الأقباط متحدون - حضرتك مسيحية ولا مصرية؟!
  • ٠١:٣٧
  • الجمعة , ٢٣ ديسمبر ٢٠١٦
English version

حضرتك مسيحية ولا مصرية؟!

مقالات مختارة | حمدي رزق

١٢: ١٠ ص +02:00 EET

الجمعة ٢٣ ديسمبر ٢٠١٦

حمدي رزق
حمدي رزق

من بين الرسائل التى تصلنى تباعاً اخترت ثلاث رسائل، كل منها تحمل إشارات خطيرة تؤشر على الحالة التى وصلنا إليها والتى تستوجب التوقف أمامها، وتبين حروفها الخطيرة، وتلمس أسبابها، بحثًا فى خلفياتها الخطيرة.

الأولى حروفها المسنونة كنصل السكين تمزق قلب الوطن، رسالة تعكر صفو الوطن، وتحزن الطيبين، وتجرح المصريين جميعاً، رسالة من «مواطنة مصرية»، أتحفظ على ذكر اسمها، لأنها لم تأذن بنشره، ولكنها تطلب منى رداً لا أملكه، وقررت طرحها على القراء، لأنها تؤشر للأسف على مستقبل غامض ينتظرنا على قارعة الطريق.. وهنا نصها:

«أرجو من سيادتكم قراءة الرسالة والرد عليها من جانبكم. علماً بأن كاتبة هذه الرسالة هى ابنتى ولم أقرأها أو أسمعها من طرف ثالث. لذا أنا أثق فى صدق الرواية مائة بالمائة.

النهارده كنت فى مدرسة حكومية فى القاهرة عادى وحصل الحديث ده مع طفلة فى خامسة ابتدائى:

- الطفلة: أبلة إنتى حلوة

أنا: وإنتى كمان يا حبيبتى

الطفلة: حضرتك مسيحية ولا مصرية؟

أنا فى ذهول: ليه بتسألى وبعدين أصلاً المسيحيين مصريين كمان.

الطفلة، وهى بتبص حواليها لقيت زمايلها قريبين راحت موشوشانى: أنا زيك يا أبلة مسيحية.

أنا فى ذهول أكتر: إنتى مش عارفة إن إنتى برده مصرية حتى لو مسيحية؟

الطفلة: لأ يا أبلة ماكنتش أعرف!!!!!!

دى المدارس وده التعليم ودول موظفين ومسؤولين الغد!

لا تعليق، ولكم جزيل الشكر وأرجو الاهتمام بمحتوى هذه الرسالة، نظراً لما فيها من معانٍ مؤسفة والعمل على نشرها من طرفكم، علماً بأن هذه المدرسة داخل العاصمة، فما بال القرى والنجوع؟».

الرسالة الثانية، من الكاتبة «مريم توفيق»، تحمل حزناً نبيلاً، يؤشر على قسوة حادثة الكنيسة البطرسية على مشاعر إخوتنا المسيحيين والتى تستلزم التفافاً وطنياً يوفر دفئاً للقلوب الحزينة:

«لا أنكر أننى كمسيحية لم أعلق شجرة الميلاد، ولم أضع النجمة والزينات الحمراء والخضراء، قلبى ينفطر وصور الدماء والأشلاء أمام عينى كل لحظة، كيف أهنأ ومازال الجرحى من الأطفال يئنون ألماً وحزناً على فقد الأمهات؟.

مع سيادتك كل الحق، علينا ألا نعطى الفرصة للإرهابيين لإطفاء فرحة الميلاد والعام الجديد، لكن الجرح غائر يا سيدى، عزاؤنا وجود الشرفاء المحبين للوطن المدافعين عن المواطنة».

الرسالة الثالثة، من طرف المتابع الوطنى الدؤوب الدكتور، يحيى نور الدين طراف، وهى تحمل إشارة مهمة لظاهرة خطيرة استفحل خطرها، وتستاهل الوقوف على حروفها وبحث أسبابها.

نصًا يقول: «ما انفك بعض الإعلام فى بلادنا لا يرجو للرئيس وقاراً، يتهكم عليه ويسخر منه كلما تحدث بتلقائيته المعهودة وصدقه وعفويته، كقوله (ليس فى ثلاجتى إلا المياه) أو قوله (اللى يقدر على ربنا يقدر علينا)، فيطالبونه بتحرى الرصانة فى خطابه، ويسلقونه بألسنة حداد!

مشكلة مصر اليوم أن ألسنة كثيرة أطلقها أصحابها على رئيس دولتهم، يسفهونه ويتطاولون عليه، لأنهم أمنوا بطشه؛ أما ذلك الذى يرجون نواله ويخشون نكاله، فقد خرسوا إزاءه تماماً وسلموا له تسليمًا».

الرسائل الثلاث منشورة على الرأى العام والحوار من حولها متصل.. والمساحة من جانبى متروكة للتعليقات إن وردت إلينا.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع