الأقباط متحدون - قصة الجاسوسة المصرية «دينا بن ديفيد»: عمل زوجها وأبناؤها لصالح إسرائيل وأعفاها السادات من «الإعدام»
  • ٢١:٣٨
  • الجمعة , ٢٣ ديسمبر ٢٠١٦
English version

قصة الجاسوسة المصرية «دينا بن ديفيد»: عمل زوجها وأبناؤها لصالح إسرائيل وأعفاها السادات من «الإعدام»

منوعات | خبر مباشر

٢٥: ٠٩ ص +02:00 EET

الجمعة ٢٣ ديسمبر ٢٠١٦

دينا بن ديفيد
دينا بن ديفيد

في عام 1967، كان الجاسوس الشهير، إبراهيم شاهين، يعيش في مدينة العريش، ويعمل موظفًا بسيطًا في مديرية العمل بمحافظة سيناء، وبعد أن احتل الإسرائيليون المدينة، قاموا بإلقاء القبض على شاهين، وبعدها جاء التفكير  في كيفية تجنيد شاهين للعمل جاسوسًا لإسرائيل في قلب القاهرة، حيث تمت إعادته إلى القاهرة بعد طرده مع عشرات المصريين من العريش بدعوى عدم رغبتهم في الحياة بها وسط الاحتلال.

 وبالفعل، تم تجنيد شاهين في الموساد، وتدريبه على كيفية إرسال الرسائل الاستخباراتية السرية من قلب القاهرة إلى تل أبيب، ومع الوقت أتقن شاهين العمل واستطاع التمييز بين الأسلحة والمعدات العسكرية المختلفة، وكان ينقلها أولًا بأول إلى إسرائيل، حسب المعلومات التي وردت في بوابة «الأهرام» الإلكترونية.

 وبمرور الوقت، قرر شاهين التوسع في النشاط، فأشرك معهُ زوجته، انشراح، التي تعاونت معهُ في التجسس لصالح اسرائيل، والتى كانت تُنظم حفلات بصورة دورية للمجندين في الجيش من أصدقاء أبنائها الثلاثة الأطفال في المدرسة، حسب المقال المذكور سابقًا، حيث كانت تحرص انشراح على مصادقة أبناء الضباط لمعرفة مواعيد عمل الآباء ومواقع عملهم، والأهم من هذا الاستعدادات العسكرية التي تتخذها مصر على الجبهة.

 وفيما بعد، نجح أبناء شاهين وانشراح في الحصول على أخطر معلومة كانت تحتاجها إسرائيل، وهي مواعيد حضور الفريق عبدالمنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المصرية، إلى الجبهة، وبالفعل تم إرسال مواعيد حضوره إلى إسرائيل التي لم تفوت الفرصة واغتالت القائد العظيم الذي يعود إليه الفضل في تطوير الكثير من أوجه عمل الجيش المصري.

وحسب «الأهرام»، اكتشف رجال المخابرات المصرية أمر شاهين سريعًا، حيث لاحظوا تردده هو وزوجته كثيرًا على إيطاليا أو اليونان، حيث كانت هاتين الدولتين بمثابة الرابط الذي يتوجهان بعده إلى إسرائيل.

 
وبالفعل، وقع الزوجان في الفخ، وكان قرار المخابرات المصرية هو استمرار العملية وعدم الإيقاع بالزوجين حتى تعرف القاهرة ما الذي تطلبه المخابرات الإسرائيلية بالضبط، وسيطرت المخابرات بعدها على شاهين وعلى كل تحركاته والاتصالات التي يقوم بها.
 
ومع بداية عام 1974، سافر شاهين إلى تركيا ومنها إلى اليونان ثم إلى إسرائيل، وهناك حضر اجتماعًا سريًا مع أحد أبرز قادة الموساد الجدد ممن تم تعيينهم بعد أن أطاحت حرب أكتوبر المجيدة بالقيادات السابقة، وتم الاتفاق في هذا الاجتماع على منح إبراهيم جهاز إرسال جديدًا، وهو من أحدث أجهزة الإرسال المتطورة.

 قرّر قادة الموساد الجدد منح شاهين أحد أجهزة الإرسال الجديدة المتطورة، وعلمت مصر القصة، وتم إطلاع الرئيس السادات بكل جوانب العملية، وكان قرار الرئيس ضرورة الانتظار حتى يحصل الصيد الثمين على جهاز التجسس ويعود به إلى القاهرة، وبالفعل عاد شاهين إلى مصر ومعه جهاز الإرسال الجديد، وكان قرار الرئيس السادات ضرورة الانتظار للحصول على المكون الجديد الذي سافرت انشراح شاهين، زوجة إبراهيم، للإتيان به.

وفور عودتها إلى القاهرة، كان القرار القبض عليها وعلى زوجها وأولادها بتهة التجسس والتخابر، كما قالت في لقاءٍ مسجل لها مع سمير صبري، في برنامج «النادي الدولي»: «أنا كُنت جاية من روما، وجوزي وأولادي كانوا هنا، وصلت الساعة 5 ونص الصبح، التاكسي جابني، بصيت لقيت عربية جوزي مش موجودة، اتخضيت قولتلهم باباكم فين، قالولي في مشوار وجاي، بصيت لقيت المخابرات ورجال النيابة العسكرية».

كانت تعلم انشراح، أو كما أطلق عليها الموساد الإسرائيلي «دينا»، أنه سيتم القبض عليها في يوم من الأيام، كما ذكرت في «النادي الدولي»، الحلقة التي نشرتها قناة «ماسبيرو زمان»، على موقع الفيديوهات «يوتيوب»: «فتحت الباب، قالولي يلا انزلي معانا، قبلها قولت لأولادي الحمدلله إن حصل كده، أنا كده ارتحت».

وداخل الزنزانة، قضت انشراح أيامها الأولى، في انتظار عقوبتها، ثم علمت من مأمور السجن أنه تم الحُكم عليها بالإعدام، كما تقول: «لما اتحكم عليا بالإعدام، سلمت أمري لربنا».


 «بعد ما اتحكم عليا، قدمت التماس بطلب العفو عنّي، انتظرت فترة 17 شهرًا»، لم تستسلم انشراح لحُكم الإعدام كما ذكرت، بل قدمت طلب التماس للعفو عنها من قِبل رئاسة الجمهورية، أبدت فيه ندمها واعتذارها عمّا حدث.

 ورغم تقديمها للالتماس، فقدت انشراح الأمل في الإفراج عنها، وطلبت رؤية أولادها قبل تنفيذ حكم الإعدام، وبالفعل أخبرت السجانة، انشراح فيما بعد بقبول طلبها الخاص برؤية أبنائها، استعدادًا لتنفيذ حُكم الإعدام، حسبما قالت: «مشيت مسافة من الزنزانة، لحد ما وصلت عند ولادي، فكرت إن كُلنا هنموت، محدش هيعيش، وأول ما وصلت للمأمور لقيت المساجين، بيعيطوا لأنهم عرفوا إن هيتنفذ عليا الحكم، قولتلهم كلنا هنموت وكل واحد بياخُد جزاءه».

 وتضيف: «وقتها المأمور قالي شوفي ولادك، شوفتهم ورجعت، لقيت السجانة بتقولي تعالى شوفي البيه المأمور، روحت لقيته واقف، قالي مبروك جاتلي إشارة بأن التماسك اتقبل، وفجأة اتحول الناس من بُكاء لزغاريط وطبل»، فبعد أن فقدت انشراح الأمل، جاءها خبر قبول الالتماس كالصاعقة، كما سبق وقالت لبرنامج «النادي الدولي».


 وعقب خروج انشراح من السجن، اختفت عن الأنظار، فيما ذكرت صحيفة «حداشوت» الإسرائيلية أن الرئيس السادات أصدر عفوًا رئاسيًا عنها، وتمكنت انشراح من دخول إسرائيل مع أولادها الثلاثة، حيث حصلوا جميعًا على الجنسية الإسرائلية، واعتنقوا الديانة اليهودية، واستبدلوا اسم شاهين إلى (بن ديفيد) واسم انشراح إلى (دينا بن ديفيد) وعادل إلى (رافي) ونبيل إلى (يوسي) ومحمد إلى (حاييم).

 وذكرت إحدى الصحف الإسرائيلية أن دينا بن ديفيد، بعد وصولها إلى إسرائيل عملت في دورة مياه للسيدات في مدينة حيفا، بينما يعمل ابنها حاييم كحارس ليلي بأحد المصانع، أما الابن الأكبر فلم يحتمل الحياة في إسرائيل وهاجر هو وزوجته اليهودية إلى كندا، حيث يعمل هو وزوجته بمحل لغسل وتنظيف الملابس.

 وفيما بعد، تحولت قصة انشراح إلى عمل درامي، تم تجسيده في مسلسل «السقوط في بئر سبع»، حيثُ قامت بدورها إسعاد يونس، إنتاج عام 1994.