ضد إيران وضد جماعة الإخوان.
 
وسرعان ما قدَّمت البحرين، التي توجد بها قاعدة الأسطول الأميركي الخامس في الخليج العربي، إشارات الولاء بإقامة احتفال بعيدها الوطني في فندق ترامب الجديد، الأوروبيون أيضاً سيصطفون خلف استراتيجية ترامب؛ فالحكومات اليمينية في المجر وبولندا تردد خطاب ترامب المعادي للمسلمين بالفعل، وفي فرنسا، المرشح الأكثر اعتدالاً بين المرشحين البارزين لمنصب الرئيس الفرنسي المقبل، فرانسوا فيون، ألَّف كتاباً بعنوان “هزيمة الشمولية الإسلامية”.
 
حتى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أبرز من تبقَّى من المدافعين عن القيم الديمقراطية الليبرالية، اضطرت إلى اتخاذ موقف معادٍ للإسلام، الأسبوع الماضي، باقتراح شن حملة على النقاب الذي ترتديه عدد ضئيل جداً من النساء الألمانيات.
 
ليس من الصعب التنبوء بعواقب هذه الحركة، فسيجد المسلمون، الذين يحتقرون الجهاديين ويسعون إلى تحديث بلدانهم بتبني أفكار السوق الحرة والمؤسسات الديمقراطية، أنفسهم مضطرين إلى الابتعاد عن شركائهم الغربيين المحتملين؛ وستضم المجموعات التي روَّجت لفكرة صراع الحضارات مع الغرب أتباعاً جدداً، مثل تنظيمى داعش والقاعدة، سواء في الشرق الأوسط أو بين المسلمين الغربيين، وسيسقط نظام السيسي في نهاية المطاف تحت وقع الفساد وعدم الكفاءة، هذا إذا ما استطاع تجنُّب تمرد شعبي ضده.


لقد حاول بوش وأوباما تغيير أوضاع الشرق الأوسط المسلم، أو العلاقات التي تجمعه بالولايات المتحدة، وفشلا في ذلك، هدف ترامب سيكون التضييق على المنطقة وقمعها، وكذلك التضييق على الإسلام وقمعه، وأسوأ نتيجة متوقعة لمسعاه هو أنه سينجح.

قالت الشرطة الأميركية، الإثنين الماضى، إنها ألقت القبض على رجل للاشتباه في ارتكابه جريمة بدافع الكراهية للمسلمين وتبحث عن آخر فيما يتصل بطعن أحد المصلين قرب مسجد في جنوب كاليفورنيا، وقال قائد الشرطة روبرت بريل، إن الحادث وقع في وقت متأخر ليل السبت أمام مسجد الرسول في بلدة سيمي فالي الواقعة على بعد 65 كيلومتراً تقريباً إلى الشمال الغربي من لوس انجلوس.
 
ويأتي الحادث في الوقت الذي أعلن فيه مكتب التحقيقات الاتحادي ارتفاع حوادث المضايقات والترهيب التي تستهدف المسلمين، وقال بريل إن المواجهة بدأت بعد تحول مشادة كلامية إلى عراك بين المشتبه فيهما والضحية الذي كان يؤدي الصلاة في المسجد مع مجموعة من أصدقائه.
 
وأضاف بريل إن الضباط الذين تحركوا استجابة للحادث وجدوا الضحية يعاني طعنات غير مهدِّدة للحياة، وحددت الشرطة في وقت لاحق مكان أحدهما ويدعى جون ماتيسون، 29 سنة واعتقلته.
نقلا عن البلاغ

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع