الأقباط متحدون - لتكن مشيئتك
  • ١٦:١٦
  • السبت , ٢٤ ديسمبر ٢٠١٦
English version

لتكن مشيئتك

سامية عياد

مع الكرازة

١٥: ١١ ص +02:00 EET

السبت ٢٤ ديسمبر ٢٠١٦

 البابا الأنبا شنودة الثالث
البابا الأنبا شنودة الثالث

عرض/ سامية عياد
الله ضابط الكل ، كل شىء فى العالم تحت مشيئته ، ودائما مشيئة الله مشيئة صالحة ، حكيمة ، مملوءة محبة وعناية ورعاية لذلك نقول فى الصلاة الربانية "لتكن مشيئتك" ..

المتنيح البابا الأنبا شنودة الثالث فى مقاله "لتكن مشيئتك" حدثنا عن مشيئة الله الصالحة التى تعمل من أجل صلاح الإنسان ، وأول مشيئة من الله بالنسبة لنا كانت مشيئة الخلق ، قال الرب "ليكن نور فكان نور" قال "لتفض المياه كائنات حية" وكان كذلك وبعد أن أكمل الله مشيئته فى الخلق نظر الله الى كل ما عمله فإذا هو حسن جدا ، أيضا مشيئة الله بالنسبة لنا تتجلى فى مشيئة الغفران ، لأنه لا يشاء موت الخاطىء مثلما يرجع ويحيا ، كذلك مشيئة الحفظ من كل سوء ، ولنتذكر عبارة جميلة قالها الرب ليعقوب الذى كان هاربا من أخيه عيسو "ها أنا معك وأحفظك حيثما تذهب .." ، كثيرا ما نتعرض لاضطهادات واعتداءات لكن فى هذا ما أجمل قول المزمور "نجت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين ، الفخ انكسر ونحن نجونا" لأن هذه هى مشيئة الله الصالحة لنا ، دواد وقع تحت اضطهادات شاول وطارده من مدينة الى مدينة ، ومن جبل الى جبل ، ولكن مشيئة الله الصالحة أخضعت شاول كما أخضعت أبشالوم ، يقول المزمور"قامت ملوك الأرض وتآمر الرؤساء معا على الرب وعلى مسيحه.. " ، أما مشيئة الله الصالحة فيقول "الساكن فى السموات يضحك بهم" .

يبقى لنا أن نطيع مشيئة الله الصالحة ، كما أطاع إبراهيم مشيئة الله عندما قال الله له "خذ ابنك وحيدك الذى تحبه نفسك ، اسحق وقدمه لى محرقة على الجبل الذى أريك إياه" فأخذ ابراهيم اسحق ابنه والحطب والسكين وعزم أن يقدمه ذبيحة للرب كما أراد ، لكن الله لن يسمح بذلك فقال له "ارفع يدك عن الغلام ولا تفعل به شرا .. فعندما رأيت نقاوة قلبك وطاعتك .. بالكثرة أكثر نسلك ليكون أكثر من رمل البحر" ، العذراء مريم جاء لها الملاك ليقول سيكون لك ابن .. فقالت له كيف يكون ذلك وأنا لست أعرف رجلا .. فقال لها الملاك هذه مشيئة الله "الروح القدس يحل عليك ، وقوته العلى تظللك ، لذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله" فقالت له "ليكن لى كقولك" ، أليصابات كانت تريد أن يكون لها ابن ووصلت الى سن شيخوخة ، ولكن مشيئة الله الصالحة انتظرت ، ليكون الابن المولود منها معاصرا لميلاد المسيح ، ولأنه الملاك الذى يهيىء الطريق أمامه.

لنطيع مشيئة الله الصالحة بلا مناقشة ، لنقول للرب دائما "لا تكن مشيئتى بل مشيئتك ، أنت تعرف الخير لى أكثر مما أعرف الخير لنفسى ، المر الذى تختاره لى يا رب خير من الشهد الذى اختاره لنفسى .." ..