الجنيه يشترى إيه؟.. «ليمونة» أو «علبة مناديل» أو «كيس فوار» أو «متر سلك» أو «رغيفين فينو»
اقتصاد | الوطن
السبت ٢٤ ديسمبر ٢٠١٦
تعرض الجنيه المصرى مؤخراً لعدة صدمات، قبل وبعد تعويمه أمام الدولار، حيث تراجع سعره أمام معظم العملات الأجنبية والعربية، وتأثرت قوته الشرائية بشدة بعد وصول سعر الدولار فى البنوك الرسمية إلى أكثر من 19 جنيهاً، ورغم قيام البنك المركزى المصرى بإعادة إصدار العملة الورقية من الجنيه بعد فترة من التوقف، على أمل استعادة قيمته مرة أخرى، إلا أنه ازداد تدهوراً بعد ارتفاع حالة التضخم إلى هذا الحد.
«الوطن» تختبر قوته الشرائية بجولة على الأسواق
«الوطن» اختبرت قوة الجنيه، وقامت بعمل جولة سريعة على محلات الخضراوات والفاكهة والسوبر ماركت ومحلات الأدوات الكهربائية والأجهزة المنزلية والصيدليات والعطارة والمكتبات المدرسية ومحلات عصير القصب لتجيب عن سؤال: «الجنيه بيتشرى إيه؟».
فى سوق شارع سليمان جوهر، بالدقى فى الجيزة، بدت حركة البيع والشراء ضعيفة وبطيئة جداً بعد انتصاف اليوم، وقف رجب الخضرى، 60 سنة، أمام محله الخاص ببيع الخضراوات، بأحد الشوارع المتفرعة من شارع سليمان جوهر، شكا «رجب» فى البداية من حالة الركود التى تضرب الأسواق بسبب موجة ارتفاع الأسعار وعدم استقرار أسعار السلع، وقال بنبرة مرتفعة ممزوجة بالسخرية: «الجنيه ما بيشتريش حاجة عليها القيمة دلوقتى، يعنى بيجيب لمونة واحدة، وبيشترى حزمتين جرجير، وربطتين بقدونس وشبت، كانوا عاوزين يغلوا الأنواع دى ويخلوا الربطة بجنيه لكن إحنا قلنا للتجار الناس مش هتشتريها».
رجب: «الخساية بـ2 جنيه والجزر بـ4 جنيهات».. وصاحب مكتبة: «بابيع بيه أستيكة رديئة وقلم جاف عادى والقلم الرصاص بجنيه ونص».. وعامل بمحل عصير قصب: أصغر كوباية بـ 2 جنيه.. وكيلو الأكياس ارتفع من 12 إلى 30 جنيهاً
يضيف «رجب»: «الجنيه ممكن يشترى دلوقتى نص كيلو طماطم، عشان سعر الكيلو الآن 2 جنيه فقط، لكن ما يقدرش يشترى ربع كيلو خيار، لأن ربع الخيار بجنيه ونص، كيلو الخيار بـ6 جنيه، وبرضه ما يقدرش يشترى ربع كيلو جزر لأن ربع الجزر بجنيه وربع، وممكن يشترى بصلة واحده صغيرة لأن سعر كيلو البصل بـ8 جنيه، وعدد الحبات حوالى 7 حبات متوسطة».
يشير رجب إلى البطاطس ويقول: «سعر البطاطس والبصل والخيار والليمون ارتفع عن السنة الماضية، وبعض أنواع الخضراوات ارتفعت أسعارها بنسبة 100% مثل كيلو اللفت مثلاً، كان يباع بـجنيهين، والآن يباع بـ4 جنيهات».
يبتسم صاحب محل الخضراوات ويقول: «حزمة البصل الأخضر، السنة اللى فاتت حجمها كان ضعف حجم الربطة دى دلوقتى، وكانت بتتباع بأقل من جنيه، دلوقتى سعرها 2 جنيه وفيها 4 عيدان، الجنيه حالته تدهورت جداً، لدرجة إنه ما يقدرش يشترى ربع كيلو بتنجان رومى، أو حتى بتنجان لف لأن الكيلو بـ6 جنيه، وسعر الأبيض منه بـ8 جنيه.
يعيش «رجب» كما يقول بصحبة أسرة مكونة من 9 أفراد «حضرت أيام حرب 1967، و1973 والناس كانت لاقية تاكل وكل السلع التموينية كانت متوفرة، رغم إننا كنا فى حرب لكن دلوقتى مش لاقيين السكر فى الجمعية والرز سعره دلوقتى 8 جنيه، والزيت سعره هو كمان رفع، إحنا كمان متأثرين بارتفاع الأسعار لأننا بنشترى سلع من السوبر ماركت، ولحمة من الجزارة، وكل الناس دى بتعمل كده ما يقدرش يعتمد فى الأكل على السلعة اللى بيبيعها حتى الجزار لازم يشترى من عندى خضار ومن عند غيرى حاجات تانية، كلنا بنكمل بعض، للأسف الجنيه ما بقاش له قيمة، انا بأحمد ربنا كمان أن إيجار المحل إيجار قديم، لأنه لو كان إيجار جديد بـ3 آلاف جنيه مثلاً كنت هاقفل المحل، وعمرى ما هقدر أدفع المبلغ دا كله».
ريهام: «كيس الفول بقى بـ 2 جنيه ورغيف الفينو بنص جنيه والبسكوت بجنيه ونص وأقل مواصلة بجنيه ونص»
وفى محلات السوبر ماركت تغيرت قوة الجنيه الشرائية تماماً بعد ارتفاع أسعار المسليات والبسكوت والكيك والشيبسى، هيثم محمود، 35 سنة صاحب محل سوبر ماركت بالدقى يقول «كان فيه نوع بسكوت ويفر بجنيه، دلوقتى سعره بقى بجنيه ونص، المولتو الصغير كان بجنيه دلوقتى بقى بـ2 جنيه، كان فيه نوع من الشيبسى والكاراتيه دلوقتى بـ2 جنيه، مفيش حاجة بقت بجنيه خلاص باستثناء نوع معين من اللبان، كانت الواحدة بربع جنيه، دلوقتى بقت بنص جنيه، وفيه نوع من الطوفى كان بربع جنيه، دلوقتى بقى بـ2 جنيه، البطاريات القلم كان الاتنين بـ6 جنيه، دلوقتى بـ12 جنيه، علبة المناديل بس سعرها جنيه، التجار رابطين ارتفاع الأسعار بارتفاع سعر الدولار لكن معظم الحاجات دى مصنعة فى مصر والشركات رفعت سعرها 100% بدون أدنى تدخل أو تسعير من الحكومة، وطبعاً لو كنت ببيع الأول مثلاً بـ10 جنيه دلوقتى هبيع بـ5 جنيه، لأن الناس استوت من ارتفاع الأسعار، أنا كنت باخد مصروف ربع جنيه لما كنت فى المدرسة دلوقتى هجيب لابنى ييجى بـ 10 جنيه حاجات، ده الشخشيخة اللى بتسكت العيال الصغيرة بقت بـ15 جنيه، خلاص الناس جابت آخرها».
وفى الصيدليات لم يختلف الوضع كثيراً عن المحلات التجارية، وقال صيدلى خمسينى، صاحب صيدلية فى الدقى، رفض ذكر اسمه: «الجنيه المصرى يشترى حالياً كيس فوار واحد مضاد للحموضة، و4 بلاستيكات جروح، وشريط ريفو واحد، و2 قرص مسكن كيتوفان، وعلبة مناديل، وشريط مضاد للحساسية فقط، وبونبونى».
فى أحد مطاعم الفول والطعمية، فى شارع العشرين بمنطقة فيصل، وقف سعد محمد، 33 سنة يبيع ساندويتشات الفول والطعمية بخفة ونشاط وقال: «الجنيه ممكن يشترى 4 أقراص طعمية صغيرة جداً، من اللى كانت بتتباع بـ 10 قروش السنة اللى فاتت، أقل حاجه بنبيعها بجنيه ونص، بعد ارتفاع سعر الفول والزيت والأكياس، رغيف العيش السياحى أبوربع جنيه بينكمش جداً، ووزنه حوالى 50 جرام بس، وما بيكفيش العيل الصغير يعنى لو حد مش معاه بطاقة تموين أو بطاقته فيها مشكلة مش هيكفيه فى اليوم بـ5 جنيه من العيش السياحى لو معاه عيال، وفيه أفران بتخبز عيش أبيض الرغيف بنص جنيه والرغيف مش كبير ولا حاجة، رغيف الفينو هو كمان بقى بنص جنيه، بعد ما كان بربع جنيه، والقُرصة كانت بنص جنيه دلوقتى بقت بجنيه، نفس الحجم».
وفى محلات بيع الأدوات الكهربائية كانت قوة الجنيه الشرائية أضعف كثيراً بسبب ارتفاع سعر بعض الأدوات بنسبة 50%، و100% ولم تستثن الزيادة أى نوع من الأدوات، وقال محمد عادل 22 سنة: «الجنيه الواحد يشترى متر سلك مجدول، ومتر سلك شفاف، ومتر سلك تليفون، بجانب سوكيت، أو أر جى النت الصغيرة فقط»، وأضاف عادل: «تمن الفيشة الواحدة العام الماضى أو منذ 6 شهور فقط كان جنيه واحد لكن الآن ثمن الفيشة 2٫5 جنيه، وارتفع سعر اللمبة الموفرة الصغيرة من 7 جنيه إلى 15 جنيه مرة واحدة، كما ارتفع سعر اللمبة الموفرة الكبيرة والتى كانت تباع بـ 10 جنيه إلى 16 جنيهاً».
ريهام البحيرى، مدرسة سابقة، وأم لبنتين، وتقيم فى العمرانية بالجيزة، تقول: «البسكوت المصرى أقل سعر له الآن جنيه ونص، ودى حاجة مش سهلة للناس اللى عندها أكتر من عيل، المواصلات مفيش حاجة بجنيه، إلا المترو، أقل أجرة ميكروباص فى شارع الهرم بجنيه ونص، حتى لو كانت المسافة 500 متر، حزمة السلق كانت بجنيه دلوقتى بجنيه ونص، ساندويتش الفول واللى يا دوب الواحد ياكل 3 ساندويتشات يشبع بقى بـ2 جنيه فى المحلات العادية، وفى المطاعم الشهيرة بـ3 جنيه، كيس الصلصة كان بجنيه دلوقتى بجنيه ونص».
تضيف ريهام قائلة «بنتى بتركب كل يوم مواصلات للجامعة فى مدينة 6 أكتوبر بـ25 جنيه وإحنا فى نفس المحافظة مش بتسافر محافظة تانية ولا حاجة، الراجل اللى بيبيع الفول الصبح على العربية الكارو والحمار، كان بيبيع الكيس بجنيه دلوقتى بيبيعه بـ2 جنيه، ويا دوب يكفى فردين فطار، الناس حصل لها هيستيريا من ارتفاع الأسعار وللأسف فيه حالة من التضخم كبيرة جداً، لأن الجنيه ما بيشتريش حاجة، وكل حاجة.
من جانبه يقول أحمد عبدالفتاح، 45 سنة، صاحب مكتبة أدوات مدرسية: «الجنيه بيشترى قلم جاف من النوع العادى، وأستيكة رديئة، لكن ما يقدرش يشترى كراسة عادية أو مربعات أو 9 سطور، الكراسة تمنها دلوقتى 2 جنيه، والكشكول العادى بـ3 جنيه ونص، والبراية بـ2 جنيه، لكن القلم الرصاص بجنيه ونص، وأنبوبة الأمير بجنيه ونص».
وفى محلات عصير القصب لم يختلف الوضع كثيراً، حيث ارتفع سعر كوب العصير الصغير من جنيه إلى 2 جنيه، ويقول إبراهيم محمد، عامل فى محل العصير: «كنا بنشترى كيلو الأكياس..