الأقباط متحدون - رسالة عيد الميلاد لسيادة المطران سيرافيم مطران بيرية نقلها عن اليونانية
  • ١٨:١٩
  • السبت , ٢٤ ديسمبر ٢٠١٦
English version

رسالة عيد الميلاد لسيادة المطران سيرافيم مطران بيرية نقلها عن اليونانية

البروتوبرسفيتيروس أثناسيوس حنين

مساحة رأي

٤٢: ١٢ م +03:00 EEST

السبت ٢٤ ديسمبر ٢٠١٦

عيد الميلاد المجيد
عيد الميلاد المجيد

الاب الدكتور اثناسيوس حنين

ΠΟΙΜΑΝΤΟΡΙΚΗ ΕΓΚΥΚΛΙΟΣ
ΧΡΙΣΤΟΥΓΕΝΝΩΝ 2016
ΤΟΥ ΜΗΤΡΟΠΟΛΙΤΟΥ
ΠΕΙΡΑΙΩΣ ,ΦΑΛΗΡΟΥ,ΔΡΠΕΤΣΩΝΣ
ΚΑΙ ΑΓΙΟΥ ΙΩΑΝΝΟΥ ΡΕΝΤΗ
ΣΕΡΑΦΕΙΜ
Μετέφρασε την Εγκύκλιο στα Αραβικά ό Πρωτοπρεσβύτερος
Αθανάσιος Χενέιν
Ι.Μ.ΠΕΡΑΙΩΣ

الرسالة الرعوية
عيد ميلاد المسيح  2016
بيد صاحب السيادة  سيرافيم
مطران بيرية ’ فاليروا ’ درابتسوناس والقديس يوحنا رندى
نقلها الى العربية البروتوبرسفيتيروس أثناسيوس حنين
مطرانية بيرية المقدسة
كلمة المترجم

(نتوجه بالشكر القلبى والتهنئة  الى موقع (أقباط متحدون) والقائمون عليه من أجل تلك المبادرة التى نستطيع أن نطلق عليها (مبادرة تاريخية) ’ اذا قرر الموقع أن يبدأ فى نشر رسائل ومقالات لاهوتية لرعاة ولاهوتيين من الكنيسة اليونانية لكى ما يتعرف القارئ القبطى خاصة والمصرى عامة على فكر الكنيسة اليونانية وبالتالى الكنيسة البيزنطية فى العالم ’ جائت هذه المبادرة بعد أن لمسنا ورأينا وعشنا حرارة ودفء الاستقبال الأخوى الذى أسقبلت به اليونان ’ عن بكرة أبيها ’  رئاسة وحكومة وكنيسة وشعب قبطى – يونانى ’ لقداسة البابا تأؤضروس (ثيؤدوروس) بابا وبطريرك الكنيسة القبطية . ونلفت النظر الى أن أختيار الموقع البدء بنشر مقالات ورسائل  سيادة  المطران سيرافيم ’ مطران بيرية ’ ليست بلا مغزى أذ أن المطران سيرافيم قد سن طقسا جديدا يساهم به فى الحفاظ على التراث القبطى وتعريف العالم البيزنطى به ’ وهو قرأة أنجيل القيامة باللغة القبطية فى كاتدرائية الثالوث المقدس ببيرية ’ الرب يبارك فى الموقع والقائمين عليه وفى قرائه وداعميه ).

رسالة صاحب السيادة

أبنائى الأحباء الذين أشتاق اليهم بالحق
المسيح هو الكلمة الالهية. هو الذى " كل شئ به كان" .هو الكلمة الخالقة والخلاقة . هو المالك لكل شئ مخلوق’ لقد خلق كل شئ بكلمته "لأنه قال فكان .هو أمر فصار" (مزمور 33 :9). يسوع المسيح  الله اللوغوس ليس هو فقط سبب وجود  الخليقة ’ بل هو أيضا قصدها النهائى . اذ أن كل شئ منه خرج واليه يعود "الكل به وله قد خلق " (كولوسى 1 :16 ).

«ότι έν αύτώ έκτίσθη τά πάντα …τά πάντα δι,αύτού και τά πάντα έν αύτώ συνέστηκεν».

"والكلمة صار جسدا وسكن فينا" (يوحنا 1 :14 ).
«Και ό Λόγος σάρξ εγένετο και εσκηνώσεν έν ήμίν»

لا يوجد قول مثل هذا القول ’ الذى يلخص كل عمل تجديد العالم  فى العهد الجديد ’ أى عمل وعالم الخليقة الجديدة ’ مثل هذه الأية. لقد أجمع العلماء على أن أهم أياتان فى العهد الجديد هما :

الأية الأولى هى التى تعبر عن أعماق "قلب الله". وهو " ...هكذا أحب الله العالم ’ حتى بذل أبنه الوحيد ’ لكى لا يهلك كل من يؤمن به ’ بل تكون له الحياة الأبدية" يوحنا 3 : 16 .

«Ούτως  ήγάπησεν  ό Θεός τον κόσμον,ώστε τον υίόν αύτού τον μονογενή έδωκεν,ίνα πάς  ό πιστεύων είς αύτόν μη άπόληται,άλλ,έχη ζωήν αίώνιον»

الأية الثانية هى "ملخص العهد الجديد كله"  وهى " والكلمة صار جسدا وحل فينا "(يوجنا 1 : 14 ).

أن كل كلمة فى هاتين الأيتين هى جوهرة فريدة ودرة نفيسة.

"حل فينا" ’ (أو سكن فينا أو نصب خيمته فينا ووسطنا) ..والخيمة وموضع سكنى الله معنا وفينا هو الكنيسة.

"صار"’ أى أن تجسده وتأنسه هو حقيقة دامغة.

"جسدا" ان الحب وحده (الأغابى) هو الذى جعل (صير) الثيؤس لوغوس انسانا.

"اللوغوس –الكلمة" ’ "نحن نسجد للكلمة الالهية " . أن ما يشكل مضمون وفحوى ومعنى وانبهار واندهاش وانسكاب كل مسيحى مستقيم الرأى ’ هو حب الكلمة الالهى ’ حب يسوع الرب ’ حب الله المتجسد .

نحن ’ أيها الأحباء’ نعيش فى عصر فقدان التوازن وضياع البوصلة ’ عصر الانحرافات والتحريفات ’ عصر التضليل الاعلامى والكذب المعلوماتى . تصوروا أن أمامنا وردة جميلة ’ ولكن حشرة صغيرة تمر تحت  الوردة ’ كفيلة بتشتيت أهتمامنا بالوردة وجمالها.

لقد أينع يسوع فى أرضنا "الثمرة من أصل يسى" بشكل عجائبى. ونحن نوجه عنايتنا وأهتمامنا وهمنا الى أشخاص محدودين وأشياء زائلة ’ وليس الى المسيح.
ولا يقتصر هذا التوهان على المجال الدنيوى ’ بل تعداه الى المناخ الدينى ويظهر ذلك مما يلى :

+أن الأمور الثانوية قد غطت على الامور الأولية  .
+أن الأمور السطحية تطغى على الأمور الجوهرية .
+أن الانماط تكاد تؤدى الى اختفاء الأعماق .
ان الأول والجوهرى والعمق كله هو واحد لا غير ’ هو يسوع المسيح الذى صار انسانا من أجلنا.

حينما أنهى سليمان عمله فى بناء الهيكل ’ فى العهد القديم ’ فى مدينة أورشليم ’ وبعد مرور عشرون عاما ’ وحينما دخل الهيكل لأول مرة ’ رفع يديه الى السماء ’ وشكر الله ’ وقال (لانه هل يسكن الله حقا على الارض ’ هوذا السموات وسماء السموات لا تسعك فكم بالأقل هذا البيت الذى بنيته أنا لك ) الملوك  الأول 8 : 27

+يا سليمان ! نحن حينما ندخل بيت الله ’ أى الكنيسة ’ لا نتسأل كمن لا يعرف ’ لانه لم يعد لدينا تساؤلات  ’ بل نسبح ونندهش ونتعجب لأننا نمتلك ’ فى الثيؤس لوغوس ’  كل المعلومات وملء المعرفة.بالمسيح تحققت كل الانتظارات وأنكشفت كل المعرفة الجديدة بالله ولا تنتظر البشرية شيئا روحانيا أخر.

+نعم ’ يا سليمان  ’ لقد سكن الله فعلا مع البشر ’ لقد سكن فينا ومعنا ولأجلنا !

+نعم ’ يا سليمان ’ أن الله لا تكفيه السموات ’ هو يريد خيمتنا نحن ’ وقلبنا نحن ’وايماننا نحن ’وعبادتنا نحن ’وفوق كل شئ يريد كلمتنا .

+نعم’ يا سليمان’  ان صبية الناصرة المتواضعة ’مريم ’ الدائمة البتولية قد صارت هى "خيمة الله الكلمة"  ’ وهى "مسكن الله مع الناس " (الرؤيا 21 : 3 ).

والكنيسة صارت ’ بالتالى ’ هى خيمة و مسكن الله المتجسد. وتدبيريا (كاطا - ايكونوميان)  فأن كل قلب مؤمن قد صار خيمة للكلمة المتجسد.

«Και κατ,οίκονομία κάθε πιστή καρδία είναι σκηνή του σαρκωμένου Λόγου».

لهذا نحن ننبهر ونندهش دهشا روحيا بلا حدود  بحقيقة تأنسن كلمة الله .

يا للتناقضات الفائقة الطبيعة التى لهذا السر العظيم !
-    الله العظيم فى المغارة الصغيرة
-    الله اللوغوس وسط الحيوانات الغير اللوغوسية والغير  الناطقة
-    الله المتعالى وسط متواضعى الارض .

-    وهنا يقول الذهبى الفم " ان العالى يقيم علاقة مع المتواضع ومع ذلك لا يفقد شئ من مجده بل يرفع معه المتواضع "
-    المسيح  هو مضمون وفحوى ايماننا .ان ذلك الذى هو جوهر اللاهوت ’

-    صار انسانا فى الجوهر ’ بدون أن يتحول اطلاقا الجوهر الالهى. لقد لبس الملك ثوب انسان ’ عبد’ بدون أن يفقد اطلاقا مجد عظمته .
-    يؤكد الذهبى الفم ذلك قائلا" ان الملك الرفيع المقام الغنى اذا ما تكلم مع انسان فقير لا قيمة له لن يفقد شئ من غناه ’ بينما هذا الحوار سيرفع من شأن الفقير ".

-    المسيح هو الله والذى لم يتغير بتانسه وتجسده والتغيير تم نحو اعلى وليس الى اسفل ’ الانسان يتحول بقوة الله ونعمته الى قديس .بينما الله لا يتحول.
لقد صار انسانا اى انه اتحد بالطبيعة البشرية "الكلمة صار جسدا". لقد اخذ شيئا لم يكن  يملكه لكنه لم يتخلى ابدا عما يملكه .
-    لقد دخل الى مجال لم يكن موجودا فيه من قبل

الخيمة السماوية : أحضان الأب
الخيمة الأرضية :  هى حضن الام أى التجسد وحضوره الحفيفى بيننا ووسطنا وفينا

أما عن كيف حدث كل هذا ؟ فلا تسأل بل صدق وأقبل وستفهم فيما بعد كيف "الذى هو فى حضن الأب ’ كيف صار فى أحضان الأم " (لحن الكاسيثما فى عيد الميلاد) ’ ويؤكد الذهبى الفم " لا تسأل كيف ’ فقد تم كل شئ كما أراد هو".

تكمن الأهمية القصوى فى الفعل " صار "

«έγένετο»
«Ο Λόγος σάρξ έγένετο»

نحن نعيش الحقيقة الفريدة والكبرى والتى لا تتكرر ’ الحقيقة التى صارت جسدا لتبقى ولتستمر .

كون ان اللوغوس قد أتخذ جسدا ’ وكون أن الله قد صار انسانا ’ فهذا ليس ضرب من ضروب الخيال  ولا لون من ألوان الرومانسية.

كون أن الابن قد اتخذ هيئة انسان ’ فهذا ليس من قبيل المحسنات اللفظية ’ بل هو حقيقة لا يتطرق اليها شك.

ان الشمس تترك اثرها الواضح فى المكان الذى تشرق فيه . هكذا فأن تاريخ الفي عام ملئ بالاثار الساطعة والشهادة الحية لحضور المسيح. المسيح هو الحقيفة والحقيقة هى المسيح الحاضر فى التاريخ وهنا والأن .

نحن نعيش حقيقة تجسد الذى لا جسد له . لقد اتخذت ارادة الله الازلية جسدا ’ لقد اتخذت جسدا أشواق الانسان ’ لقد اتخذت جسدا وعود الله للانسان .

كل مرة تقام فيها خيمة لله على الارض ’ نحن نعيش لون من الوان التجسد " وسكن بيننا".

ان كل نفس تقبل كلمة الله ’ هى تقبل التجسد ’ مادام  الذى لا يقترب منه ’ قد صار الأن قريبا منا ’ والغير ملموس قبلا ’  قد صار’ الأن ’  ملموسا.

فى كل مرة يقام هيكل لله لدينا تجسد . يتم أقامة خيمة جديدة لله. يتم اعداد مسكن لله ’ كما بقول الذهبى الفم " لا يجب أن تظن أن (صار جسدا) هو انه لا مكان له ولا سكن ولا موضع ! لماذا لم يتكلم عن تغيير تلك الطبيعة اللاهوتية التى لا تتغير بل تكلم عن سكنى واقامة ؟.

ان الله الذى نؤمن به هو اله الصعوبات ورب المستحيلات .  لقد عمل الهنا الامور الصعبة ’ " المستحيلة لدى الأفكار البشرية"  لقد نزل من السماء ’ صار انسانا ’ كيف لا يقوم بحل صعوبات أيامنا هذه !

دعونا نطلب من الرب ’ الذى يحقق الصعاب ويحقق المستحيلات’ أن يسهل الصعاب الأتية :
+أن يشعر الناس بحاجتهم الاساسية ’ بأن المسيح هو الحاجة الأساسية .

+أن يحب كل الناس كل الخيمة وكل خيمة ’  ما يزال يسكنها المسيح كله.وهذه الخيمة هى الكنيسة ’ للاسف يترك الكثيرون الكنيسة ’ حيث يتحول الناس الى ملائكة ’  ويركضون الى حيث يقوم الشيطان بتحويل البشر الى وحوش مفترسة .

+أن يتم التحول الكبير ’ وهو أن يركض الجميع ’ صغار وكبار ’ الى الكنيسة ’  الى حيث يسكن المسيح  الى حيث يتحول البشر الى ملائكة .

أن نصير كلنا على شاكلة يوحنا السابق والمعمدان : صوت الكلمة الحق’ وأن نصرخ بأن الله قد جاء الى العالم وأن قد مشى على أرجل مثل أرجلنا ’ وأنه فعل الخير بأيادى مثل أيادينا ’ وأنه قد بشر بالانجيل بفم مثل فمنا ’ وأنه قد أستمع الى شكوى وانين ومخاضات الناس بأذان مثل أذاننا ’ ولكنه  صلب بحب ليس مثل حبنا ’ بل هو الحب الحقيقى والوحيد ’حبه هو .

Η Δική  ΤΟΥ ΑΓΑΠΗ.
المسيح ولد
حقا ولد
ΧΡΙΣΤΟΣ ΕΤΕΧΘΗ !
ΑΛΗΘΩΣ ΕΤΕΧΘΗ !
لتصر كل أعوامكم سعيدة ومديدة مع كل حبى لكم

مطرانكم سيرافيم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع